
محمود بسيونى
مرتزقة العهد البائس!
تُعرف اللغة العربية «المرتزق» بأنه كل شخص يقوم بأى عمل بمقابل مادى بغض النظر عن نوعية العمل أو الهدف منه، ويتواجدون فى بعض الجيوش وقت الحروب من أجل المال فقط ، فهم خارج أى عقيدة أو انتماء لوطن، وانتقل فعل الارتزاق من العمليات العسكرية للصحافة والإعلام، وأصبحت فضائيات أو مواقع مثل الجزيرة أو عربى 21 أو العربى الجديد الممولة من قطر مرتعاً لمرتزقة الإعلام المصريين الذين فقدوا انتماءهم، وتحولوا إلى منصة إطلاق صواريخ مسمومة ضد وطنهم، خونه يرتدون أقنعة المعارضة الزائفة.
لن أقف كثيراً عند هؤلاء لأن حقارتهم لا تحتاج إلى بيان، فمن يقف ضد وطنه فى معركة البناء لا يستحق شرف الانتماء إليه أو تلويث الصفحات باسمه، ولأن من يستحق الملاحقة والانتباه هم مرتزقة الداخل، ممن قرروا أن يكونوا مهرجين فى بلاط رجل أعمال هواه أمريكى، واعتدى قصره على النيل، ويريد أن يحكم مصر من خلف ستار لصالح أجندة كادت تدمر مصر.
المتابع لما يكتب فى صحيفته اليومية يلاحظ أمرين، الأول التحامل الشديد على الرئيس والنظام ، بحجج غير منطقية تردد شائعات وفبركات الحرب النفسية الهادفة لإسقاط الدولة، والثانى أن معظم هؤلاء الكتاب انتموا لعهد سابق وكانوا من أسباب فشله وسقوطه وبعضهم علقت صوره على حوائط الشوارع فى الثورة التى بشرت بها نفس الصحيفة ذات الهوى الأمريكى المعروف، بل إن بعضهم كتب مقالات صريحة اتهمت صاحب الجريدة بأنه يد «الفوضى» الأمريكية ورافع رايتها فى مصر.
آفة مرتزقة العهد البائس هى النسيان، هم يرون أننا شعب يملك ذاكرة سمك، نسى انهم كانوا مهرجين فى سيرك وزير إعلام أسبق، نسى أنهم كانوا يسبحون بحمد كل الأنظمة، الإخوانى وما قبله، يعبرون عن صاحب المال، فهو السيد وواجب الدفاع عنه وعن مصالحه.
أقنعة المعارضة لا تليق بمستشارة السفارة البريطانية ولا بكتاب العهد البائس، ولا بمن يبحث عن مقعد فقده وتخطاه الزمن، هم لا يريدون الاقتناع أن مصر تغيرت وأصبحت لا تخضع لابتزاز شتائم «الفيس بوك»، أو مقالات المشوشين أو المشكوك فى سلامتهم العقلية.. فلا الدولة المصرية بائعة للوهم ولا تنتظر أكاذيبهم التى احترفوا تأليفها لتجميل وجه العهد البائس، تجارتهم فقدت صلاحيتها ولم تعد تصلح حتى لصناديق النفايات.
بعضهم ينام على أمل اتصال يتساءل عن سبب نقده، قد يمهد الطريق لعودته، والبعض الآخر يظن أنه يشارك فى اختيار الرئيس المقبل، والجميع يسعى لرضاء صاحب محل الحلويات.
الماضى لا يعود.. وعهد الفشل والإهمال البائس انتهى.. ومصر الجديدة لا تبحث عن مهرجين ولا تخضع لمرتزقة.