الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ماذا لو لم تقم ثورة 30 يونيو؟!

ماذا لو لم تقم ثورة 30 يونيو؟!






يجرون ذيول الخيبة، عاد المتظاهرون إلى منازلهم مذعورين بعد أن فشلت حملة تمرد فى حشد العدد الكافى من الجماهير الغفيرة لإزاحة حكم الإخوان عن رأس البلاد.. تمركزت ميليشيات الجماعة الإرهابية المسلحة فى المناطق الحيوية استعدادا للصدام مع المواطنين المعارضين لها، ضغوط دولية وتهديدات أممية بالتدخل عسكريا فى حال الإصرار على انهاء رئاسة رجلهم «محمد مرسى».. خيانة وتخاذل متعمد من القوى السياسية المدنية التى تضع قدما مع الجماهير وباقى جسدها مع أجندة مصالحها الأمريكية لتكشف ظهر الجيش المصرى وانحيازاته لشعبه ومصلحة بلاده وتكبل يديه عن التحرك وتلبية النداء بعدما تكشفت توجهاته وانحيازاته المطلقة للمصلحة الوطنية!
سريعا كانت أن نقلت الجماعة «مرسى» إلى مقر مبنى الإرشاد بالمقطم والذى تحول إلى ثكنة عسكرية وبؤرة ثالثة تضاف إلى اعتصامى رابعة والنهضة.. ومنه إلى أحد الاستديوهات - بالمقطم ايضا- والمجهز للطوارئ كبديل لمبنى ماسبيرو لاستخدامه فى الحالات الطارئة ومنه كان ان القى «مرسى» أول خطاب له بعد إعلانه رئيسا، ليطل منه ويلقى آخرجديدا كان ان سبق لمكتب الإرشاد إعداده وليكون بمثابة خطاب الإشارة والبشارة للتحرك المدروس والمعد مسبقا!
مخضوضًا .. متوترًا.. انتقل مرسى فى سيارة للسفارة القطرية – هيئة سياسية - غير تلك المخصصة له من الرئاسة إلى الاستديو حاملًا أوراقاً وقرارات سيتضمنها خطابه، فى الوقت الذى تفرغ «خيرت الشاطر» لإجراء اتصالات دولية مع مسئولى وحكام قطر وتركيا والولايات المتحدة وبريطانيا.
 تجاوره فى نفس المكتب السفيرة الأمريكية بالقاهرة «آن باترسون» التى شكلت معه خلية أزمة لانتهاز الفرصة والركوب عليها وفى مقدمتها التخلص من القيادات العسكرية الحالية بأكملها وفى مقدمتها وزير الدفاع «عبدالفتاح السيسى» وإحالته للمحاكمة العسكرية مع باقى اعضاء المجلس العسكرى وقادة الاسلحة والجيوش وتصعيد القيادات الوسيطة بديلًا عنها!
«باترسون» فى جلسته معها ذكرت «الشاطر» بالخطة المعدة سلفًا من قبل المخابرات الأمريكية لإعادة هيكلة الجيش المصرى وأوضحت له أنها الفرصة المناسبة للشروع فى تنفيذها فورا!
 فقبيل إعلان نجاح «مرسى» بأسبوعين عقد مكتب الإرشاد اجتماعًا سريًا بمحافظة بنى سويف – مسقط رأس المرشد – حضره بديع نفسه والشاطر وعصام العريان وأحمد منصور ومحمود عزت وغزلان ومحمود حسين ناقشوا فيه دراسة بعنوان «إعادة هيكلة الجيش المصرى» والتى أعدتها  CIAوسلمتها للجماعة الإرهابية فى إطار التنسيق المشترك والصفقة المعقودة بينهما والتى كان مفادها إفقاد الجيش المصرى أى قدرات هجومية وتحويله إلى تشكيلات مسلحة أقرب إلى الشرطة المتطورة وجعلها غير قادرة على خوض أى حروب وأن تنحصر مهامها فى ثلاثة أمور:
- تأمين الحدود ومكافحة عمليات التهريب والهجرة غير الشرعية
- مساندة الشرطة المدنية فى التصدى لأعمال الشغب الضخمة والموسعة داخل البلاد
- مساندة الشرطة المدنية فى التصدى للتنظيمات الإرهابية داخل البلاد
من أجل ذلك كان رأى الأمريكان أن مصر وقواتها المسلحة ليست فى حاجة إلى  أى اسلحة هجومية وفى مقدمتها الطيران المقاتل والاكتفاء بمدها بطائرات كبيرة لإنزال الجنود وكان ذلك سببًا فى ايقاف إتمام صفقات f16  والأباتشى الهجوميتين!
