الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
انقلاب المصرى اليوم

انقلاب المصرى اليوم






اكتب هذا المقال ومشاعر الألم تعتصرنى تعاطفا مع رجل الاعمال والحلوانى صاحب جريدة المصرى اليوم «صلاح دياب».. الرجل أسس الجريدة بمعاونة هشام قاسم صاحب العلاقات الوطيدة بالسفارة الأمريكية التى امتدت الى قسم الديسك لديه..  ليبدو أن تسمية الشارع الذى تقع فيه السفارة باسم توفيق دياب- والد صلاح- لم تكن مصادفة، الرجل يمتلك ٤٣ توكيلا لشركات أمريكية فى مصر وفق ما ورد بدليل الأنشطة التجارية الأمريكية فى مصر الصادر عن السفارة الامريكية بالقاهرة.
الرجل أسس جريدته التى تحولت الى رأس الحربة فى جسد الدولة المصرية، وأوكل إدارتها لابنه المدلل «توفيق» الذى قاد انقلابا على والده داخل المصرى اليوم بعدما سيطرت عناصر الاشتراكيين الثوريين وفلول ٦ إبريل على الجريدة تماما لتفرض أجندتها يوميا على مانشيتات الصحيفة، وتوطد علاقتها بمركز أريج للصحافة الاستقصائية الواجهة المعلنة للعديد من أجهزة الاستخبارات.
الولد المنقلب جلب المتاعب لوالده، كون الولد المنقلب هو نصير الاشتراكيين الثوريين داخل الجريدة، مستغلا انشغال والده بتعاملاته التجارية مع خبراء الزراعة الإسرائيليين..  الولد المنقلب يستعد حاليا لجولة منازلة جديدة مع الدولة المصرية ستتضح معالمها الصحفية كلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية، سيعيد استخدام جميع أدواته تنفيذا للأجندة التى ستفرض عليه بعدما سيطرت أيديولوجية هدم الدولة على أقسام ديسك الجريدة فحولتها الى منشور علنى، وحولتها من صحيفة مستقلة الى أول صحيفة مصرية محتلة. صلاح المخلوع صحفيا يقف حائرا امام جنوح ابنه، الولد يقود الصحيفة نحو الهاوية بينما صلاح يسيطر عليه الرعب بعدما أصبحت إمبراطوريته الاقتصادية على المحك، الولد يستدعى الآن كل أدواته التى كان قد استخدمها أوائل ٢٠١١، أعاد فتح أجندته القديمة متصلا بالناشطة التونسية ايناس مرزوق التى حضرت للبلاد على ذمة المصرى اليوم وأقامت بفندق سميراميس أوائل فبراير ٢٠١١ تنفيذا للحجز المدفوع باسم الجريدة لتقود مشروع الحشد على السوشيال ميديا بعدما نجحت تجربتها فى ثورة الياسمين التونسية، لقد مارست إيناس بنت مرزوق دورها تحت ستار توظيفها بالمصرى اليوم آنذاك وقبل تنحى مبارك. توفيق قائد الانقلاب الصحفى يظن أن لديه من الذكاء ما يتيح له إعادة استخدام نفس أساليبه المستهلكة، يظن انه قادر على إعادة الندية مع الدولة، يظن ان دولة ٣/ ٧ يمكن ان تخضع لابتزازه.
توفيق المنقلب على ابيه غير مدرك لما فى جراب كاتب المقال من حقائق ، توفيق المنقلب غير مدرك لحجم انكشاف جريدته، غير مدرك لظرف  الزمان متحصنا بميليشياته الصحفية معتقدا انه لايزال قادرًا على ان يؤرق الدولة التى تحصنت بعدما تعافت من جرعات الميكروب الصحفى فأصبح جسدها معافى قادرًا على إفراز المقاومة الذاتية للأجسام الدخيلة. مشفق انا على صلاح المخلوع، الرجل بلغ من العمر أرذله وثمرة فؤاده ينقلب عليه، لكن  توفيق المنقلب لم يعد مسيطرًا على انقلابه لم يعد بمقدوره مقاومة شركائه فى الانقلاب الصحفى، توفيق الذى أصبح يملك ولا يدير لم يعد بمقدوره تقنين انقلابه ليحجز لجريدته مكانا فى الشرعية الصحفية!