
كمال عامر
لماذا نرفض الضوء؟!
■ فى مصر حاجات حلوة كتير.. وأيضا حاجات «زى الزفت».
الإعلام ينجذب إلى السواد.. أو المشاكل أو منغصات الحياة.. لأن مجرد عمل حلقة إعلامية عن قطع المياه أو حوار صحفى مع معارض أمور تصب فى صالح الإعلامى والمطبوعة.. وتجد صدى فى الشارع.
وأيضا التعامل مع الأمل والنور والتنمية بشكل عام.. تنتظرك الاتهامات المعدة سلفا.. البيه حكومى.. منافق.. وعاوز منصب.
تعالوا نكون أكثر صراحة.. فى الرياضة.. برامج مناقشة المشاكل والخلافات والتصادم والهجوم على الأشخاص أو الأندية تجد صدى.. الناس بتتكلم عنها والشارع بيشير لقطات منها وصاحبها آخر انبساط.
بينما زيارة لـ«خالد عبدالعزيز» للنادى الإسماعيلى الجديد وتفقد إنشاءاته الرائعة من مجمع سباحة وصالة مغطاة وملاعب متنوعة.. وأيضا زيارته للمدينة الرياضية ببورسعيد وتفقده للصالة المغطاة ومجمع الاسكواش ومجمع السباحة وملاعب الهوكى ومضمار الجرى والتنس.
هذه الزيارات المهمة للناس اختزلتها الصحافة والإعلام فى 42 سطرًا وصورتين فقط.
برغم أن تكاليف المشروعين وصلت إلى 800 مليون جنيه مبدئيا.. بالإضافة إلى 200 مليون جنيه لإنشاءات تم تطويرها.
■ أنا شخصيا تعجبت من الإهمال المتعمد من البرامج الرياضية لمتابعة تلك الزيارة، كنت أتصور أن تكون هناك الكاميرات لعمل مادة للبرامج.. مرة للتحدث حول التغيرات الاجتماعية التى قد تدخل حياة المواطن فى الإسماعيلية وبورسعيد والأسرة عندما يتوافر لها حمامات سباحة وملاعب التنس والاسكواش وأماكن للأطفال وكافيهات.
وما هو رأى المواطن فى المحافظتين بشأن بناء تلك المنشآت الرياضية كمتنفس وحق شرعى فى توزيع الخدمات على محافظات مصر وكسر عملية استحواذ سكان القاهرة والجيزة على معظم المشروعات الشبابية والرياضية وغيرها.
■ كنت أتصور أن تلتقط البرامج الرياضية أو غيرها ما حدث فى الإسماعيلية وبورسعيد من ثورة انشاءات رياضية غير مسبوقة والتدقيق فى تفاصيل بالطبع لها مردود مهم جدا فى طريق تغيير ثقافات مجتمع الإسماعيلية وبورسعيد.
تصوروا صغار بورسعيد فى الملاعب.. وهنا بداية ونشأة رابطة بين الطفل والملعب تحميه من أخطار المخدرات والتطرف.
تصوروا أيضا العائلات وهى تتردد على الكافيهات والأب والأم والأولاد.. وهنا يتم خلق رابط جديد أو تقوية روابط الأسرة كحائط صد ضد أى جذب لأفرادها للسير فى طرق مضرة!!
■ كنت أتصور أن البرامج الدينية أيضا تلتقط فكرة الاستخدام الأمثل لوقت الفراغ وبالتالى ندعو لاستخدام أدوات وآليات جديدة لغرس القيم الدينية والحياتية الداعمة لاستقرار الأسرة وسلامة المجتمع.
■ أيضا كنت أتصور أن تتعمق البرامج السياسية فى عملية التغيير الناعم لحياة الأسرة فى الإسماعيلية وبورسعيد عن طريق تقديم خدمات وأماكندد جاذبة لحماية الأسرة من شرور الحياة.. وتتعرف على احتياجات المجتمعات الجديدة لنشر الثقافة السياسية التى تحمى المجتمع وتخلق صراعًا إيجابيًا بين الشباب لصالح المواطن والوطن.
مع الأسف.. لم أشهد إلا لقطات عن تفقد عبدالعزيز للمنشآت الرياضية والشبابية هدية السيسى والبلد لأهلنا فى بورسعيد والإسماعيلية.
تعالوا نتعلم إزاى نبنى بلدنا ومجتمعنا صح.. ونساند ونساعد.. التفرغ للخلافات وصناعة وترويج المشاكل يفقدنا طعم الحياة.