الإثنين 8 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التنوع الثقافى فى الفنون وتحديات المستقبل

التنوع الثقافى فى الفنون وتحديات المستقبل






فى صمت إعلامى وبخصوصية الإخلاص الصوفى، اجتمع من أنحاء الوطن العربى عدد من المسرحيين والفنانين والمثقفين الأكاديميين للتحاور حول عنوان «التنوع الثقافى فى الفنون وتحديات المستقبل» فى الملتقى العلمى الدولى لأكاديمية الفنون فى الفترة من 23 إلى 28 أبريل 2017. وقد سعدت بالمشاركة فى فعالية بعنوان «التنوع الثقافى فى الفنون وأهميته فى زمن العولمة» والتى ترأسها الأكاديمى والناقد والمفكر المصرى د.شاكر عبد الحميد، وزير الثقافة الأسبق، الذى ساهم فى إدارته للجلسة وإضاءاته الفكرية فى مناقشة مثمرة حول التعدد الثقافى ومستقبل الفنون فى مصر والوطن العربي، وهى الورقة البحثية التى شاركت بها فى المؤتمر،  والذى أثار العديد من التحديات والهواجس والمخاوف والآمال حول مستقبل الفنون فى مصر حيث اتفق الحضور جميعهم ومنهم الكاتب الكبير محمد أبو العلا السلامونى والكاتب والناقد التونسى الأسعد الجاموسى وأ.د. محمد أبوالخير على ضرورة التأكيد على أن العولمة حاضرة وماثلة وتنوعها الثقافى فى الفنون، وهو حضور واضح للتأثير الغربى عامة والأمريكى خاصة، ولذلك فهو لا يعبر بشكل حقيقى عن التبادل والتفاعل والتعدد الثقافى الإيجابي، وبتعبير د. شاكر عبد الحميد (حصر الصورة) أى الصور المشهورة المكررة فى الفنون والقادمة من نيويورك والمراكز الغربية المختلفة هى الصور الأكثر انتشارا وهى صاحبة النصيب الأكبر فى التأثير وفى إنتاج واستهلاك ولا أقول تلقى الفنون.
ولذلك يبقى لمصر بدورها الرائد وإرادة المصريين وميراثها الحضارى الطويل أن تفكر فى مستقبل يؤمن بأن الاحتلال الثقافى هو أخطر أنواع الاحتلال، لأن الاحتلال العسكرى يمكن مقاومته أما التقمص الكامل من الجماهير العامة فى مصر للصور المحصورة والمرسلة إلينا فهو الأمر شديد الخطورة والذى يصعب مقاومته، ولذلك فعلى صناع السياسة الثقافية فى مصر إدراك ضرورة صنع الصور المصرية والعربية لتدعيم الهوية الوطنية التى عليها أن تتفاعل التفاعل الإيجابى البعيد عن الجزر الثقافية المعزولة الرافضة للتأثير، وفى ذات الوقت اختيار العناصر الإيجابية فى الثقافة العولمية، فى ظل عالم بدأ يدرك أهمية وإنسانية الحضارات القديمة والتى عقد لها مؤتمر فى أثينا منذ أيام قريبة، وقد كانت الصين هى الشريكة الأساسية فى الدعوة لهذا التجمع فى إدراك لضرورة التنوع، لأن العالم لا يمكن أن يصبح مكانا يشبه بعضه البعض.
أما فى القاهرة فجدير بالذكر أن الحضور قد أجمع على غياب السياسات الثقافية المدركة لهذه المسألة الخطرة ألا وهى العولمة من منظور ثقافي، حيث اتفق الحضور على ضرورة إعادة تكييف الوافد وفقا للثقافة الوطنية والهوية العربية فى إطار عناصر فاعلة يمكنها أن تساهم فى خطاب العالم الغربي، بل ويمكنها أيضا أن تكون مصدرا مهمًا من مصادر الدخل القومى، كان المؤتمر دافئا وحميما وغاب عنه الإعلام، ربما تعود الوزارة المختصة أو المهتمون برسم السياسات الثقافية،  لأوراق المؤتمر فعله يقدم تفكيرا يمكن أن يساهم فى عمل مؤسسى قادم فى المستقبل.