الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لا تظلموا السيسى كما ظلمتم السادات

لا تظلموا السيسى كما ظلمتم السادات






تتفرد الحياة السياسية بعدد من الظواهر الاعلامية الغريبة اخطرها ميراث الإعلام المصرى عن الحقبة الناصرية وهم مجموعة من الكتاب الصحفيين الذين يتبنون نظرية التكويش على الرئيس او محاصرة رأس الدولة بأفكارهم، وتخويفه من التمرد عليها والا كان عقابه الانقلاب عليه واهتزاز شعبيته التى يتوهمون انها من صناعتهم.
حدث ذلك من قبل مع الرئيس السادات حينما شرع فى عملية السلام، وقامت نفس «الشلة» التى ترتدى قميص عبدالناصر بمحاصرته ومحاولة فرملته بشعارات وافكار وتوهمات تؤكد خطأ مساره، وتدور الأيام ويثبت العكس ويتأكد الجميع صواب مسار الرئيس السادات وان السلام كان هو الخيار الافضل لمصر.
الا ان تلك «الشلة» لا تزال تظلم السادات وتشوه صورته باتهامات الخيانة والتفريط، رغم نجاحه الباهر فى استعادة كامل الأرض، بينما دول اخرى يسمونها دول الرفض والمقاومة ويحجون اليها كلما تيسر مثل سوريا التى تواجه موقفا صعبا فى هضبة الجولان التى اعتبرتها اسرائيل جزءا من أراضيها.
لا تمل شلة الناصريين فى الصحافة المصرية من تكرار نفس خطأ السادات مع الرئيس عبد الفتاح، وبعد مزايدات عليه فى قضية ترسيم الحدود البحرية مع السعودية والتى تم اختصارها فى اعادة تيران وصنافير للسعودية، بدأت فى حملة لتخويف عبدالفتاح السيسى من انهيار شعبيته لاثنائه عن الترشح فى انتخابات 2018.
والحقيقة انه لا توجد وسيلة علمية حقيقية تمكننا من قياس شعبية اى شخص او قرار حتى صناديق الاقتراع لا توفر دليلا قاطعا للشعبية او عدمها، بل ان الامر عن شلة تتحكم فى كتابات متواترة يتبنى أصحابها موقفا معارضا للرئيس بشكل أقرب للمظاهرة وتعتبر ذلك قرينة على انخفاض الشعبية.
اللافت ان الرئيس السيسى نفسه يبدو غير مهتم بمهاترات «شلة» الناصريين ولا بمحاولتهم الصاق التهم به، ولا بتأثر الشعبية التى قال عنها مرة «لو قلت ميجراش حاجة.. لكن مش هسيب مصر والمصريين كده».. الرئيس السيسى حدد هدفا يسهى لتحقيقه مهما كانت العواقب لإنقاذ دولة لا يخفى على أحد أنها تصارع للبقاء.. ولم يشغل نفسه بالقيل والقال الذى قد يكدر صفو السياسيين الذين يتشبثون بكراسيهم مهما كانت العواقب.. ولم يستسلم لـ«شلة» احتكرت الحكمة والمعرفة والوطنية الكاذبة والملفقة.. بل وتحالفوا مع الاخوان عدو الدولة المصرية الاول، ووضعتهم على كرسى حكم مصر.. ألم يكن فى ذلك خيانة لأفكار عبدالناصر التى يتكسبون منها.
الرئيس السيسى يتعامل بصرامة وقوة مع واقع معقد وميراث من المشاكل اشبه بالأحزمة الناسفة، التى تتفجر فى متوالية صاحبت فترته الأولى لانه قرر المواجهة لا السكون.. البناء فى مواجهة جيوش الهدم.. الصدق والشفافية فى مواجهة التدليس والإفك.. يرى ان العمل وصناعة الامل افضل مائة مرة من شعبية زائفة زائلة مع اول نكسة.