الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الحلوانى الطرشجى!

الحلوانى الطرشجى!






يبدو أن مهندس التطبيع «صلاح دياب» ومالك جريدة المصرى اليوم التى لم يعد يعلم عنها شيئا قد فقد أعصابه فى السر والعلن، أسباب الخلل العصبى الذى يعانيه باتت متعددة، فمن سيطرة خالد البلشى على مانشيتات جريدته يوميا، وتراجع معدلات توزيعها، وركود كميات الكعك على أرفف محلاته بعد تحرير محاضر سابقة باستخدامه مواد غير صالحة للاستهلاك الآدمى بمصنعه بالبساتين، إلى بلوغه أرذل العمر واضطراره للسفر الدورى للولايات المتحدة الأمريكية لتوقيع الكشف الطبى حيث الأحضان والرعاية الأمريكية التى لايطمئن إلى سواها.
«صلاح» المتوتر، المهزوز، الفاقد سيطرته على انفعالاته ومفردات ألفاظه يحاول الآن وعن كثب البحث عن موطئ قدم لنفسه بالأجهزة الأمنية لشرح وجهة نظره منطبقا عليه المثل الشعبى «بعد ما شاب ودوه الكتاب»!
«صلاح» - البالغ من العمر ٧٣ عاما - مازال يتحسس تقييم الدولة لمعدلات وطنيته، مازال معتقدا أنه يمكن أن يتعامل مع دولة بحجم مصر كصفقة تحقق له مكاسب وتؤمن له مصالح، يبدو أن آلام معصمه مازالت تحذره بعدما أحاطته الدولة فى لحظة بقيودها الحديدية، «صلاح بن دياب» فى عقده الثامن مازال يحوم حول مؤسسات الدولة الحاكمة ولسان حاله وحالته «يكاد المريب يقول خذونى».
«صلاح» ملك الفراولة الإسرائيلية، يجلس يوميا فى صومعته أعلى الربوة فى حديقة منزله بمنيل شيحة حيث يستقر أسفل قدمه يخته الفخم الذى أحيانا يطمئنه بأوهام الرحيل والاختفاء المفاجئ إذا ما قررت الدولة فتح ملفاتها القديمة.
«صلاح» - الذى يبدو أنه ليس له نصيب من اسمه -  يعيد حاليا علاقاته بصديق قديم عاد لوطنه مؤخرا بعد التصالح لعله يجد لديه منفذاً لوصول صوته للدولة التى تضعه تحت ميكروسكوبها بعد تجاربها العديدة مع ألاعيبه.
«صلاح» الحاصل على قرض حسن من الدولة عام ٢٠٠٩ بقيمة ٣٠ مليون جنيه من مركز تحديث الصناعة لدعم مطبعته يبدو أن خزائن دولة ٣٠ يونيو قد أغلقت فى وجهه، صلاح الذى يدعى دعم صندوق تحيا مصر نسى ماحصل عليه من مصر فرده صاعين عام ٢٠١١.
«صلاح» توتره انعكس على ذوقه العام، فتجده يقدم حلواه فى محلاته المشهورة إلى جانب عبوات المخلل، يبدو أن توتره انعكس على حاسة تذوقه، إلا أنه اعتقد أن خلطاته غير المنطقية التى تجاهر بها عناوين صحيفته يمكن تسويقها للدولة، يبدو أنه اعتقد أن التعامل مع الدولة يمكن أن يتم بأسلوب «الحلوانى الطرشجى»، مخطئ أنت لا بطل يا صلاح، دولة ٣٠ يونيو لاتهتز ولاتهتم إلا بأصحاب النفوس السوية ممن يدركون قدرها وقيمتها، ومن قبل يسيطرون على حواسهم الخمس ويدركون مواطن استخدامها، مخطئ أنت إذا اعتقدت أن باستطاعتك أن تستمر فى التمويه على الدولة وتقدم لها خلطاتك المتناقضة المغلفة بأغلفتك المستهلكة.
ملياردير التطبيع يعتقد أن الجميع لهم أثمان يمكن دفعها لشرائهم، انتهى الدرس يا صلاح لكن يبدو أنك مازلت لم تتعلم الكثير، مازلت لا تملك مهارات التعامل مع من لايقدرون بثمن ولا يمكن شراؤهم، علب الكعك وحلوى المولد الدائرة على حوارييك ليس بمقدورها أن تصل إلى الجميع ممن يتعالون على الأثمان الرخيصة والغالية، محاولات الأسر الإنسانى لبعض المأزومين ماليا لاتجد صدى لدى الجميع، الرجال لايعرفون إلا بالرجال، استمع وتعلم ولا تكابر لعلك تعى درسا جديدا فى الفرق بين رجال الأعمال، وأعمال الرجال.