الإثنين 20 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الفتح الإسلامى للأندلس

الفتح الإسلامى للأندلس






فى عام 711 قام المسلمون بفتح الأندلس فى عهد الدولة الأموية واستمر العصر الإسلامى فى الأندلس نحو 800 عام تقريبا أصبحت فيها الحضارة الإسلامية فى الأندلس منارة العلم والثقافة والمعرفة وكانت قبلة لطلاب العلم من كل دول أوروبا وأساسا لقيام الحضارة الأوروبية الحديثة.
يرجع الفضل فى فتح الأندلس إلى القائد موسى بن نصير الذى رأى أنه يمكن للرومان والإسبان أن يهاجموا الشمال الأفريقى فى أى وقت يريدون لأنهم يملكون الأساطيل البحرية وأن لهم قوى بحرية كبيرة ليست للمسلمين أن يواجهوها، ففكر بتخطيط استراتيجى بعيد النظر ان تخضع الأندلس تحت الحكم الإسلامى، فقرر فى البداية انشاء اسطول عربى قوى، فقام بتأسيس قاعدة بحرية فى تونس، وجهز فى مدة قليلة ما يقارب المائة سفينة وأعلن أنه يريد غزو الأندلس، فتجمعت حوله أعداد كبيرة من الناس وعلى رأسهم الأشراف وقام هذا الأسطول بفتح جزيرة صقلية وجعلها تحت الحكم الإسلامى ونظرًا لكثرة عدد الأشراف فى هذه الغروة سميت غزوة الأشراف، بعد هذه الغذوة قرر موسى بن نصير فتح الأندلس، فوضع  الخطة التى أقرها الخليفة الأموى الوليد بن عبدالله بدمشق، وقبل الغزو أمر أحد ضباطه وهو الطريف بن مالك بشن غارة استطلاعية على ساحل الأندلس الجنوبى وذلك فى عام 91 هجرية فى رمضان، ونجح فى ان يعود سالما، فقام موسى بن نصير بتجهيز جيش قوى من سبعة آلاف محارب لغزو الأندلس بقيادة القائد العظيم طارق بن زياد.. انطلقت الأساطيل الإسلامية الموجودة على طول الساحل المغربى إلى مدينة طنجة ومنها إلى الجبل المعروف حتى اليوم بجبل طارق وعند نزول طارق بن زياد وجيشه إلى سطح الجبل لقوا مقاومة عنيفة من العدو فاضطر لتغيير خططه العسكرية وقرر النزول ليلا من مكان صخرى وعر لا يخطر على بال أحد النزول إليه ذلك لخداع العدو، فالتف بذلك حول جموع العدو وانقض عليهم قبل أن يشعر العدو، وكان هذا هو النصر الأول الذى أحرزه طارق عندنزوله أرض الأندلس وتمكن من احتلال الجبل المسمى باسمه حتى اليوم.. قرر طارق بن زياد الاستمرار فى فتح الاندلس وكى يحشد همم المقاتلين قام بعمل يعتبر فريدًا من نوعه فى التاريخ العسكرى وهو حرق أسطول السفن الذى نقل جنوده إلى الاندلس والقى خطبته الشهيرة «أيها الناس أين المفر.. البحر من ورائكم والعدو أمامكم وليس لكم والله إلا الصدق والصبر».. أقام طارق بن زياد فى جبل طارق عدة أيام بنى خلاله سورا أحاط بجيوشه سماه «سور العرب» كما أعد قاعدة عسكرية بجوار الجبل على الساحل لحماية ظهره فى حالة الانسحاب أو الهزيمة وسميت بمدينة الجزيرة الخضراء والتى سميت أيضا بجزيرة أم حكيم،  ودارت المعركة الفاصلة بين المسلمين والعدو والتى حددت مصير الأندلس، حدثت المعركة فى كورة شذونة جنوب غرب إسبانيا، واستمرت المعركة مدة ثمانية  أيام من الأحد 28 رمضان إلى الأحد 4 شوال عام 92 هجرية، 19 إلى 26 يونيو عام  711م وصفت هذه المعركة بأنها كانت معركة شديدة انتهت بانتصار المسلمين وهزيمة جيش العدو وسميت هذه المعركة باسم معركة البحيرة، وبعد هذه المعركة الفاصلة والنصر الكبير لجيش المسلمين فتحت أبواب الأندلس واتجه طارق بالجيش شمالا إلى العاصمة طليطلة وبسط سيطرته على أغلب أراضى الأندلس لاستكمال مسيرته.. طلب طارق بن زياد العون من موسى بن نصير، وفى شهر رمضان عام 93 هجرية، يونيو عام 712م عبر موسى مضيق جبل طارق واستولى على مدن أخرى كاءشبيلية وماردة ثم وصل إلى نهر التاجو بالقرب من طليطلة فالتقى طارق بن زياد، هناك تابع الجيشان نحو الشمال باتجاه جبال البرانس على حدود فرنسا وأخذت المدن تتساقط بين أيديهم حتى وصلا إلى شاطئ البحر الشمالى عند الحدود الإسبانية الفرنسية، وهكذا أنهى كل من طارق وموسى فتوحاتهما وأمر الخليفة الأموى الوليد بن عبدالملك برجوع القائدين إلى دمشق وخلف على الأندلس عبدالعزيز بن موسى بن النصير واليا عليها عام 95 هجرية، 714م.
استمر الحكم الإسلامى الأندلسى 800 عام تقريبًا وانتقلت الحضارة الإسلامية من الأندلس إلى باقى أنحاء أوروبا بفضلها انتقلت أوروبا من عصر الظلام إلى عصر النهضة الحديثة، وهذا أكبر شاهد على أثر الحضارة الإسلامية على الحضارة الأوروبية، وفضل العرب على الغرب، مما يستوجب أن يكون الجميع قافلة حضارية واحدة للعالم بأسره من أجل السلام العالمى والتقدم الحضارى.