الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«مابتصليش ليه»؟!

«مابتصليش ليه»؟!






المادة (2) من قانون الأزهر  رقم 103 لسنة 1961 والتعديلات عليه الصادرة فى عام 2012 تقول: الأزهر هيئة مستقلة تتمتع بشخصية اعتبارية ويكون مقرها القاهرة، ويجوز أن تنشئ فروعا لها فى عواصم المحافظات فى مصر، أو فى دول العالم.
القانون يجيز إذن إنشاء أكشاك للفتوى فى المترو، فلماذا الضجة الشديدة المثارة؟
الضجة فى رأيى لا تبعد كثيرا عن المحاولات المتكررة  للنيل من الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر.
أكشاك الفتوى فى مترو الأنفاق تستهدف حماية المواطنين من المتشددين والتكفيريين الذين يستحلون دماء الغير من خلال الفتاوى.
مشيخة الأزهر تحاول  سد الفراغ وإغلاق الطريق على الفتاوى المتشددة، ومن يستخدم المترو يعلم جيدا كم الكتب المجهولة التى تباع بجنيه، ويلتقى وجها لوجه بشكل دورى بمن يصرخ فيه على طريقة «مابتصليش ليه» وكأنه ملازم لك ليل نهار ويعلم أنك لا تركعها!
من يركب المترو يقرأ فى العربات وعلى المحطات «يستمر الغلاء حتى تتحجب النساء»  الأزهر اتخذ خطوة أعتقد أن العقل يقول نصبر وننتظر نتائجها بدلا من حملات التسفيه والسخرية.
التجربة قد تكون غير مفيدة وغير مجدية فى ظل وجود التكنولوجيا وامكانية الوصول أسرع وأفضل، لكن أيضا لن تضر أحد فلماذا الهجوم العنيف؟!
الأزهر قرر ينزل للناس فى الشارع بدعاة المقاهى، ورغم تحفظى عليها وكونها مجرد استنساخ من تجربة حسن البنا فى بدايات نشأة جماعة الإخوان التى نعانى منها حتى الآن، الا أن البداية فى الإسكندرية تحديدا والنزول للناس فى معقل من معاقل السلفيين هى خطوة محمودة لا محالة، بدلا من ترك الناس فريسة للسلفيين وأفكارهم المتشددة.
يعنى هذه ليست المرة الأولى التى يخرج فيها الأزهر الشريف إلى الشارع فالتواجد على المقاهى الشعبية والالتقاء بالشباب والرد على أسئلتهم واستفساراتهم قد ينقذ رقابنا من متطرف محتمل يمنحه من لا يفهم فتوى أننا كفار أموالنا وأعراضنا حلال لهم على طريقة «لا تجادل ولا تناقش يا أخ على» والتى كتبها بحرفية شديدة الرائع لينين الرملى ووضع الجملة على لسان أحمد راتب كلما ضيق عليه عادل إمام الخناق فى فيلم الإرهابى.
حتى الاتهام بأن الأكشاك ضد الدولة المدنية والحرية والتنوير، مردود عليه  فمن الذى سيواجه تيارات العنف ويحمى الناس  من فتاواهم؟
الدولة المدنية لا تعنى الاستغناء عن الدين، ولا أعتقد أن الأزهر حرم السلام على الأقباط أو تهنئتهم بالأعياد كما يفعل «ياسر برهامى» ورفاقه دوريا ولا أحد يستطيع أن يمنعهم من الدروس والفتوى بتحريم تهنئة أو حتى الابتسام فى وجه القبطى!
 تطبيق الفكرة بشكل  واقعى سيعمل  فى المقام الأول على استعادة القيم المهجورة فى حياة الناس وأهمها المواطنة، وقبول الاخر والتعايش.
وبحسب الاحصائيات المبدئية نسب الإقبال تتراوح  فى الفترة الواحدة من 50 إلى 70 شخصًا، والمكتب يعمل على فترتين من 9 – 2 صباحًا، ومن 2 – 8 م، أى بما يتراوح من 100 إلى 140 فتوى فى اليوم الواحد.
والأسئلة أغلبها فى الأمور الزوجية طلاق وزواج، والبيع والشراء والقروض وزكاة المال، والأمور الشخصية بين الآباء والأبناء، والعلاقات بالجيران والأقارب والمواريث.
خطوات الأزهر بالنزول للشارع، ومعها تجربة وزارة الأوقاف والكنيسة  بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة من خلال البرنامج التدريى «معا فى خدمة الوطن»، الذى يستهدف الداعيات، والواعظات، وخادمات الكنيسة، وتدريبهن  لنشر رسالة سلام من خلال حملات طرق الأبواب والمرور على السيدات فى البيوت ستؤتى ثمارًا جيدة على المدى البعيد.
فقط صبرا، ودعوا الناس تعمل حتى لو فشلت التجربة فيكفى شرف المحاولة.