الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
صحافة «الكنافة»!

صحافة «الكنافة»!






فى أحد الفنادق الفاخرة وفى أعقاب تنحى «مبارك» جلس صلاح دياب وحيدا بالقرب من ميدان التحرير الذى كان قد تحول إلى ميدان الفوضى واللادولة، لم تستمر وحدته طويلا سرعان ما ظهر  أمامه مصادفة غريمه الصحفى الأشهر الراحل العظيم، ولم يتردد صلاح فى دعوته إلى القهوة، كما لم يتردد فى أن يكشف عن حالة الرعب التى سيطرت عليه مجاهرا بعبارة «البلد على وشك الانهيار».
إلا أن جليسه الراحل المعروف بصراحته فاجأه بالرد: «أنت اللى عملت كده وأطلقت جريدتك لتجريف هيبة الدولة»، فما كان من صلاح بن دياب إلا أن كشف عما بداخله دون وعى ليرد بعبارة: مكنتش اقصد أوى.. كده الموضوع فلت فعلا»!
بعدها توارى دياب عن الأنظار قليلا.. إلا أن عمالته الصحفية لم تتوقف عن مشروعها لتسليم الدولة للتنظيم العصابى الإخوانى، ولما جرى ماجرى وانكشفت الجماعة سياسيا وتنظيميا لم يستطع أن يقف بصحيفته فى وجه التيار الجارف الذى أدى فى النهاية إلى الإطاحة  بالتنظيم الإرهابى من حكم البلاد.
كانت المرحلة التى شهدت أحداثا جسيمة كفيلة بأن يعى الرجل الدرس ويدرك خطورة استخدام الصحافة فى العبث بمقدرات الدولة، وخطورة التعامل معها من منطلق حسابات البيزنس الخاص، إلا أن ذيل الذئب لا يمكن أن يستقيم.
عقب تولى عبدالفتاح السيسى حكم البلاد ومبادرة القوات المسلحة بتفعيل وتوسيع دورها المدنى لإنقاذ الدولة، عاد صلاح إلى سيرته الأولى فلا يكف أبدا فى كل مجالسه عن دعوة أقرانه من رجال الأعمال ومراكمى الثروات لضرورة التصدى لما يصفه بمزاحمة الجيش للقطاع الخاص، بعدما فقد التمييز السياسى لم يتمكن من رؤية جيش بلده إلا كمنافس فى عالم البيزنس.. ولم لا فقد قرر الجيش مواجهة الجشع والاحتكار والعبث بقوت الشعب والتصدى للصوص الأراضى.
الرجل المتخم بالثروة والمنذر بالثورة والملطخ بالتطبيع لم يكفه تنوع نشاطاته وشركاته من بيكو للخدمات البترولية وبروسيك للخدمات الأمنية وصن ست للإنشاءات واواسيس للترفيه و on the run بمحطات الوقود وصولًا إلي خلطة صحافة المصري اليوم بكنافة لابوار!
الرجل المؤسس لجمعية للترويج للسلام والتطبيع بين مصر وإسرائيل دعمها عدا ونقدا بـ18 مليون دولار، تضبطه ساخرا وممتنعا عن التبرع لصندوق تحيا مصر أو غيره، وكأن الدولة التى منحته الفرصة والثروة وتجرأ على أرضها بالاستيلاء وعلى شعبها بسرقة السولار المدعوم للغلابة أو بتقديم سلع غذائية ولحوم مصنعة غير صالحة للاستخدام ليس لها حق عليه.
لا جديد.. لا أحد يتعلم الدرس فى مصر.. ولم تعد البلاد تحتمل ضربة قاصمة أخرى لإسقاطها.. ما دفعناه منذ 25 يناير ليس بقليل والنجاة من مخططها كانت معجزة، أما أن يحاول البعض مجددا استنساخ التجربة وجرنا إلى إفشال الدولة فهو الخطر بعينه والتآمر فى أقبح صوره، ويبدو أن مهندس التطبيع غلب طبعه على تطبعه ولم يغلب على التطبيع!