الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المرتبة 199!

المرتبة 199!






الجماعة الصحفية، مشغولة، مرتبكة، البعض يحاول جرها لممارسة السياسة عبر مبنى النقابة، والبعض يريدها مدجنة هادئة هدوء الأموات.
حسنا فعل الأستاذ كرم جبر، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، بأن فتح بنفسه فى مقال بأخبار اليوم الجرح المسكوت عنه.
كلنا فى الصحافة القومية أصبحنا مؤسسات جنوب!!
الزميل كرم جبر كتب: «الصحافة فى خطر حقيقي! زمان.. كانت هناك مؤسسات الشمال الغنية، الأهرام والأخبار والجمهورية، ومؤسسات الجنوب الفقيرة دار الهلال ودار المعارف، وكانت روزاليوسف فى المنطقة الوسطي، أما الآن فقد تلاشت الفوارق وأصبحت كل الصحافة القومية جنوبا، وتعتمد على وزارة المالية، ورقم الدعم السنوى كبير جدا.. ايها الزملاء الاعزاء مهنتكم فى خطر حقيقي.. اتحدوا وتكاتفوا وجنبوا المصالح الشخصية، حتى تسترد صاحبة الجلالة عرشها».
الحقيقة أن الخسائر والمديونيات الكبيرة، ليست وحدها الخطر على الصحافة القومية.
المهنة كلها فى خطر!
أزمة الصحافة الحقيقية فى مصر، كما فى العالم كله، هى سيطرة الإعلام الرقمى، هذه السيطرة التى تهدد بشكل مباشر مستقبل الصحافة والصحفيين.
ودعونى هنا أقتبس لكم جزءا من تقرير مهم نشره «النيوز- ليتر»، هذا الجزء يقول «الواقع أن مهنة الصحافة التقليدية مهددة إذا بقت على حالها ولم تتطور؛ وحسب تقرير موقع Career Cast فمهنة «محرر فى الصحف المطبوعة» تأتى فى المرتبة قبل الأخيرة ضمن أفضل 200 وظيفة فى السوق الأمريكية، يسبقها وظيفة سائق الأتوبيس، والبائع، ومساعدى الممرضين، نعم مساعدى وليس الممرضين أنفسهم».
انتهى الاقتباس، فهل نحن منتبهون، لمثل هذه التقارير، والمعلومات حول أوضاعنا كصحفيين؟!
هل وضعنا خطة أو تصورا ما، لمواجهة ما ننتظره من تحديات.
هل انتبه أحد أن مهنة محرر صحفى فى المرتبة 199، وأفضل منها فى العالم سائق الأتوبيس ومساعد الممرض وليس الممرض نفسه؟!
المهنة بشكلها الحالى تتعرض للخطر، والاتجاه نحو انحسار الصحافة الورقية، نتيجة سطوة الديجتال ميديا لن يرحم أحد.
يكفى أن نعرف أن الصحافة الورقية فى أمريكا مقدر لها أن تنتهى تماما بشكلها الحالى نهاية هذا العام 2017.
ولا أظن أن لدينا فى مصر تصورا ما، أو جهة بحثية، عملت على تقييم أوضاع الصحافة الورقية، وحددت، كيف ستستمر، أو فرص بقائها، أومتى تتوقف عن مد يدها لتحصل على دعم من المالية؟.
متى ننتبه لما رصدته دراسات: «انه فى العشر سنوات الأخيرة، تم تسريح الآلاف من المحررين والمصورين من مختلف وسائل الإعلام فى العالم، والنتيجة أن الكثير من الكفاءات الصحفية أصبحت على المعاش، لأنها لم تستطع أن تحول وتدرب نفسها، وترتقى بمهاراتها قبل التوقيت المناسب».
المخرج، وربما يكون الوحيد، هو إعادة اختراع الموظفين بتدريبهم وتأهيلهم، وتوظيف الكفاءات الصحفية الموجودة مرة أخرى فى مجالات مهنية قادرة على المنافسة، فلا طريق أمامنا إلا المزيد والمزيد من التدريب، أما كيف يتم التدريب وعلى ماذا، ومن يكون مسئولا عن عملية إعادة التأهيل، فهذه حكاية أخرى كبيرة؟!!