الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
قطر.. دولة شاذة!

قطر.. دولة شاذة!






نظريا يوم الجمعة ٧ يوليو هو يوم عصيب، يوم مشحون بالأحداث والأخبار، إلا أن مصر بصلابتها قادرة على تجاوز ما يفوق الحسابات السياسية، كعادتها قادرة على الإدهاش، قادرة على التحمل غير قابلة للانكسار.
فى الليلة السابقة على اليوم المشهود كانت قطر قد أعلنت عن تعنتها وصلفها تجاه مطالب الدول الأربع المواجهة للإرهاب، رفضها ليس كلاما نظريا، ليس موقفا لحفظ ماء الوجه، بل جاء الرفض حاملا لتكليفات جديدة، وشفرات ورسائل لمجموعاتها الإرهابية المتربصة بقواعدها.
إذن صدر الرفض فانطلقت تلك المجموعات تضرب فى اتجاهات مختلفة، فى سيناء حيث انطلقت العناصر الداعشية تستهدف الجيش المصرى، تساندها لجان العمل النوعى الإخوانية التى استهدفت أحد ضباط الأمن الوطنى، وهى العمليات التى انطلقت من قاعدة التحريض والتمويل القطرية التى يبدو أنها لم تعد قادرة على التوقف، يبدو أن الإرهاب أصبح نشاطا حتميا وجوديا لبقاء شبه الدولة القطرية.
«أنا إرهابى إذن فأنا موجود».. قاعدة جديدة تحاول قطر فرضها على أدبيات المجتمع الدولى، لم تعد قطر تُمارس إرهابها كوسيلة بل غاية من أجل البقاء، حجمها الصغير جغرافيا وسكانيا ساهم فى تضخم عقدتها السياسية، وجودها الذى ظل سنوات لا يرى بالعين السياسية المجردة ولديها أزمة نفسية، وجودها وسط الكبار زاد من توترها فاعتقدت أنها يمكن أن تنجح فى تصغير الكبار لكى تشعر بقيمة وهمية لحجمها الضئيل.
بمداد الدم قررت قطر أن تكتب تاريخها، ظنت أن الامم يمكن أن تبنى بالدماء لا بالعطاء، عقدتها السياسية المستمدة من شعورها بانعدام وزنها وسط محيطها الإقليمى فرض عليها سلوكا تخريبيا يدفعها نحو الرغبة لتقزيم من حولها لتحقق شعورا مصطنعا بالأمان.
عقدتها تلاقت مع منهج الجماعات الإرهابية والتكفيرية وفى مقدمتها التنظيم الإخوانى الذى لا يمكن أن يقوم مشروعه إلا على إطلال الدول.
صيحات ونداءات القتل تبادلتها قطر مع تجار الدم والدين فى أرجاء المعمورة، كل منهم وجد ضالته المنشودة لدى الآخر، نظرية الاستخدام المتبادل حكمت وتحكمت فى العقد المبرم بينهم، فمن ناحية تستخدم قطر عصابات الإرهاب لتطلقها نحو استقرار وأمن وأمان الدول المستهدفة، وبدورها فإن تلك الجماعات تستخدم شبه الدولة القطرية كملاذ آمن ومنفذ للمجتمع الدولى ومصدر للتمويل، وغطاء للإرهاب تحت مسمى المعارضة.
الحالة السيكوباتية التى باتت تسيطر على قطر جعلتها تستمتع بحالة من القدرة على إيذاء الآخرين، بعدما تورطت فى علاقة من المثلية السياسية مع جماعات القتل والإرهاب التى وجدت لدى قطر مستقرا ومقاما، بينما ظنت قطر أنها قادرة على استخدامهم كمبعوثين للدبلوماسية الإرهابية، إنها حالة من الأسر المتبادل لم يعد بإمكان قطر الفكاك منها، إلا أنها فى نفس الوقت تورطت فى تقديم أول نموذج للدولة الشاذة.
لم تعد قطر قادرة على الفكاك من حالة الرذيلة السياسية بعدما حاصرتها المجموعات الإرهابية التى يمكنها فى أى لحظة أن تُمارس الفضح أو العنف ضد قطر نفسها إذا ما استشعرت تلك الجماعات بأى نية لتغير السلوك القطرى، لم يعد بمقدور قطر أن تضع نهاية لآثامها وفجورها، لم يعد باستطاعتها العودة لفطرتها السليمة، لم تعد تملك من أمر مصيرها شيئا، لم تعد قابلة للإصلاح.
على هذا الأساس يجب أن يكون التعامل مع الشذوذ القطرى، التحقير والعزل والتجريس، لا يجب تجاهل هذا النموذج الشاذ، لا يجب تركه ينشر رذائله السياسية، كما لا يجب التوهم بإمكانية إصلاح الخلل النفسى لهذه الدويلة، لايمكن تركها تقدم نموذجا قابلا للتكرار، الحجر السياسى بات واجبا على الكيان القطرى الذى خلع برقع الحياء السياسى وراح يجاهر بفحشه على لسان وزير خارجيته الذى اعترف بدعم الإرهاب، الدولة المفعول بها لم تعد تسيطر على إرهابها اللاإرادى، باتت تتوتر وتنفعل كلما اقترب موعد الحساب لجماعات الإرهاب المتورطة معها فى العلاقات والتداخلات المحرمة، لا تتحمل إمكانية حرمانها من أنيسها وجليسها الغارقة معه فى الرذيلة.
الوجود القطرى أصبح يفتقد لمقومات الدولة، أصبح نموذجا صارخا لشذوذ الدولة عن الفطرة السليمة لمحيط إقليمها العربي، بعدما قدمت نموذجا لأول دولة غير أخلاقية عرفتها الأنظمة السياسية، رغباتها ونزواتها الشاذة سيطرت عليها تماما، تحاول تصديرها لمحيطها العربى لتخفيف حدة الشعور بحالة الشذوذ المتفردة، شبه الدولة القطرية أصبحت خطرا على الشعب القطري، أصبحت خطرا على منظومة الأخلاق العالمية والدولية.