الجمعة 2 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حرف دمياط.. فى مشاريع الفنون التطبيقية

حرف دمياط.. فى مشاريع الفنون التطبيقية






كانت دعوة كريمة تلقيتها من كلية الفنون التطبيقية بدمياط وذلك لتقييم مشاريع السنة النهاية لقسم الزخرفة،  كانت من الصديق الفنان الدكتور رضوان زحام المدرس بالقسم، ورحبت جدا بالتجربة التى كانت الخامسة لى مع الجامعة بصفة عامة ومع دمياط بصفة خاصة، فقد قامت ثلاث طالبات- من الدراسات العليا-  بعمل ثلاث رسائل للماجستير والدكتوراه عن مسرحى للصغار والكبار؛ فى بنها والمنصورة والجامعة العربية، وقمت بمناقشة رسالة للماجستير بمعهد التخطيط لأحد العاملين بقصور الثقافة وهو الزميل سالم حاتم، وسعدت بخطاب الكلية للمجلس الأعلى من الدكتور حلتم إدريس عميد الكلية، وافق على الطلب الدكتور حاتم ربيع الأمين العام للمجلس العلى للثقافة، فى أول تعاون رسمى بين الجامعة والمجلس.
والسؤال الذى راودنى لأول وهلة، ما هو دورى فى قسم الزخرفة ومشاريع الطلاب التى تكون فى الغالب جداريات ولوحات ومجسمات وكل ما يهتم به القسم، وسألت من باب المعرفة، فعرفت أن مشروع طلبة السنة النهاية لهذا العام عبارة عن أفلام رسوم متحركة، ساعتها عرفت دورى، فقد مارست سيناريو الطفل وقدم لى التليفزيون المصرى عملين وانتظار تنفيذ الثالث، كان فيلم التحريك الذى قدمه الأطفال بطريقة Stop Motion، وهى تقنية تعتمد على إيقاف الحركة، ثم التصوير أو التصوير المتعاقب للكدر المراد تصويره مستخدمين المجسمات أو العرائس، وهى تقنية تحريك الرسوم عن طريق التلاعب بها لتظهر وكأنها تتحرك ذاتيا،و يحدث ذلك عن طريق تصوير الجسم المراد تحريكه صورا متعاقبة، مع إضافة تغيير بسيط فى كل صورة وعند عرض الصور بطريقة متتابعة يحدث للمشاهد إيهام بالحركة.
وأحسنت الدكتورة نفين عبدالعزيز المشرف العام على المشروع التفاعل مع الطلبة والطالبات فى الإصرار على عمل هذا المشروع الجديد الذى يقدم لأول مرة فى كلية الفنون التطبيقية بدمياط وفى قسم الزخرفة خاصة، وبذلت معهم مجهودا كبيرا حتى خرجت الأفلام الأربعة للنور، وبذل الفنان المهندس مصطفى صوفى المتخصص فى التحريك والذى قدم عددا كبيرا من أفلام التحريك  دورا كبيرا فى مساعدة الطلاب والطالبات، وأسعدتنى العلاقة الطيبة جدا بين الطلاب والدكتورة نفين عبدالعزيز والفنان المبدع مصطفى صوفى.
وجاء دور التقييم  برئاسة الفنان الدكتور حسام النحاس بعد مشاهدة الأفلام الأربعة التى تناولت الأعمال الحرفية التى تشتهر بها محافظة دمياط؛ وهى الصيد وصناعة الأحذية، وصناعة الأثاث، وصناعة الحلويات، وقامت بعمل كل فيلم مجموعة من الطلاب،اعتمدوا جميعا على فكرة صناعة الفيلم نفسها وإن اختلف بالطبع المضمون واختلفت الرسالة، فقد تشابهوا جميعا فى صناعة الشخصيات/ العرائس التى  قام بصناعتها الطلاب، وقد اعتمدت على الشخصيات السينمائية والمسرحية المعروفة للجميع مثل إسماعيل يسن وفؤاد المهندس وزينات صدقى وتوفيق الدقن ومحمود المليجى وعبدالسلام النابلسى وشويكار وغيرهم، وأعتمد سيناريو الفيلم الذى كان كوميديا إلى حد ما، على مشاهد مشهورة من أفلام هؤلاء القمم لكى يعبر عن رسالته، كما قام الطلاب جميعا بتجهيز أماكن التصوير locations، التى كانت أماكن ممتازة وملائمة تماما للحدث المعروض، وأعتقد أن هاتين الجزئيتين هما ما يجب أن يقيم عليهما الطلاب طبقا لمواد تخصصهم، وأن ما تعلموه من أشياء أخرى وقدموه طبقا لقدراتهم يجب أن يشكروا عليه، خاصة فى التمثيل والإخراج والتقليد وفنون التحريك والأداء.
أسعدنى أيضا حضور الأستاذ الدكتور طارق أبوالمعاطى نائب رئيس جامعة دمياط وعميد الكلية الأسبق لعرض الفيلم وتعليقه عليه وعلاقته الرائعة بالطلاب، ومقابلة الكاتب الكبير سمير الفيل الفائز بجائزة الدولة للقصة القصيرة هذا العام والكاتب المسرحى ناصر العزبى مدير عام ثقافة  بورسعيد والجيزة الأسبق وسألته عن أخبار مهرجان المنصورة للأفلام القصيرة الذى يهتم بالرسوم المتحركة، كنت أتمنى أن يستوعب تجربة محترمة مثل تجربة قسم الزخرفة بكلية الفنون التطبيقية بدمياط، وتشارك فيها الكلية بهذه الأفلام، فكان صمته بليغا، فاتصلت بالأستاذ محمد مرعى رئيس إقليم شرق الدلتا الثقافى فأخبرنى إنه يسعى جاهدا لكى يبدأ إعلان الدورة الرابعة قريبا، تذكرت أن الفائزة فى الدورة الأولى التى أسستها مع الزملاء عام 2013 كانت طالبة من كلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا، وكان رئيسها السيناريست الكبير محمد السيد عيد، قلت فى نفسى لماذا لا تكون الفائزة هذه المرة من جامعة دمياط  ومن كلية الفنون التطبيقية بها، وأعطيت تليفونات منسق مهرجان المنصورة  الفنان محمد حسنى للدكتور حسام النحاس رئيس القسم ورئيس لجنة التقييم  وها نحن منتظرون بشغف مهرجان المنصورة فى دورته الرابعة!!.
وختاما أسعدنى أن تكون الجامعة فى خدمة المجتمع، وألا  يقتصر دورها على التواجد داخل قاعات الدرس، وأن تقدم خدماتها لتحسين البيئة المحيطة بها، وطرأ لذهنى اقتراح؛ لماذا لا يتواصل جهاز التنسيق الحضارى برئاسة المهندس محمد أبو سعده  مع كليات الفنون التطبيقية من أجل تحسين المنظر الحضارى للمدن والقرى المصرية؟!