الخميس 22 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
وطن بلا إخوان

وطن بلا إخوان






هل لا يزال بعض من جرائم الإخوان عالقا بالذهنية العامة، هل يمكن لهذه العصابة أن تعيد تمركزها فى مساحات النسيان، هل مازالت مرارة التجربة بنفس تركيزها فى نفوس المصريين؟ والسؤال المصيرى الأهم هل يمكن أن تستمر الجماعة فى كيان دولة حقيقية؟ الإجابة بالقطع لا الوطن والإخوان لا يستويان.
الجماعة نشأت أساسا لاستخدام الإسلام فى إطار تنظيم سياسى للقضاء على فكرة الوطن سياسيا وعاطفيا، واستنادًا إلى منطق وأسانيد شرعية تستخدم عمدًا فى غير محلها ولغير أغراضها، الجماعة تستخدم الاسلام بل وتهينه وليس أدل على ذلك من أهم مبادئها التى يتم تلقينها للأعضاء «التنظيم مقدم على المشروع» والمقصود هنا المشروع الاسلامى، تخيل أن سلامة التنظيم فى أدبيات الجماعة مقدمة على مشروعها الإسلامى المزعوم، وهو اعتراف إخوانى بحقيقتين:
- نحن نستخدم الإسلام.
-التنظيم كيان منفصل عن الإسلام بل ويعلو عليه لدى الجماعة بدءا من مرشدها حتى أصغر أعضائها.
إذن الجماعة ليست دينية بأى حال ومن هذا المنطلق يكون التعامل معها.
المعروف تاريخيًا أن الجماعة نشأت عام ١٩٢٨ وهو تاريخ غير منطقى، المرجح أنه تاريخ الإعلان عن ظهور الجماعة والأكثر واقعية أن فكرة الجماعة نشأت فى كواليس المخابرات البريطانية عام ١٩٢٠ وفى أعقاب ثورة ١٩ عندما قدم الشعب المصرى نموذجا فريدا للوحدة والتوحد فى مواجهة المستعمر الذى قرر حينها زرع التنظيم فى قلب وجسد الوطن المصرى لينتشر سرطانه بالوطن العربى بعد تأسيس نظرية المعارضة على قاعدة التكفير، لقد نشأت الجماعه من رحم فكره شيطانية هدفها الرئيسى تفكيك الأوطان والهويات والقوميات، من هذا المنطلق وهذا المفهوم لا بد أن تحدد الدولة المصرية مستقبل التنظيم مستخدمة كل قواها الناعمة والخشنة.
إذن التعامل مع هذا التنظيم يجب ان ينطلق باعتباره خطرًا حالًا وجسيمًا على وجود الدولة، والتصدى لهذا الخطر يجب ان يكون جزءًا أصيلًا من خطة الدولة للتنمية المستدامة وحفاظا على عقول الأجيال القادمة وحقها فى السلام الاجتماعى، ولتكن البداية بضرورة نسف الأفكار التى تروجها بعض النخب النظرية بأن التنظيم جزء من نسيج الوطن المصرى كما لو كان الطبيب الفاشل يحاول إقناع المريض أن المرض هو جزء من تكوينه الجسمانى الطبيعى، تلك النخب التى لم يعد لها دور إلا تفريغ المساحات ليحتلها التنظيم المزروع فى جسد الوطن بفعل الحقن الاستعمارى الميكروبى.
وبما أن استخدام الإسلام هو الذخيرة الرئيسية لذلك التنظيم العصابى اذن استهدافه شرعا وكشف انحرافه العقائدى يجب أن يكون فى مقدمة المواجهة، رفع الغطاء المتأسلم عن التنظيم هو واجب شرعى بل ان التصنيفات السياسية والاكاديمية يجب ان تكف عن درج الإخوان ضمن جماعات الإسلام السياسى لتندرج تحت تصنيف جماعات الهدم والتخريب، سحب الصفة الدينية عن التنظيم سيفقده أخطر وأهم أدواته للتجنيد والاستعطاف والتغييب، كشف دور الإخوان فى امتهان الاسلام وربطه بالعنف والإرهاب هو عمل فى سبيل الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، شرح عقيدة الإخوان فى الاستعلاء على الإسلام نفسه فرض عين حال، أحيلك هنا إلى تصريح المرشد محمد بديع عام ٢٠١٠ عندما قال متحدثا عن جماعته: «نحن نملك ماء السماء الطهور الذى سيطهر نجاسات المجتمع».
الفهم الصحيح لطبيعة التنظيم من واقع تصرفات وتصريحات قياداتها، ومن واقع تحليل تجربتهم فى الحكم لن يفضى إلا إلى حقيقة دامغة وهى أن الإسلام كفكرة إنسانية لا يمكن أن تنتشر طالما ظل التنظيم قائما باعتباره احد روافد الإسلام، كما أن الدولة لا يمكن أن تستقر طالما ظل الظن بالتنظيم كجزء من النسيج الوطنى، فإما وطنًا وإسلاماً بلا إخوان، وأما إخوانًا على أنقاض الوطن والإسلام.