الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حوار طظ

حوار طظ






قبل سنوات، كان لى شرف أن أطلع قبل النشر فى «روزاليوسف»، على حوار المتميز الزميل سعيد شعيب مع مرشد جماعة الإخوان الإرهابية مهدى عاكف، الذى تطاول فيه على مصر والمصريين قائلا (طظ فى مصر).
يومها استدعانى الراحل الكبير الأستاذ عبدالله كمال، فى مكتبه.
أخرج شريطا صغيرا، من شرائط الكاسيت من درج مكتبه، وبعناية فائقة سلمه لى ومعه جهاز الكاسيت، وتيكست مكتوب للحوار.
وقبل أن أنطق قال لى (الشريط ده فيه ناس ممكن تدفع فيه ملايين).
شعرت بالخوف والرهبة، ضحك بصوته المجلجل عندما يكون رائقا، وقال أنا واثق فيك.
وأكمل: كل المطلوب منك تسمع الشريط وتقارن اللى فيه بالمكتوب، وتقولى متطابق ولا لأ.
وقبل أن أنطق، أزال دهشتى، الحوار أجراه الزميل سعيد شعيب مع مضلل الإخوان - هكذا كان يسميه - مهدى عاكف، وجرائد كتير رفضت تنشره، وبيشتم فيه مصر والمصريين، وقال (طظ فى مصر، والمسلم الماليزى أقرب لنا من القبطى المصرى، وماعندناش مانع مسلم ماليزى يحكمنا فى مصر) علشان كده بقول لك ممكن يندفع فيه ملايين.
المطلوب منك تتأكد أن الكلام ده فى الشريط، ولو فيه حاجة تانية مش مكتوبة وموجودة فى الشريط أو العكس بلغنى.
سمعت الشريط مرتين ووجدته متطابقا مع ما كتبه الزميل سعيد شعيب ولم يحذف منه سوى هجوم ضارٍ على عبدالناصر.
أبلغت الأستاذ عبدالله فاتصل بالزميل سعيد شعيب واستوضح سبب حذف جزء الهجوم على عبدالناصر، ثم أجازه للنشر.
الحوار بعدها أثار ضجة شديدة فى مصر والعالم العربى، ونقلت عدة صحف ومواقع وقنوات ما قاله المرشد عاكف.
تذكرت الموقف كاملا كشريط سينما بعد اعلان وفاة عاكف، وما كتبه حمدين صباحى ناعيا ومدافعا عن عاكف.
ضحكت لعلمى أن حمدين رفض نشر الحوار فى جريدته (الكرامة) بسبب هجوم عاكف على عبدالناصر.
تغيير المواقف ليس جديدا على حمدين صباحى.
لم أتعجب من موقفه ومواقف آخرين ينعونه من باب اذكروا محاسن موتاكم، ولا شماتة فى الموت، متناسين ما فعلوه ويفعلونه، من احتفالات لاغتيال وقتل من يدافعون عن الوطن، متناسين إشارة مرسى بالذبح فرحا باغتيال الشهيد المستشار هشام بركات.
وآخرون رأوها فرصة للنيل من الدولة المصرية، والرقص على جثة الوطن، بمزاعم أن الرجل كان فى أرذل العمر ويستحق عفوا صحيا، متناسين عفوا سابقا حصل عليه بتخفيف حكم إعدام وهو شاب، وخرج بعدها ليمارس نفس الأمر من قتل وتضليل.
لم يهتموا بكل من ضللهم عاكف وغيره، لم يهتموا بمن تيتموا وبمن ترملوا على يد جماعته، فقط وجدوها فرصة للهجوم على الدولة.