الإثنين 27 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
تحولات الفريق شفيق

تحولات الفريق شفيق






غطى تغيير شخصيات سياسية لموقفها من اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية على التظاهرات التى صاحبت تمرير الاتفاقية فى مجلس النواب ، وحلت علامات التعجب محل علامات التساؤل حول السبب وراء هذا التغيير من النقيض إلى النقيض فى أقل من عام واحد، مثلما فاجأنا الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسى السابق، والذى أصدر قبل عام بيانًا أكد فيه موافقته على الاتفاقية ويعترف بسعودية جزيرتى تيران وصنافير.
مواقف شفيق المقيم فى الإمارات أصبحت غامضة ومرتبكة، عدم الاتزان واضح فى تصرفاته وآرائه، فهو أعلن أكثر من مرة عودته ولكنه لم ينفذ وعده، رغم إعلان محاميه عن سقوط كثير من التهم الموجهة إليه، كما انتقل دون تمهيد من خانة التأييد السياسى للرئيس عبد الفتاح السيسى إلى المعارضة الحادة  وآخرها رفضه للاتفاقية التى وافق عليها من قبل.
وتكرر المشهد الكوميدى السخيف لتحول لجان الإخوان ونشطاء الفيس بوك من مهاجمة شفيق إلى الإثناء عليه ، وتحول شعار.. بينا وبينه دم.. الى القائد الوطنى والخبير العسكرى، يبحث الإخوان دائما عن شخصيات تهاجم الرئيس السيسى وتحديدا من داخل القوات المسلحة أو معسكر 30 يونيو.. والفريق شفيق يعلم جيدا تلك الحقائق، ومع ذلك استسلم لاستخدامها فى تشويه الدولة المصرية بحثًا عن شعبية زائفة تمكنه من المنافسة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة.
يجب أن نعترف بأن شفيق وضعنا فى حيرة من أمره، ففى أبريل من العام الماضى أصدر بياناً أكد فيه بوضوح  تبعية الجزيرتين للسعودية ، وأن جميع الوثائق والمستندات، تثبت أن جزيرتى تيران وصنافير مملوكتان للسعودية.
وقال: إنه وجد وثيقة ترجع إلى عام 1950 وهى خطاب من ملك السعودية إلى ملك مصر، آنذاك يطلب منه وضع الجزيرتين تحت الحماية المصرية، إثر حالة عدم الاستقرار بعد حرب 1948، قال ذلك واختفى ثم عاد مع نظر اللجنة التشريعية لينقض موقفه السابق ويطالب بالاستفتاء على الاتفاقية فى محاولة لتصوير الأمر على أنه تنازل رغم أنه يعلم جيدًا أن الاتفاقية قائمة على إعادة وليس تنازلًا، ومن ثم يصبح هدفه مغازلة من يقومون  بتشويه وتخوين مؤسسات الدولة التى عملت على تلك الاتفاقية.
ثم تحدث عن أمر غريب متعلق بالممر البحرى لخليج تيران وأنه سيكون مفتوحًا فى إشارة  إلى استخدامه من جانب إسرائيل، فهل من المعقول أنه لا يعلم أن مضيق تيران وخليج العقبة ممر مائى مفتوح دولياً مثل قناة السويس ولا تملك أى دولة سواء مصر أو السعودية إغلاقه، كما تخضع الجزيرتان لاتفاقية السلام وتقعان ضمن الأجزاء المنزوعة السلاح فى المنطقة «ج» بما يعنى حظر أى نشاط عسكرى عليهما.
الفريق شفيق أصبح مصدر قلق وإزعاج بداية من الرسالة المجهولة التى بثتها صحيفة الوطن عن قيادته لانقلاب، ثم قيامه  بتغيير موقفه من الاتفاقية الموقعة بين مصر والسعودية  والطعن على الإجراءات ليشارك النشطاء فى تخوينهم وينثر ظلال الشك على تصرفاته وعلى اتصالاته العربية الغامضة التى أشار إليها وحذرت من الاتفاقية، وهل دولة الإمارات التى يقيم فيها على علم بذلك أم لا.