على التوازى كان أن ظهر «مرسى» على شاشة التليفزيون المصرى والقنوات الدينية الفضائية وكذا الجزيرة القطرية دون رابطة عنق ملقيًا خطابه الذى أعاد فيه استخدامه كلمة «الشرعية» مجددا عشرات المرات يشير بسبابته متوعدًا كل أطياف الشعب المصرى تقريبًا وفيه طالب جماعته بالنزول إلى الشوارع واحتلال الميادين والبقاء فيها لحماية ما أسماها بالشرعية!
الإخوان مغرمون بالتجربة الخومينية الايرانية فى القضاء على المعارضين للثورة هناك، والتى قتل فيها الحرس الثورى الإيرانى عشرات الألوف الذين جرى إعدامهم فى الشوارع وتعليق جثثهم اعلى أعمدة الإنارة كدلالة وإشارة لمصير كل من يفكر فى المعارضة والمقاومة وهو ما عبر عنه قبل ذلك مرسى فى أحد خطاباته قائلا: «إيه يعنى لما يموت عشرين ألف علشان البلد تمشى ويعيش 90 مليون»!
وهو ما نفذته بالفعل ميليشيات الإخوان المسلحة بالتعاون مع عناصر حمساوية تابعة لكتائب القسام وأخرى مدربة فى تركيا وليبيا وجرى أشعال الموقف على الحدود الاستراتيجية للبلاد لإشغال الجيش فيها والاستفراد بالشعب والشرطة داخليا!
أنهى مرسى خطابه ولايزال الإصفرار والخوف يملأ ملامحه رغم أنه محاط بحراسات خاصة تابعة للتنظيم تضم عدة جنسيات ومدربة فى الخارج كنواة للحرس الرئاسى الذى أصبح بديلًا لقوات الحرس الجمهورى معلنًا تعيين «خيرت الشاطر» نائبًا لرئيس الجمهورية!
معارك دموية بطول البلاد وعرضها وحملة مداهمات شنتها ميليشيات الإخوان المسلحة على منازل أغلب الرموز الوطنية والقيادات الشرطية والعسكرية طوال ليلة 4 يونيو 2013 حتى صباح اليوم التالى حيث انتقلت حكومة «هشام قنديل» بكامل تشكيلها باستثناء وزيرى الدفاع والداخلية لتلتقى مرسى فى مقر إقامته بالمقطم.
 على غير العادة اجتمع بهم لأول مرة «خيرت الشاطر» الذى توسط طاولة الاجتماعات بدلًا عن «مرسى» وهى الصورة التى نقلتها نشرات أخبار التليفزيون المصرى وفيه لم يستمع نائب الرئيس لأى وزير وإنما كان أمام كل منهم مهام عمل عليه الشروع فى تنفيذها فورا وبها صدرت قرارات حكومية وإعلان «محمد البلتاجى» وزيرا للداخلية وأرجئ قرار تعيين وزيرا للدفاع إلى حين!
على منتصف النهار كان أن صدر بيان عن رئاسة الجمهورية تلاه تليفزيونيا نائب الرئيس خيرت الشاطر جاء فيه ما يلى: «تنفيذا لتكليفات السيد الرئيس الجمهورية إلى مجلس الوزراء فى اجتماعه اليوم والتى صدرت عنه قرارات وتكليفات تم رفعها إلى السيد الرئيس للتصديق عليها وصدرت بها القرارات الجمهورية التالية:
 بعد الاطلاع على مواد الدستور المصرى أصدر الرئيس محمد مرسى القرارات الجمهورية التالية :
أولا: القوات المسلحة
- يمارس الرئيس محمد مرسى مهامه كقائد أعلى للقوات المسلحة.
