الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«من قتل ريجينى»؟

«من قتل ريجينى»؟






72 ساعة، ويعود السفير الإيطالى إلى القاهرة بعد غياب امتد 16 شهرا.
إيطاليا سحبت سفيرها السابق من مصر، بعد مقتل الطالب جوليو ريجينى فى إبريل 2016.
ريجينى (28 عاماً) طالب الدراسات العليا فى جامعة كمبردج البريطانية اختفى فى القاهرة «25 يناير 2016»، وتم العثور  على جثته «3 فبراير» وعليها آثار تعذيب.
وزير الخارجية الإيطالية، أنجلينو ألفانو، اختار «جان باولو كانتينى» ليرأس  السفارة الإيطالية فى القاهرة، بداية من الخميس 14 سبتمبر، بالتوازى مع تسلم السفير المصرى الجديد فى روما «هشام بدر» مهامه الدبلوماسية بشكل رسمي.
عودة العلاقات مع إيطاليا لطبيعتها، لم يكن نجاحاً للدبلوماسية المصرية.
النجاح الحقيقى كان للقضاء المصرى وفريق النيابة المكلف بالتنسيق واطلاع روما على مجريات الأمور
القصور فى إدارة القاهرة  للأزمة فى  بدايتها، خصوصا أن الإعلام المصرى لعب دوراً مشبوهاً فى محاولة إلصاق التهمة والجريمة بمصر فضلا على نشطاء حاولوا استغلال القضية لتصفية حسابات على حساب الوطن ما ولد شكوكاً لدى الجانب الإيطالى، استغلتها أمريكا وبريطانيا، فى ضخ  معلومات كاذبة  لتوريط مصر، عملية ضخ المعلومات الكاذبة هذه استمرت حتى بعد الإعلان عن عودة السفير الايطالى، ففور الاعلان خرجت شخصيات محسوبة على إدارة الرئيس الأمريكى السابق اوباما لتعلن أن واشنطن لديها معلومات مؤكدة عن تورط الأمن المصرى فى قتل «ريجينى».
النجاح فى إدارة الأزمة بدأ من عند النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق وفريق النيابة العامة الذى تسلم القضية.
6 لقاءات متبادلة، كشف فيها الفريق المصرى الحقائق كاملة، اقتنع بعدها الجانب الإيطالى بأن الأمن المصرى ليست لديه دوافع لارتكاب الجريمة.
وكان من أهم ماكشفه أن «ريجينى» تم  العثور على أرقام لعناصر حركية بتنظيم  الاخوان فى مصر،على هاتفه..وأنه شارك فى تأسيس نقابة الباعة الجائلين «تتجاوز أعدادهم 6 ملايين»!
وكشفت أيضا نشاطه المتقاطع بشدة مع اهتمامات المخابرات البريطانية فى المنطقة، ما يرجح أكثر عملية تصفية مخابراتيه بعد اكتشاف أمر «ريجينى» خاصة وقبل اختفائه تقدم نقيب الباعة الجائلين ببلاغ ضده وأنه يتشكك فيه كونه يسأل عن العديد من أنشطة الباعة الجائلين بشكل يثير الريبة.
المعلومات الموثقة دفعت صحيفة «لاستامبا» الإيطالية للتساؤل عما إذا كان ريجينى  يعمل جاسوساً للمخابرات البريطانية.
وصحيفة «البيريماتو نوتيسيا» اتهمت صراحة بريطانيا بقتل ريجينى للوقيعة بين القاهرة وروما، حكومة ماتيو رينزى السابقة اتهمت كمبريدج بتعطيل التحقيقات، وإخفاء المعلومات.
إذن النجاح الكبير لفريق النيابة المصرى، كان السبب الرئيسى فى عودة العلاقات، وهو ماأكده البيان الصادر عن الخارجية الإيطالية الذى يبرر عودة السفير بتطور التعاون بين هيئتى التحقيق بشأن قضية ريجينى.
 ويبقى السؤال من قتل «ريجينى».. وهل تعنى عودة العلاقات الدبلوماسية المصرية، تقفيلاً للقضية؟
يقينى أن الايام القادمة ستشهد إعلان حقائق أخرى مثيرة فى القضية..وفى عمليات تصعيد من لندن وواشنطن لمحاولة توريط الجانب المصرى.