الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«فوبيا»

«فوبيا»






القوات الجوية تدمر (15) سيارة محملة بالأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة أثناء محاولة اختراق الحدود الغربية.
بيان مقتضب من المتحدث العسكرى فى 16 يوليو.
قبلها وتحديدا فى 27 يونيو بيان مقتضب آخر يقول الصقور أجهضوا محاولة دخول «12 سيارة دفع رباعى محملة بالأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة».
عدد سيارات الدفع الرباعى التى دمرتها مصر بما تحمله من أسلحة وإرهابيين تجاوز 3000.
غارات الطيران المجهول على معسكرات الإرهابيين فى ليبيا تدمر وتقتل التكفيريين.
 جيشنا بيحارب خارج الحدود، وداخل الحدود.
فهل نعى نحن أننا نحارب حقا؟!
نجلس على المقاهى، نذهب إلى العمل والسينما، ونسافر لقضاء عطلة الصيف، كل شىء يسير بهدوء معتاد.
نتحدث عن أسعار نار، نشكو من أوضاع لا تعجبنا، وننصرف إلى بيوتنا فى أمان.
ما سبق وغيره لا أعتقد أنه بعيد عن دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى لوسائل الإعلام، لتشكيل «فوبيا» ضد ما يسمى إفشال الدولة المصرية، حفاظا على الوطن.
الدعوة نفسها جاءت فى  جلسة «صناعة الدولة الفاشلة: آليات المواجهة»، والتى أقيمت فى المؤتمر الوطنى الرابع للشباب فى الإسكندرية مؤخرا.
وخاطب الرئيس الإعلام بقوله: «أنتم فى الإعلام محتاجين تشكلوا فوبيا ضد إفشال الدولة، المقومات اللى موجودة فى الدولة مناخ خصب لذلك، مصر عايزة أداء جيد، والأداء الجيد مش هييجى دلوقتى، ولازم تبقوا عارفين هناخد مرحلة زمنية وأتمنى مش هتطول، وعايزين نبقى متماسكين وده مش انحياز لمؤسسة لا لكن حفاظا على مصر، وربنا أراد يكون فيه جيش بالمستوى ده، وهييجى يوم التاريخ هيعرف إيه اللى الجيش عمله للدولة المصرية، والجيش مش بيدافع بس، فيه حاجات معروفة وفيه حاجات مش معروفة».
إذن الرئيس يرى أن الإعلام تحديدا عليه أن يكون رأس الحربة فى التصدى لمحاولات ليس إفشال الدولة المصرية فقط، ولكن مخطط سقوطها.
فماذا فعل الإعلام؟
حسنا فعلت الهيئة الوطنية للصحافة بدعوتها إلى اجتماع تشاورى مع رؤساء مجالس إدارات وتحرير الصحف القومية؛ لمناقشة دور الصحافة القومية فى مواجهة خطط إفشال الدولة، وسبل دعم القضايا الوطنية وتثبيت أركان الدولة المصرية.
ولكن، لماذا الصحافة القومية فقط؟
الهيئة الوطنية للصحافة عليها أن تبحث عن آلية محددة لإدماج الصحافة ككل فى المواجهة.
قد يكون ليس للهيئة ولاية على الصحف الحزبية والخاصة، ولكن مواجهة مثل هذه تحتاج منا جميعا أن نكون صفًا واحدًا.
هذه المواجهة لن تصلح بدون مشاركة الإعلام كاملا، وأقصد هنا الفضائيات والمواقع الإلكترونية والتى باتت أكثر تأثيرا وانتشارا.
وعلى الهيئة الوطنية للصحافة أن تعقد لقاءات مماثلة مع كل المسئولين عن الإعلام، عليها أن تخرج بعد هذه اللقاءات بتوصيات واضحة ومحددة وملزمة للجميع.
عليها أن تستعين بشيوخ المهنة ، وشباب قادر على وضع تصورات واضحة لكيفية خلق هذه الـ«فوبيا».
عليها أن تستعين بخبراء ومتخصصين وعلماء ومفكرين  فى جميع المجالات لوضع تصور كامل لهذه المواجهة.
ليس منطقيا مثلا أن نرى أسر وأهالى القتلة من  الإرهابيين فى برامج التوك شو  يتحدثون عن أبنائهم وبراءتهم تحت مزاعم الرأى والرأى الآخر، أو أملا فى نسبة مشاهدة عالية تجلب المزيد من الإعلانات والأموال الملوثة بدم الشهداء.
أيضا ليس منطقيا أن يكون هناك تعتيم ما أو عدم توافر معلومات دقيقة يتم ضخها للإعلام من قبل الجهات الرسمية فى كل الأحداث.
أجهزة الإعلام دائما ـ وعلى عكس ما يروج الإعلام الغربى ـ تخضع لرقابة مشددة فى أوقات الأزمات والحروب.
 فخلال غزو أفغانستان والعراق تم إخضاع المواد المنشورة فى الصحف والمحطات التليفزيونية إلى رقابة مباشرة من وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» والمخابرات المركزية الأمريكية.
 وفى إسرائيل  جهاز المخابرات «الموساد» وجهاز الأمن الداخلى «شين بيت»، يكاد يكون المسيطر الأوحد على وسائل الإعلام خاصة فيما يتعلق بالنواحى العسكرية والأمنية وقضية الصراع العربى الإسرائيلى.
علينا أن ندرك أهمية الإعلام وخطورة رسالته والتى تمثل حجر زواية فى الاستراتيجية العامة للدول، خاصة فى وقت الأزمات والحروب.
فهل نحن  نشعر أننا فى حالة حرب فعلا؟
هل نشعر بالخطر  ومستعدون للمواجهة؟!