الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«نطبطب وندلع»

«نطبطب وندلع»






فيه قانون، وفيه دولة قانون، لكن مساحة الاستهانة والخسة اتسعت لتشمل كل مخلوق فى المجتمع، القتل بات على الهوية، أنت رجل شرطة، إذن فدمك حلال، ضابط الأمن الوطنى الذى قتلوه وهو خارج من صلاة الجمعة، قتلوه فقط لأنه ضابط فى الجهاز، لا يهم ماذا كان يفعل فى هذا الجهاز، وعلمى أنه لم يكن يتولى أيًا من الملفات المتشابكة مع إرهابهم، العساكر الغلابة فى الصندوق الخلفى لـ«بوكس الشرطة» قتلوهم بدم بارد وكانوا فى الطريق لحرق جثثهم!
أنت فى الكنيسة تصلى مستهدف لا لشىء سوى كونك قبطيًا، أنت فى المعسكر تدافع عن بلدك، أنت هدف للقتلة المأجورين، لا لشىء سوى أنك جندى تدفع ضريبة الدم والعلم، وتحلم بيوم خروجك تحمل شهادتك قدوة حسنة، تحلم بيوم ترتمى فيه فى حضن أمك ولا تعد الساعات «سعت1200» سلم نفسك لوحدتك.
القتل على الهوية، محاولات الذبح وآخرها فى كنيسة  القديسين بالإسكندرية، عندما حاول «عبدالله عادل أحمد حسن»  24 سنة، أن يذبح «مينا فؤاد زخاري» 47 سنة، أحد أفراد الأمن الإدارى بالكنيسة، بـ«شفرة موس حلاقة»، ما يحدث يؤكد أن العمليات تتوسع، هناك تغير نوعى واضح.
«وأخرتها»؟!
بالقانون كل القتلة والإرهاببين ينعمون فى السجون من سنوات، بالقانون عبدالله الذى حاول ذبح زخارى، أمامه سنوات طوال ينعم فيها بالهدوء، وممكن يطلع براءة!
ما الحل؟ هل ينشئ رجال الشرطة المصرية «جماعة شرف البوليس» على غرار ما فعله رجال الشرطة الفرنسية، فى الثلاثينيات!
«جماعة شرف البوليس» كتب عنها الراحل على سالم فى 2014 وهاجت الدنيا.
دعونى هنا أقتبس لكم جزءًا مما كتب على سالم فى جريدة الشرق الأوسط 4 يونيو 2014 العدد 12972.
 «هى مرحلة فى تاريخ فرنسا، عصابات المافيا كانت تمارس عمليات القتل ضد خصومها فى الشارع، ومنهم رجال البوليس، وعندما تتابع الشرطة الواقعة وتقدم مرتكبيها للقضاء، كانت هذه العصابات تقتل الشهود، عندها بالطبع كان القضاء يحكم ببراءة القتلة.
هنا يبدأ رجال الشرطة فى الإحساس، بأنهم لم يدافعوا عن شرفهم كما يجب. فيتخذون القرار بإنشاء جماعة شرف البوليس، الهدف هو إيصال رسالة مؤكدة إلى القتلة بأن لحظة قتلهم قد حانت» انتهى الاقتباس.
إذن جماعة شرف البوليس فى فرنسا، أخذت حقها بيديها، قتلت كل من قتل ضابط شرطة بدون روتين ودهالز ومحاكم وتحقيقات تستمر لسنوات، فهل هذا ما تريدون الآن، هل الدولة تريد أن نصل لمرحلة كل جماعة، أو كيان عليه أن يحمى نفسه ويأخذ حقه بيديه!
نعلم جيدا أن  حروب العصابات والإرهاب  طويلة الأمد وصعبة للغاية، لكن نعلم أيضا أن الدولة عليها أن تتحرك بسرعة أكبر لمحاصرة القتلة، المحاكمات الطويلة قتل جديد بطىء لكل من وقفوا يدافعون عنا.
نعلم أنه بدون تدابير استثنائية لن تنتهى عمليات القتل على الهوية.
العالم كله اتخذ تدابير استثنائية لمحاصرة الإرهاب، ونحن «ندلع ونطبطب»!
آن الأوان، للتوقف عن «الدلع والطبطبة»، الشعب تحمل ما لا يستطيع، غلاء وفساد وخدمات دون المستوى، لكنه لن يتحمل المزيد من الإرهاب وعدم الأمان، فإذا كان القتل على الهوية طال اليوم الشرطة والجيش والأقباط، فغدا سيطالنا جميعا دون تمييز.
كفانا مماطلة، نريد محاكمات سريعة وأحكامًا تنفذ، نريد أن يعلم الجميع أننا فى دولة قانون، دولة قوية ضاربة فى جذور العالم والتاريخ.
البديل مؤسف وقاسٍ ومرعب أيضا، البديل سيكون على غرار «جماعة شرف البوليس» وكل واحد يحمى نفسه ويأخذ حقه بيديه!