الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
إن الدين عند الله الإخوان!

إن الدين عند الله الإخوان!






للمصريين علاقة خاصة بالدِّين يستمتعون بشعائره كما لو كانت طقوسا شعبية، حتى أنك تجد أن العادات والتقاليد المصرية قد امتزجت بالكثير من العبادات والمواسم والفرائض الدينية ولم يعد من الممكن التمييز بينها.
عملية «التمصير» التاريخية التى تمت للأديان المختلفة نهاية بالإسلام تعبر بوضوح عن قدرة متفردة للدولة المصرية على التعايش والتمايز دون المساس بأصل هويتها، وعلى الرغم من كونها أقدم دولة فى التاريخ إلا أنها لم تكن يوما طائفية ولا إثنية ولاعرقية.
«المتأسلمون الجدد» ممن ظهروا أواخر سبعينيات القرن الماضى لم يدركوا هذه الحقيقة وظنوا أن ذقونهم منعت  المصريين من اكتشاف خداعهم، ظنوا أنهم قادرون على العبث بهوية قديمة قدم الإنسانية.
لقد استقبل المصريون هؤلاء المتأسلمون كغزاة لا دعاة وقرروا مواجهتهم بشتى أنواع المقاومة الشعبية للدخيل ذى الدم الثقيل، سرعان ما اكتشف المصريون عملية النصب التى يتعرضون لها من مدعى التدين الذين لجأوا إلى الالتزام الظاهرى وراحوا يمارسون الاستعلاء الإيمانى بعدما فشلوا فى كل مجالات الحياة فلم يجدوا إلا الشكليات المنسوبة للدين وسيلة لإيجاد موطئ قدم لهم فى مجتمع قرروا التعالى عليه بعدما استخدموا ذقونهم كآلة الزمن التى منحتهم فجأة وَقَارا مزيفا وارتقت بهم إلى درجات ليس لها وجود الا فى خيالهم المريض، وراحوا يستقطبون أنصاف المتعلمين ومنعدمى الخبرات وفاقدى الموهبة كمريدين لهم لم يعودوا بحاجة إلا إلى إطلاق لحاهم، ولم لا وقد تحول أصحاب الذقون غير المهذبة فجأة إلى مشايخ لهم اتباع لا رصيد لهم من الحياة الا أنهم ارتضوا طوعا أو كرها أن يستخدموا دينهم كمطية لتجاوز الزمن، أطلق لحيتك ولا تعانى، أطلق لحيتك ولا تتعلم، أطلق لحيتك  ولا تبالى، اطلق لحيتك ولا تشقى، أطلق لحيتك ولا تتطور، أطلق لحيتك ولا تتثقف، أطلق لحيتك ولا تراكم خبرات، لقد وصلت إلى سدرة المنتهى بفعل لحيتك انها آلة الزمن.
لم تمتط آلة الزمن جماعة أو تنظيم كما امتطتها جماعة الإخوان التى تجاوزت مرحلة الخداع إلى مرحلة الندية مع الوحى الإلهى حتى أن مؤسسها حسن البنّا نجح فى أن يوحى لأتباعه أنه جاء بدعوته لاستكمال أوجه القصور فى الرسالة المحمدية ليمنح نفسه ارتقاء ربانيا جعل الجباه تنحنى لتقبل يده، كما منحت اتباعه حالة من الاستعلاء والنشوة على المجتمع المسلم جعلت عضو الجماعة صبحى صالح يجاهر بدعوته «اللهم أمتنا على الإخوان»، ولم لا وقد منح البنّا نفسه حق إضافة ركن سادس لأركان الإسلام الخمسة عندما أعلن فى رسالة المؤتمر الخامس أن الوصول للحكم ركن أصيل من أركان الإسلام هكذا قال، وهكذا تم توثيقه فى موسوعة الإخوان التى دشنها التنظيم بنفسه على شبكة الإنترنت.
لقد جاءت جماعة الإخوان إلى الوطن المصرى على قواعد أفكار واردة من مقرها القديم فى العاصمة لندن، جاءت لتحويل الاسلام من مشروع توحد إلى مشروع تفرق، من رسالة صدق إلى رسالة خداع ومداهنة، من دعوة للتواضع إلى دعوة للاستعلاء.
اللهم أمتهم على الإخوان.