
كمال عامر
كأس مصر ينتظر «وعد الوزير»!
■ وزير الشباب والرياضة م. خالد عبدالعزيز أطلق تصريحًا مهمًا منذ 3 أشهر بأن تقام مباراة نهائى كأس مصر بالجماهير.
التصريح أطلقه وزير الشباب من مقصورة ستاد الإسماعيلية فى مباراة إفريقية طرفها المصرى البورسعيدى، وفى وجود الفريق مميش ومحافظى بورسعيد لواء عادل الغضبان والإسماعيلية لواء ياسين طاهر وثلاثة من مديرى الأمن لمحافظات بورسعيد، الإسماعيلية وسيناء.
ما دفع م. خالد عبدالعزيز لهذا التصريح هو الشكل والتشجيع المثالى الذى شاهده من جانب جمهور النادى المصرى والالتزام الذى ظهر عليه وجهة نظر عبدالعزيز أن هناك إرادة رسمية بضرورة عودة الجماهير للمدرجات ليكتمل الشكل الجمالى لها ولإذابة الرهبة أو درجة الخوف فى هذا الشأن.
● ● ●
■ نهائى كأس مصر فى حضور جماهيرى لطرفى المباراة.. بالطبع تلك اللفتة مهمة، وزاد من أهميتها أن قانون الرياضة وقد وقعه الرئيس السيسى يساعد على ضبط المدرجات حيث اشتمل على حزمة من العقوبات ضد أى خروجات على النص من جانب الجمهور وعدم الالتزام.
مع اقتراب نهائى البطولة - كأس مصر - أجد أن المنظومة الرياضية فى شوق انتظارًا لتنفيذ وعد الوزير.
أيا كان طرفا النهائى من الفرق.. أعتقد أن هناك سيناريو جيدًا لأى توقعات حتى لو كان الطرفان هما الأهلى والمصرى.. وهذا فى رأيى هو الأسهل ويزيد من السهولة فيما لو أن الأهلى والزمالك فى النهائى.
● ● ●
■ جمهور الأهلى كان فى رهان حيث قدم نفسه فى لقاء فريق الوداد المغربى وشجع فريقه بمثالية وسانده حتى حقق الفوز بهدفين نظيفين.
تأثير الجماهير على الفرقة واضح وكان من اللافت أن الجماهير كانت شجاعة فى إظهار قوتها بإطلاقها الأغانى والأناشيد وشكلوا بأجسادهم تابلوه حماس مهم. تزينوا بألوان الأهلى.. لم يستسلموا.. ومنذ بداية المباراة أظهروا حماسهم الزائد دون أدنى اهتمام أو خوف.
قبل ذلك فعلتها جماهير الزمالك حيث ساندت فريقها بقوة وشجاعة ولعبت تلك الجماهير دورًا مهمًا فى مساندة فريقها فى مبارياته الإفريقية ومن حضر منهم المباريات فى الدورى المصرى.
هذا معناه أن الجماهير مهيأة تمامًا لأن تأخذ دورها وفقًا للمحددات المطلوبة للمحافظة على نظافة وسلامة المدرجات والملعب.
بالطبع لا تنسجم القوانين والممنوعات من الكلام والتشجيع بالأغانى وغيرها فى التطبيق بالمدرجات بمعنى أدق.. لا تنسجم خشونة القوانين مع التشجيع لأن الحركة فى المدرجات وخلع الـ تى شيرت والهتافات مهما كانت نبرتها وقوتها كلها أمور من طقوس التشجيع.
ولكن فى المقابل إلحاق الضرر بأى عنصر من العناصر المتواجدة داخل وخارج الملعب أمرًا صعبًا ولا يستقيم مع فلسفة التشجيع ومتعة الكرة.
جماهير الكرة تحدت الشائعات بدءًا من عملية الترصد مرورا بعملية السجون والمطاردات واستغلال القانون الجديد لتصفية الحسابات بين الجماهير والدولة.
لكن الحقيقة أن تلك الشائعات ليس لها صدى ولا يمكن أن تموت لأن هناك مواد بالقوانين الأخرى تسمح بإنزال العقاب على من يتورط فى أى أمور تضر بالوطن أو المواطن لذا وهو قانون فعال.. ولا يمكن أن يكون هناك سبب للخلط بين شغب الملاعب وشغب الشارع الفارق بينهما كبير برغم الاتفاق أنه شغب خارج على القانون.
