الثلاثاء 1 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لهذا خلق الله الندم!

لهذا خلق الله الندم!






كان مرشح الضرورة، لم يكن هناك فرصة سوى  الدفع به والتشبث به والوقوف خلفه فى  محاولة بائسة لإبقاء بعض ما تبقى  من وطن  جرى  انتهاكه من مجموعة خونة وإرهابيين تحت شعار ثورة يناير المزعومة.
أحمد شفيق أحد رجال الدولة، من دولاب عملها، توهمنا أو تصورنا، أنه أفضل مرشح رئاسى  وسط عصابة الـ13 مرشحًا حينها - كان الأمل معقودًا عليه حتى  لا تقع مصر فى  براثن جماعة الإخوان وتضيع للأبد.
كنت أعرفه قبل سابق متزنًا إلى  حد كبير، يدرك جيدًا - أو هكذا كنت أتصور - مقدرات  وصفات رجل الدولة، فى  المقابل كنت أغض الطرف عن انفلات لسانه وأعصابه متعللًا بالضغوط المفروضة عليه وعلى  كل مواطن فى  تلك المرحلة غير المأسوف عليها.
أعلم أن للأقدار لعبتها، تمنح هذا وتمنع عن ذاك، وتقدر ما كان القدر بعثه لنا مرشحًا رئاسيًا، تصورنا معه أنه المنقذ، إلا أن القدر نفسه مع الأيام كان رحيمًا فى  رسم السيناريو المعقد يتولى  الإخوانى  مرسى الحكم لمدة عام كان كافيًا لكشف تآمره وفشله هو وجماعته وتتم إزاحتهم بأعظم ثورة فى  التاريخ.
أقر وأعترف أنى  كنت من المتعاطفين مع شفيق فى  منفاه الاختيارى  بأبو ظبي، إلا أنه مع الوقت أيضًا تكشفت حقيقة الرجل وما كنت أغض عنه الطرف أو لا أراه زالت غشاوته الآن.. الآن أرى أمامي عجوزًا منفلتًا.. يمارس الانتهازية السياسية فى  أبشع صورها حتى  لو على  حساب الوطن.
ارتضى  أن يكون بعد هذا العمر نفقًا لكل عابر سبيل، سواء  كان ناشطًا مكايدًا للدولة أو إعلاميًا مستغلًا أو جنرالًا متقاعدًا  أو رئيس تحرير ممولًا.
لحظة الانسحاب من المشهد هى  من ترسم تاريخك والتى تحافظ على  تراثك وميراثك.. إما أن تخلد فى  لوح محفوظ، أو تخرج من بوابته ملعونًا، والرجل اختار بئس الخواتيم.
أشهد الله وإياكم أن الندم يعتصرنى، ولم استطع أن أغفر لنفسى  خطيئتى  فى  دفاعى  عن الرجل لوقت قريب وفى  كل مرة يخذلنى  بمواقفه وانفلاته.. ولهذا خلق الله الندم.