الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
نكسة تميم

نكسة تميم






تحول يوم 5 يونيو 2017 لذكرى مؤلمة فى إمارة الشر القطرية، فقد قررت الدول العربية اختيار ذلك اليوم تحديداً لقطع جميع العلاقات الدبلوماسية معها ووقف رحلاتها الجوية فوق أراضيها وفرض حصار قاس وغير مسبوق على حدود دولة موزة وابنها تميم.. إنها فضيحة مكتملة الأركان لإمارة الإرهاب والتطرف والخيانة، وهزيمة مدوية لأسرة ظنت يوماً أن الأقزام يمكن أن يناطحوا العمالقة.
ست ساعات هى الفارق بين إعلان مصر والسعودية والإمارات والبحرين واليمن وليبيا قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وبدء إجراءات تعليق عضويتها فى جامعة الدول العربية، وسحب تنظيم كأس الخليج منها بعد قرار منع تواجد المواطنين والدبلوماسيين على أراضيها ونقل كل مباريات الفرق السعودية والإماراتية والبحرينية مع الفرق القطرية إلى ملاعب محايدة، وهو ما يعنى حرمان قطر من استكمال سيطرتها على الرياضة الخليجية وربما يصل الأمر إلى سحب بطولة كأس العالم من أراضيها وضياع المليارات التى أنفقتها على رشوة الفيفا حتى تحصل على شرف تنظيمها.
إنها النكسة لا ريب فيها لإمارة الإرهاب والتطرف، ونجاح لعملية تأديب من أنفق أموال الشعب القطرى على الإرهاب الذى استهدف مصر فى أعيادها، فى محاولة لمحو ذكرياتها وتاريخها العظيم حتى تتساوى الرءوس مع إمارة بلا أى تاريخ، شهدنا ذلك فى ذكرى أكتوبر و تحرير سيناء وغيرها من أعياد انتصاراتنا الوطنية وكذلك أعياد إخواننا المسيحيين التى حولها الإرهاب إلى ذكريات دموية ودعنا فيها شهداء أبرارًا حان وقت القصاص لهم.
نفس الأمر تكرر فى السعودية والإمارات والبحرين، فلقد شاركت قطر بقوة  فى كل محاولات استهداف أمنهم واستقرارهم الداخلى ووصل الأمر إلى حد التجسس عليهم، ومدت يدها لإيران حتى تكايد أشقاءها الذين رفضوا علاقتها الخفية مع أعداء الخليج أو إيواءها للتنظيمات المتطرفة مثل الإخوان وعناصر القاعدة وداعش على أراضيها وفتح قنواتها الملاكى «الجزيرة» فى قطر و«العربى» فى لندن للدفاع عن الإرهاب والتطرف وتوفير الغطاء الإعلامى لكل العمليات الإرهابية التى أصابت العالم بالرعب والفزع.  
لا أبالغ إذا تنبأت ببدء العد التنازلى للتخلص من نظام تميم بن حمد، فالإمارة  الصغيرة لا تحتمل حصاراً برياً وجوياً مضروباً عليها من كل جيرانها، وهو ما أدى فى لحظاته الأولى لخسائر مالية فادحة، فضلا عن البدء فى تجهيز ملف ملاحقتها دوليا بتهم تمويل الإرهاب وارتكاب جرائم حرب بحق الشعوب المنكوبة فى سوريا وليبيا، بالتزامن مع ظهور منافسين جدد من داخل الأسرة الحاكمة القطرية يسعون للمطالبة بحقهم فى العرش وإزاحة تميم عن الإمارة، وكلها إجراءات أكبر من قدرة قطر المالية والإعلامية والدبلوماسية على مواجهتها.
إنها أيام «تميم» و«موزة» الأخيرة.