● ● ●
■ وزير الشباب خالد عبدالعزيز مطالب بتنفيذ وعده والأمر هنا ليس بقرار سهل لأن هناك تحملاً للمسئولية لأى نتيجة قد تحدث أو تبعات.
والوزير هنا فيما لو تم تنفيذ وعده سينشغل أكثر بالتفاصيل إنه رهان صعب لكن مطلوب حتى نخرج من دائرة الحلقة القاتلة التى تحيط بنا وبخاصة حلم عودة الجماهير والتخوف من تحقيق هذا وأيضًا من يتحمل فيما لو سارت الأمور خارج المسار الصحيح.
بالطبع حالة البلد الآن تحتاج لأن يقدم كل منا ما يساعد الاستقرار وبالتالى لتسريع عملية التنمية.
وأن الشرطة لديها أولويات مثل مقاومة الإرهاب ومحاربة القتلة.. وتوفير الأمن والسلامة للمصريين ولا داعى أن تزداد همومها بمدرجات الكرة وشغب الجماهير بالطبع هذا التبرير مقبول.. ونحن معه ومع أن البلد أهم وأمنها أهم ولكن أيضًا الجماهير فى المدرجات جزء مهم من توفير المتعة للمنظومة الكروية جمهور، لاعبين ومشجعين وهم بالملايين.
ولا يمكن أن نتوقع عنفًا جماهيريًا ولا شغب ملاعب عندما نفكر فى عودة الجماهير للمدرجات. لكن فى المقابل يجب أن نسعى لتزيين المدرجات بالجمهور وأن تنسف المعتقدات السلبية فى هذا الأمر.
جماهير الأهلى والزمالك والمصرى تساند فرقها، واستوعبت درس الابتعاد والمنع من التشجيع.. والمظهر الحضارى لتلك الجماهير فى المدرجات أصبح ضروريًا حتى تعطى رسالة بأن وطنية الجماهير والتزامها بالقوانين أمر واضح.
الدولة لا تعادى الجماهير.. ولا تنتظر لها سقطة لتنتقم منها على خلفية تسييس التشجيع وتورط عدد من الجماهير فى احتقان الشارع والمظاهرات.
● ● ●
■ هذا الملف قد تم حرقه تمامًا بعد غلقه ولأن الدولة لم تعد متسامحة فى شأن الإرهاب والتدمير والاعتداء بالترويع على المواطن. كلها أمور متفق على محاربتها وتطبيق القانون على من يرتكبها.
وما نراه الآن من جماهير تقدم نفسها على أنها مسالمة وهدفها التشجيع والمساندة فقط وأنها ملتزمة بحدود التشجيع وقوانين السلامة للمواطن، الجماهير استوعبت الدرس وتحاول أن تلعب دورًا فى مساندة البلد بشكل عام.
جماهير لديها من الوعى ما يتيح لها أن تفرق بين الجريمة والخطأ.. التشجيع والبلطجة.. والهتاف والضرب.. جماهير مؤمنة بأنها يجب أن تكون فاكهة الكرة.
● ● ●
■ مؤمن بأن الكرة للجماهير.. وأن روابط الالتراس عليها دور بالالتزام بقيم المجتمع وقوانينه.
سعادة الجماهير ليست على حساب أحد بل يجب عليها أن تلتفت إلى ضرورة أن تكون قدوة للصغار.. وأن العالم يتابع تصرفات شباب المدرجات وعليهم دور أيضًا فى جذب المجتمع العالمى إلى سلوكها فى المدرجات واتساع المدرجات تعبير عن الحياة.
المدرجات أشبه بالمسرح.. والجمهور هو البطل.. والناس ستصفق لمن يترجم قيمة الجمال.. وينتزع التصفيق.
لم يحب الناس أبدًا ممثلاً قاتلاً.. أو ألحق الأذى بزميل له، أو تحركه أحقاد ضد المجتمع.
● ● ●
■ المدرجات فرصة للتنفيس عما بداخلنا وفى المقابل هو تنفيس مشروع ويجب أن يكون فى دور تعافى الفرد لا إصابة آخر بأضرار.
● ● ●
■ خالد عبد العزيز صاحب الدعوة بعودة الجماهير لمدرجات نهائى كأس مصر والرجل يدرس الموضوع بهدوء ومن كل العوامل، وأتمنى أن يقود مبادرة مصالحة الجماهير مع المدرجات.. والجماهير مع الجميع.