الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مجدى نجيب.. المتفرد (2)

مجدى نجيب.. المتفرد (2)






عندما سئل مجدى نجيب فى أحد الحوارات الصحفية عن أحب أغانيه إلى قلبه قال: أحب أغنياتى إلىّ «غاب القمر يا بن عمى» و«قولوا لعين الشمس» وغنتهما شادية، و«مداح القمر» وغناها عبد الحليم حافظ، و«العيون الكواحل» و«أخد حبيبى» و«قولوا لكل الناس إحنا حبينا» وغنتها فايزة أحمد، وأغنية «قدك المياس» لمحرم فؤاد، و«أفراح» لمحمد رشدى، ومن أغانيه الحديثة نسبيا «شبابيك» و«سؤال» و«ممكن» و«أول لمسة» غناء محمد منير.
ويقول فى أغنية «قولوا لعين الشمس»:
قولوا لعين الشمس ما تحماشى/ أحسن حبيبى ده اللى صابح ماشى/ يا حمام طير قبله قوام يا حمام/ خلى له يا حمام الشمس حرير يا حمام/ ويا ناس لو غاب يا ناس/ خلوه يبعت لى سلام/ ده الآه بقولها وهو ما يدراش/ وف بعده طعم الدنيا ما يحلاش.
  بعد أن حقق مجدى نجيب شهرة مدوية فى مجال الشعر والغناء أيام العمالقة، توقف نهائيا عن كتابة الأغنية، لأنه يعتبر كتابة الأغنية فى هذا الوقت نوعا من أنواع «الفضيحة» أو «العار» لأى شاعر يحترم نفسه، ومهما يكتب فلن يضيف شيئا جديدا، لأن غناء هذه الأيام – من وجهة نظره – لا يعتمد على الكلمة سواء للمطرب أو للمطربة وإنما يعتمد على «لغة الجسد» من كورس الترقيص والتنطيط والإثارة وللأسف لم يعد عندنا مطرب أو مطربة يحترم أصول الغناء العربى، لأن الأغلبية أصوات نشاز لا تطرب، ولهذا أصبح الغناء مجرد سلعة مثل المعلبات والوجبات الجاهزة، الأغنية تولد ميتة أو مستنسخة، لأنها تحمل معانى مكررة ومشاعر مصنوعة.. حتى الجيد من الأصوات تفسده الألحان الموجهة للإثارة والتصوير المبهر لعين المشاهد، ويرى أن الأغنية هذه الأيام موجهة إلى المراهقين الذين تسيطر عليهم لغة الجنس، ويعتبرها فضيحة تروج لها شاشات الفضائيات العربية وما يحدث هو نوع من إصرارنا كعرب على أن الحياة مجرد رقصة.. ولهذا نحن لا نتقدم، فرغم هذا العدد الهائل من صنع الأغنية، لا توجد عندنا أغنية تتحدث عن الوطن بصدق لأن الجيل الجديد قد فقد الانتماء.
 لذا رأى مجدى نجيب أنه من الواجب عليه أن يقول رأيه كناقد فنى فى كل أمور الغناء والموسيقى وهذا ليس بجديد عليه، فمنذ أن عمل سكرتيرا لتحرير مجلة «الكواكب» وجد نفسه فى قلب مطبخ الفن ودهاليزه فكتب كتابا نقديا عن الموسيقى والغناء يحمل اسم «أهل المغنى» وفيه استعراض لتاريخ الأغنية العربية، وصولا إلى العصر الحديث، وظل مجدى نجيب ينتقد حال الأغنية من خلال عموده الأسبوعى الذى كان يكتبه بجريدة «نهضة مصر» كما اتجه إلى الكتابة والرسم للأطفال من خلال مجلات الأطفال فى مصر والعالم العربى مثل مجلات: «قطر الندى»، «ماجد»، «العربى الصغير»، وأيضا كتب الأطفال فكتب ورسم العديد من الكتب فى سلسلة كتاب «قطر الندى» الذى تصدره هيئة قصور الثقافة، ولأن مجدى نجيب موهوب موهبة استثنائية فقد كتب ورسم للأطفال منذ بداية عمله فى الصحافة فى مجلات «كروان» و«ميكي»، و«سمير»، وفى رأيه أن الكتابة للأطفال تشبه الحلم الصعب تحقيقه، فعندما يكتب أو يرسم للأطفال ودون أن يشعر يستدعى صندوق طفولته الثرى، ويبحث فيه عن أحلام جيله الذى كان يفتقد اللعبة والكتاب والمجلة المتخصصة وعدم اهتمام الدولة بهم.. فالكتابة للطفل تتطلب أن تكون «صبورا» لاصطياد «الحلم» و«الفرح».