- تعيين السيد خيرت الشاطر نائبا للحاكم العسكرى.
- تعيين السيد عصام العريان مشرفًا عاما على القوات المسلحة وتكليفه بمهام وزير الدفاع والإشراف على الأمور الإدارية والمالية.
- عزل الفريق عبدالفتاح السيسى من منصبه وزيرًا للدفاع.
- عزل قيادات المجلس العسكرى بكامل تشكيله وكذا قادة الأفرع والأسلحة والجيوش.
- إحالة كل من يحمل رتبة لواء إلى التقاعد وتصعيد قيادات الصف الثانى والثالث.
- إلغاء التجنيد الإجبارى.
- دمج الكليات العسكرية فى اكاديمية واحدة.
ثانيا: وزارة الداخلية
- تعيين السيد محمد البلتاجى وزيرا للداخلية.
- حل إدارة الأمن المركزى التابعة للوزارة وتوزيع الضباط والأفراد على القطاعات الأخرى.
- إلغاء كلية الشرطة والشروع فى انشاء معاهد أمنية بالمحافظات لتخريج دفعات منها كل 6 أشهر وتكليف السيد محمد على بشر بالإشراف عليها.
- فصل إدارة الامن الوطنى عن وزارة الداخلية ونقل تبعيتها إلى رئاسة الجمهورية.
- إنشاء الشرطة المجتمعية لتكون بديلًا عن اقسام الشرطة.
ثالثا: مؤسسة الأزهر
- قبول استقالة شيخ الأزهر.
- تعيين الشيخ حسن الشافعى شيخا للأزهر.
رابعا: وزارة التربية والتعليم
- تشكيل لجنة لتعديل المناهج الدراسية.
- فرض كتاب «فى ظلال القرآن» للشهيد سيد قطب رضى الله عنه وأرضاه على المرحلة الثانوية.
- إضافة مؤلفات الإمام الشهيد حسن البنا وتوزيعها على المراحل التعليمية المختلفة.
خامسًا: وزارة الخارجية
- يكلف السيد وزير الخارجية بالانتهاء خلال 15 يومًا بإعداد حركة السفراء المصريين بالخارج وعرضها على رئيس الجمهورية والبدء فى تنفيذها فى مدة لا تتجاوز أسبوعا من تاريخ التصديق عليها.
- إنشاء قنصلية مصرية فى غزة.
- الموافقة على فتح مكتب إقليمى لحركة طالبان بالقاهرة.
سادسا: وزارة الإعلام
- إيقاف بث القنوات الفضائية الخاصة وإلغاء التراخيص الصادرة لها.
- تفكيك المؤسسات الصحفية القومية واعادة هيكلتها ونقل العاملين بها إلى ديوان وزارة الإعلام والوزارات والإدارات المدنية الأخرى.
سابعا: وزارة التنمية المحلية
- تكليف السيد الوزير بإجراء حركة المحافظين خلال أسبوع من تاريخه.
ثامنا: مجلس الشعب
- إيقاف كل الأحكام الصادرة بحق حل محل الشعب.
- إعادة مجلس الشعب بكامل هيئته وتشكيله لممارسة مهامه.
تاسعا: المحكمة الدستورية
- إحالة مستشارى المحكمة إلى التقاعد.
- إعادة تشكيل هيئة المحكمة الدستورية.
    القاهرة فى 5 يوليو 2013
   محمد مرسى
رئيس جمهورية مصر العربية
منذ ذلك التاريخ اختفى «محمد مرسى» من المشهد باستثناء الأمور البروتوكولية وصلوات الجمع، وأناب عنه «خيرت الشاطر»!
ملحوظة:
ما تقدم «حدث بالفعل» إذا لم يكن الجيش المصرى بقيادة الفريق عبدالفتاح السيسى أيد ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو.