الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«متدين بطبعه»

«متدين بطبعه»






بعد  أحداث 11 سبتمبر 2001، وتعرضها  لمجموعة من الهجمات من أربع طائرات تم توجيهها لتصطدم ببرجى مركز التجارة الدولية بمنهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون).
وسقوط 2973 ضحية 24 مفقودا، إضافة لآلاف الجرحى والمصابين بأمراض جراء استنشاق دخان الحرائق والأبخرة السامة.
الأمريكيون، أطلقوا سؤالا فى غاية البساطة والأهمية، السؤال كان لماذا يكرهنا العالم؟
 ولم يقف الأمر عند حد التساؤلات، أو محاولة التبرير، فورا بدأت بيوت التفكير البحث عن إجابة وحلول.
مؤسسة زغبى إنترناشول للأبحاث واستطلاعات الرأى وجامعة ميريلاند الأمريكية على سبيل المثال أجرت استطلاعا فوجدت أن 9  من كل عشرة أشخاص عرب يكرهون أمريكا.
ما حدث فى أمريكا بعد 11 سبتمبر نحن فى أشد الحاجة إليه الآن، علينا أن نقف لنسأل عن حكاية «متدين بطبعه»
الشعب المتدين بطبعه، لم يجد غضاضة فى أن تكون وفاة راقصة هى المادة الأساسية والأعلى بحثا على الإنترنت.
الشعب المتدين بطبعه خرج منه أستاذ كلية الإعلام الذى يتحرش بطالباته ويساوم فقيرة على الشهادة لصالحه.
ولن أحدثك هنا عن كون مصر وشعبها التدين بطبعه، حصد المركز الثانى فى التحرش الجنسى بالنساء، فبحسب تقارير منظمات الدفاع عن حقوق المرأة العالمية فنسبة 64% من نساء وبنات مصر يتعرضن للتحرش والاعتداء الجنسى.
لا أريد أيضا أن أقول لكم إن المرتبة الأولى فى التحرش كانت من نصيب أفغانستان.
الشعب المتدين بطبعه أيضا يتاجر بالنساء، أرجوك لا تمط شفتيك ولا تستاء، نعم نتاجر بالنساء، فزواج القاصرات للأثرياء العرب هو سوق نخاسة كبيرة ومتاجرة بالنساء.
الشعب متدين بطبعه، نسبة المدمنين فيه وصلت إلى أرقام فلكية، واتفاقه على المخدرات أيضا بالمليارات.  
■ تحب أقول لك بالأرقام؟
ـ آخر إحصائية للجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء قالت إن نحو 19.6% من إجمالى السكان «15 سنة فأكثر» مدخنون.
وأن مشكلة تعاطى المخدرات تمس الأمن القومى والسلم المجتمعى ولا تقل أهمية عن خطورة مشكلة الإرهاب، خاصة بعدما وصل معدل الإدمان إلى 2,4% من السكان، ومعدل التعاطى إلى 10,4%، وهو ما يشكل ضعف المعدلات العالمية، إضافة إلى أن 80% من الجرائم غير المبررة تقع تحت تأثير تعاطى المخدرات مثل جرائم الاغتصاب.
■ هل نحن فعلا شعب متدين بطبعه؟
ـ لن أترك لكم الإجابة، سأقول لكم صراحة، نحن لسنا متدينين، لا نعرف عن الدين إلا الشكل.
■ وما العمل؟
ـ نحن فى أشد الحاجة إلى طرح نفس السؤال الأمريكى على أنفسنا.
لماذا يقال عنا شعب متدين بطبعه؟
وعلى بيوت التفكير، وعلماء النفس والاجتماع ورجال الدين «مسلمين ومسيحيين ويهوداً»، برعاية الدولة المصرية البحث عن إجابة، والبحث عن تصحيح لهذا المفهوم، وتقديم «روشتة» علاج حقيقية لحالة الانفصام التى نعيشها بين تدين شكلى وسلوكيات أبعد ما تكون عن الدين.