الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
محمد عبد المعطى.. وإنسانية الشعر (2)!!

محمد عبد المعطى.. وإنسانية الشعر (2)!!






شارك محمد عبد المعطى مع زملائه فى تأسيس الحركة الأدبية فى الفيوم، ورأس نادى الأدب بها لعدة سنوات، كما شارك فى الأمانة العامة لمؤتمر أدباء مصر لعدة دورات، وانتخب أميناً عاماً لمؤتمر إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافى عدة دورات، وكان أولها مؤتمر «أزمة الشعر فى مصر» عام 1996، الذى رأسه الناقد الكبير الراحل محمود أمين العالم، وكان للراحل دور بارز فى الحركة الأدبية فى أقاليم مصر، حاز خلال مسيرته الإبداعية العديد من الجوائز فى مجال شعر العامية من هيئة قصور الثقافة أعوام 90و91و92و93 وكرمه مؤتمر الفيوم الأدبى الخامس عام 1999، ومؤتمر أدباء مصر بالإسكندرية عام 2002م.
 لم يتوقف جهد «عبد المعطى» عند كتابة شعر العامية فقط بل قام بإعداد مجموعة من البرامج الإذاعية لإذاعة شمال الصعيد، وكتب العديد من أغانى المسرحيات منها: ع الرصيف، محاكمة عم أحمد، حفلة على الخازوق، هلوسة الهلالية، من الذى يدق الباب، مملكة الذئاب، وكون مع المطرب والملحن «عهدى شاكر» ثنائيا رائعا، وطافت أغانى عبد المعطى معظم أقاليم مصر من خلال حنجرة عهدى طوال السنوات الماضية، ولا ننسى أغنية «القدس» التى كتبها الراحل وغنتها «عزة بلبع»، كما كتب أيضا عدة نصوص مسرحية، وبعض السيناريوهات للتليفزيون. وكان يحلم – رحمه الله – بأن يرى فيلمه الذى كتبه مؤخرا، وتحمست لإنتاجه إحدى شركات الإنتاج أن يرى النور، ولكن لم يمهله القدر ليرحل قبل أن يراه، كما ترك أيضا بعض الأعمال الإبداعية التى لم تنشر منها مسرحية «أحلام شامة» المأخوذة عن سيرة سيف بن ذى يزن».
  ويقول فى إحدى قصائد ديوانه الأخير «بافتكر الضحكة المهزومة/ وبطالع نشرات الأخبار/ وأتريق على كل صحابى الشعرا/ وباموت م الضحك قصاد قلمي/ ساعتين وأنا عاجز عن ترجمة الصورة/ وتأويل المعنى/ وباحاول أفسر فى غبائى قدام الهرم المقلوب».
  لم يحدث قط أن ذهبت إلى الفيوم، ولم يكن عبد المعطى فى استقبالي، منذ تعرفت عليه.. إلا فى المؤتمر الذى عقد بقصر ثقافة الفيوم لتأبينه فى يناير2008، كان يوماً حزيناً كئيبًا، بدأ الافتتاح متأخرا بسبب سوء الأحوال الجوية، وكأن الطقس كان مصرا على مشاركتنا الحزن على رحيل «عبد المعطي» كما جاءت الكلمات التى ألقيت فى المؤتمر – فى معظمها – معبرة عن فجيعة الفقد، ولم تخل كلمة من الحديث عن إنسانية وطيبة وشاعرية الراحل، الذى لم يختلف عليه اثنان، كما أجهش معظم الشعراء بالبكاء وهم يلقون أشعارهم وكأن روح «عبد المعطي» كانت تطاردنا، وحقيقة كنت أشعر بأنها بالفعل تحوم فى المكان. وأبت ألا تتركنا وحدنا نعتصر الحزن والصقيع دون أن تشاركنا كعادة صاحبها دائما، والذى تنبأ بدنو أجله فى آخر قصيدة كتبها.