
ميادة أحمد
وداعاً حلوانى الدراما
رحل المبدع والكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن.. رحل أحد رموز الفكر والفن والثقافه فى مصر والعالم العربى.. خاض معركة الحياة بهدؤ.. ورحل بهدوء بعد صراع طويل ومرير مع المرض.
كل من اقترب منه أدرك ذلك البحر العميق بداخله والذى يموج بالإبداع.. وأدرك مدى صلابته وقوته فى مواجهة كل الصعوبات التى واجهته وكيف كان شامخا كالجبل لاينحنى للعواصف.
محفوظ عبدالرحمن ليس بكاتب فقط وإنما هو مؤرخ أجاد توثيق اﻻحداث والوقائع من خلال قالب فنى درامى رائع.
ولم يكن بمعزل ابدا عن قضايا الوطن وهمومه فقد عبر عنها من خلال أعماله المسرحية والسينمائية والتليفزيونية.
والتى أثرى بها الثقافة العربية والإنسانية على مدار ما يقرب من ستين عاما.
وكانت مسرحياته هى أيقونة المسرح العربى.. فقد عرضت فى جميع الدول العربية ومثلها فنانين محترفون وهواة من جميع الدول العربية.. كما شهدت دول الخليج العربى تألقه كمؤلف درامى قدم عشرات المسلسلات التليفزيونية قبل أن يعرفه جمهوره فى القاهرة.. وكان مسلسل العودة من المنفى هو أول مسلسل تليفزيونى يكتبه عن قصة أبو المعاطى أبو النجا عن حياة عبد الله النديم وكان المسلسل بالأبيض والأسود.. إلا أن المسئولين بالتليفزيون افترضوا أنه كاتب معارض وأنه ضد النظام الحاكم بعد رحيل عبد الناصر وهو ما جعلهم يتخذون موقفا ضده.. فمنعت أعماله واضطر إلى الهجرة خارج مصر وعرضت أعماله فى تليفزيونات دبى وتونس والكويت والسعودية وعدة بلاد أخرى.. وظلت أعماله ممنوعة فى التليفزيون المصرى 11 عاماً حتى عرض له مسلسل بوابة الحلوانى مصادفة.. وإستمر إبداعه مقدماً أم كلثوم.. وناصر 56.. وحليم.. وفى المسرح قدم بلقيس وغيرها من الأعمال والابداعات الدرامية.
وعلى الرغم من رحيل حلوانى الدراما الكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن اﻻ أن أعماله الفنية والأدبية والدرامية سوف تظل خالدة وسوف تعيش وتبقى فى وجدان المشاهدين فى مصر والوطن العربى.