الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لماذا يوليو؟!

لماذا يوليو؟!






ما بين يوليو 2015 ويوليو 2017 ، تتواصل البطولات، فى يوليو  نجح أبطال القوات المسلحة  فى إحباط هجوم إرهابى على بعض نقاط التمركز جنوب رفح وأسفر عن مقتل أكثر من (40) فردا تكفيريا وتدمير (6) عربات.
الأبطال تصدوا برجولة معتادة، عن نقاطهم لاخر لحظة.
قوات إحدى النقاط تعرضت لانفجار عربات مفخخة استشهد وأصيب (26) من أبطال القوات المسلحة.
قبل اليوم ده بسنتين كان فيه بطل تانى واقف أسد بيحمى بلده، وصفوه ساعة تكريمه أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى  بالبطل الذى حمى كرامة مصر.
البطل ده يوم الأربعاء 1 يوليو 2015 الموافق 12 رمضان، فى   كمين «الرفاعى» الذى اختاره الإرهاب هدفاً مع مجموعة أهداف أخرى لإعلان الولاية الإسلامية فى سيناء تصوروا ان بامكانهم السيطرة على جزء من الشيخ زويد استطاع ومعه 23 مقاتلًا بأسلحتهم الخفيفة أن يتصدوا لما يزيد على 150 من المرتزقة، بسلاح وعتاد وأجهزة إلكترونية هى الأحدث.
وقتها الجزيرة والدوحة كانتا على أحر من الجمر لإعلان الخبر ولدرجة انهم اذاعوا أرقامًا خاطئة عن عدد الضحايا بعدما أبلغتهم عيونهم هناك بسقوط أعداد كبيرة من الشهداء.
وقتها ظنوا أن العملية المدروسة بعناية نجحت فاستبقوا الوقت وبدأوا الحلف.
وفى النهاية اتضح لهم ان القتلى فى صفوف الإرهابيين ووصل عددهم وقتها إلى 56 ارهابيًا غير الجرحى ممن هربوا مع الفارين من وجه ابطال صنعوا اسطورة حية حقيقية.
كمين أبوالرفاعى به 23 مقاتلًا.. شباب متوسط أعمارهم 22 سنة وقائدهم ملازم أول أدهم الشوباشى أقل من 27 سنة كمين «أبوالرفاعى» يشبه الى حد كبير جدا نقطة ارتكاز قرية «البرث» فمثلما كانت نقطة الارتكاز هى الحائل بين الإرهابيين ووصل الإمدادات لوسط سيناء، كان كمن أبوالرفاعى فى منطقة حاكمة لعدة محاور.. أهمها بالقرب من جنوب «الشيخ زويد» حوالى 2.5 كيلو متر ويحكم طريق دخولها وخروجها.
الكمين عبارة عن منزل من دور واحد..الساعة السابعة إلا خمس دقائق صباحاً.. وحالة هدوء مريب تغلف المكان.. لا حركة لأى مركبات على الطريق ولا بشر!
 فجأة يبدد هذا الهدوء صوت سيارة أعلى من المعتاد! قوة الكمين كل فى اتجاه يبحث عن السيارة التى يقترب صوتها بما يعنى أنها قادمة إليهم.
رجال  الموقع أطلقوا  دفعة نيران تحذيرية لكنها مستمرة وقادمة تجاه الكمين المفاجأة أن مقدمة السيارة تصد مقذوفات الطلقات ما يعنى أن السيارة تم تصفيح مقدمتها والسائق يرى الطريق من فتحة صغيرة فى الصاج المصفح!
فى لحظة قرر بطلان التضحية بأنفسهما  هما المقاتل حسام جمال الدين والمقاتل أحمد عبدالتواب.. كلاهما دون أن يتفقا توجها جرياً بأقصى سرعة تجاه السيارة للتعامل معها وإيقافها بأى طريقة!
 البطل أحمد عبدالتواب قفز إلى مقدمة السيارة المصفحة.. عبدالتواب كل تركيزه أن يدخل ماسورة البندقية فى الفتحة التى يرى منها السائق الطريق!.
ما فعله أحمد عبدالتواب لا يختلف كثيراً عما قام به حسام جمال الدين الذى اتجه إلى جانب السيارة وأخذ يطلق نيرانه على متفجراتها، فعل ذلك وهو يعلم تماماً أنه سينفجر معها!
انفجرت السيارة على بعد 75 متراً بعد نجاح الشهيدين أحمد عبدالتواب وحسام جمال الدين فى إيقافها وتفجيرها على أبعد مسافة ممكنة!
انفجار السيارة كان لحظة الصفر لهجوم مرتزقة الإرهاب.. خطتهم كانت انفجار السيارة داخل الكمين، ونسف كل من فى الموقع وبعدها يبدأ الهجوم دون مقاومة!
قائد الكمين الملازم أول أدهم أجرى اتصالاً بقيادته للإبلاغ وتلقى تعليماته بتنفيذ الخطة الدفاعية لحين وصول الدعم.. دقيقتان فقط وكان  كل مقاتل فى مكانه وفقاً للخطة.
ساعات طويلة من القتال، انتهت بفرار المرتزقة ومصرع 56 ارهابيًا وتفجير 5 سيارات.
بطولات الجيش فى يوليو تحتاج مجلدات، لكن السؤال المثير.. لماذا يوليو؟
لماذا فى يوليو هناك هجوم كبير يحدث، يسبقه عمليات تمويه وإلهاء من نوعيات ما حدث فى القاهرة ؟
لا أدعى أننى أعرف، لماذا فى يوليو يحدث ذلك، فقط اثارنى تكرار الحوادث فى سيناء فى نفس التوقيتات، وبنفس الشراسة.
واعتقد أن بيوت التفكير فى مصر عليها ان تبحث لنا عن اجابة للسؤال.. لماذا يوليو؟!