الإثنين 5 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
قانون الرياضة الوليد يحارب الشغب أم المشجعين

قانون الرياضة الوليد يحارب الشغب أم المشجعين






■ القانون الجديد للرياضة  حارب روابط الأولتراس بشدة، فمن ثم فإن جماهير الكرة المصرية،  وروابط الأندية تحديدًا تشعر بالقلق من مواد مكافحة الشغب  التى جاءت بالقانون الموجود الآن على مكتب الرئيس لاعتماده.
فالحبس والغرامة تنتظر كل من يعتدى بالقول أو الفعل على المنظمين جيش أو شرطة أو شركات خاصة.
اقتحام الملعب حتى  أثناء عدم إقامة المباريات أمر يستوجب السجن والغرامة فى عقوبات متدرجة تحاول منع الشغب.
فى المدرجات من يتعاطى المخدرات وارتكب اعتداء على أى من عناصر النشاط فالسجن والغرامة ينتظرانه أيضًا.
سب للحكم أو المدرب أو اللاعبين جريمة وحزمة العقوبات تمتد إلى من يرتكب التزوير لبطاقات الدخول أو يطلق الألعاب النارية.
العقوبات مهمة فى مسار الدولة لمعالجة آثار الشغب ولكن أرى أنها قاسية جدًا.
■ ونعود بالقول إن الملاعب متنفس للشباب وبالطبع الأغلبية من الجماهير ملتزمة ومسالمة وعدد بسيط هم المشاغبون والمارقين، والقانون هنا مرعب ويقوض العملية التشجيعية برمتها ويفقد للتشجيع أهم ما يحققه من جانب الجماهير للاعب من تشجيع وبث للحماس ليلعب ويبدع ويسجل ويصنع مع غيره الانتصار.
■ أنا ضد تغليظ العقوبات بهذا الشكل ضد جماهير مسالمة قد يندس بينهم مشاغب.
وكذلك القيود التى يفرضها القانون على العملية التشجيعية برمتها يقوضها ويقضى على أجمل مافيها وهو التلقائية فى الهتاف والتشجيع والرسم بالأجساد.  ويبقى هناك إشكالية فى الرعب الواضح من جماهير الكرة والخوف الواضح من جماهير لاتملك إلا هتاف وتصفيق وتشجيع وهى أدوات مهما كانت قوتها هى محدودة أمام الرصاص أو قنابل الغاز أو العصا الغليظة التي تمسك يد الشرطة.
■ مواد محاربة الشغب بقانون الرياضة شبح سيمنع الجماهير من دخول المدرجات خوفًا من الردع المنتظر ومن اختلاط الأمور والتى ستتحول المدرجات  في نهايتها إلى أماكن بدون زبائن صامتة حزينة.
الداخلية هى من أشرفت على مواد الشغب  وهى أيضًا من شجعت على تغليظ العقوبة وقد نجحت ولكن فى نفس الوقت انتصار الداخلية على شغب المدرجات مبالغ فيه.. الخاسر فيه هنا هى كرة القدم.
■ جماهير الكرة المصرية مسالمة والقاعدة عندنا سليمة والاستثناء هو الشغب وتاريخ الملاعب مع المشجعين يؤيد ذلك ونحن نعلم جيدًا ان حادث ستاد بورسعيد استثناء والدفاع الجوى أيضًا.
وإذا كانت روابط الالتراس بالأندية غير خاضعة بحكم التكوين لأى حدود أى أنها هى التى تَخَلَّق لنفسها الحدود وتصنع القواعد المنظمة لها، وأن الذى يزعج الشرطة بشدة عدم التزام الالتراس بتعليماتها المنظمة حيث ترى تلك الجماهير بأنها سيدة قرارها مثل جهات بالبلد وترى ان الشرطة لو رأت ضرورة اخضاع الالترس إليها عليها أن تبدأ بغيرها وعلى الجميع الانصياع.
روابط الالتراس يمكنها ان تنزعج وبشدة وتتراجع لتنظيم نفسها لتهيأ نفسها لاستقبال وتطبيق القانون وهى هنا مطالبة بإحكام الرقابة على قواعدها والأعضاء خوفًا من ان يطالها مواد القانون وتقع فريسة للسجن أو الغرامة.
جماهير روابط الأندية عليها ان تتعامل بهدوء مع مواد القانون وعليها ان تختار الالتزام أو الاعتزال أمام مواد قانون الرياضة الوليد لمحاربة الشغب وفى الحقيقة هى مواد لقتل التشجيع وسجن المشجعين.
■ نمتلك أفضل القوانين وعندنا ايضًا «أسطوات» فى «ضرب» تلك قوانين.
وقانون الشغب المشرع هنا من خلاله أراد ان يبعث برسائل متنوعة للملايين من جماهير اللعبة بأن المدرجات لن تحمى مشاغب بل هناك حزمة عقوبات متنوعة لمحاربة الشغب.
كتبت واعلنت وسجلت قبل ذلك  رأيى  بأن شباب المدرجات يحتاجون المساندة بكل أنواعها.
  ويحتاجون أيضًا  التحاور حول «الغد»..
تغليظ العقوبات بالقانون الجديدً ضد شباب المدرجات خطأ بل جريمة غير مبررة أضرت بالرياضة وباللعبة.
أى أب يخشى على حياة أولاده  سينزعج من مواد القانون ضد الالتراس وبالتالى سيمنعهم وليبحث الصغار على أماكن أخرى تستوعب وقتهم وحماسهم وطاقتهم.
وبهذا  النهج يمكن ان نقول إنه سيذبح الروابط وينسفها  بل هدد كل من يعلنها من تلقاء نفسه بالسجن والحبس  بأحكام قاسية تنتظر  المشجعين وأتوقع ان يقاومها الآباء  بشدة ويعملون على منع أولادهم من التشجيع.
غير متصور ان يستبدل الحوار مع تلك المجموعات بالسجن أو الغرامة كتقويم..  قلت ودعوت إلى الحوار ولكن الداخلية ردت بشعارات صادمة وأطلقت السلطات إن السجن هو الحل لمقاومة شغب المدرجات.
■ من الواضح ان كل قطاع فى البلد يتعامل مع قضاياه وفقًا لرؤيته وتفكيره والحوار المطلوب بين شباب المدرجات  يثمنه السياسييون في حين ترفضه الداخلية.
فى قانون الرياضة مواد بالطبع تحت مسمى حماية الملاعب من الشغب سيتحول الملعب من خلالها إلى سجن. يجب ان تختار كلمات وأغانى التشجيع وممنوع الجلوس معًا لمجموعات منظمة ولا للتشجيع المنظم وهو يضع الشباب فى شبهة عضوية روابط التراس وهى كفيلة  أن تزج به إلى غياهب السجن.
تلك العقوبات القاسية لن تصلح الحال ولن ترهب الجماهير التى تشعر بأن المدرجات عالمها.
■ الداخلية تحاول السيطرة على الشارع لتسيير حال الناس. والمدرجات تختلف ولايستقم ان نحمى المدرجات من أصحابها ومريديها.
القانون لن يرضخ  لصرخة شاب لتحفيز فريقه. ولن يقتل قفزه لفرحه ولتعبيره عن تسجيل هدف أو عن لاعب اضاع فرصة أو أعتدى على زميل له.
إنها فوضى كرة القدم المشروعة.