الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«مشيرة والعرابى»

«مشيرة والعرابى»






«حينما سعيت لشرف المنافسة على رئاسة اليونسكو، لم أكن أعلم أننى بصدد رحلة عظيمة إلى قلوب المصريين، غمرونى خلالها بالحب، منحونى شرف أن أكون مفردة فى دعواتهم، وجملة فى حديثهم عن الإنتماء، واسما مصحوبًا بكلمة مصر، أتوجه بخالص العرفان لكل يد ابتهلت بالدعاء، وكل عين لمعت بالحب، وكل كادح اقتطع من يومه لحظات لدعمى بروح العطف، وكل شيخ وشاب، فتى وفتاة من أبناء وطنى العظيم، تمتمت شفاههم بالدعاء، ورسمت أناملهم باقات من العرفان أعلقها الآن على جدران قلبى».
بهذه الكلمات بدأت وزيرة الأسرة والسكان السابقة السفيرة  مشيرة خطاب ، رسالتها الأولى بعد العودة من منافسات انتخابات اليونسكو.
المنافسة فى انتخابات اليونسكو، لم تكن شريفة، ولم تكن لتضيف إلى مشيرة خطاب الكثير، فالمناصب التى حصلت عليها كافية جدًا لتضعها على رأس سيدات خدمن العالم وليس مصر.
السفيرة مشيرة خطاب معروفة بقوتها وصلابتها ومواجهتها للمواقف بحسم وعادت من المنافسة مرفوعة الرأس.
 حققت نجاحات كبيرة خلال رحلة عملها الوزارى والدبلوماسى، ولها فضل كبير فى توطيد علاقات مصر مع مختلف بلدان الجنوب الأفريقى.
وتتمتع برصيد إنجازات متميز من العمل بالتعاون مع شركاء كثر بما فى ذلك مجموعة الدول المانحة، وقد أهلها هذا الرصيد كشخصية قادرة على الإنجاز فى حشد قدر معتبر من التمويل للعديد من المشروعات التى نفذتها فى مناطق تتعلق بالتعليم والثقافة.
المنافسة فى اليونسكو، يهمنى منها، ماقدمته لنا من نماذج مصرية قادرة على إدارة معركة انتخابية بهذا الحجم، كانت الرشاوى فيها هى الطريق الأمثل للوصول إلى نهاياتها.
وزير الخارجية الأسبق محمد العرابى، عضو مجلس النواب ورئيس لجنة العلاقات الخارجية  الحالى بالبرلمان قاد هذه المعركة بحنكة دبلوماسى خدم مصر فى سفاراتنا بالكويت ولندن وواشنطن وتل أبيب.
الرجل بهدوء مشهور به، وبذكاء ظل للحظة الأخيرة ممسكا بخيوط اللعبة، متحديا المليارات، والتربيطات المشبوهة، وظل حتى الأمتار الأخيرة رقمًا مهمًا فى المعادلة الانتخابية.
ففور ظهور نتائج الجولة الأولى، بدا جليًا أن بعض الدول فى إفريقيا لم تعط صوتها لمصر، وقتها قال الرجل بهدوء: المعركة لها شقان الأول يتعلق بكفاءة المرشح، والشق الثانى سياسى، الأمر يمكن تداركه عبر مفاوضات يقوم بها الوفد المصرى.
فى الجولتين الثانية والثالثة، كان واضحًا أن المفاوضات التى يقودها العرابى بحنكة شديدة تؤتى ثمارها فى النتائج، حتى عندما سخر البعض من كون المرشحة المصرية السفيرة مشيرة خطاب تحصل على صوت واحد أكثر فى الجولة التالية، كان العرابى أكثر هدوءًا.
وقبل الجولة الرابعة، أعلن المرشح الصينى «كيان تانج» انسحابه من الانتخابات دعما للمرشحة المصرية مشيرة خطاب.
 قرار الانسحاب من جانب الصين  جاء قبل دقائق من انطلاق الجولة الرابعة الحاسمة فى الانتخابات، وقالت إنه تأكيدًا على العلاقات القوية بين  البلدين، ولم يقل أحد أو يشر كيف تحرك السفير العرابى فى هذا الاتجاه المهم ليعطى للسفيرة مشيرة خطاب 5 أصوات إضافية تتساوى بها مع المرشحة الفرنسية.
حتى فى لحظات الحسم، كان الرجل له الكلمة النهائية، أين تذهب الأصوات ولمن ففازت المرشحة الفرنسية، أودرى أزولاي، برئاسة اليونسكو بـ 30 صوتاً.
معركة مهمة كانت لنا فيها الكلمة العليا، خاضتها مشيرة ومعها العرابى بشرف ونبل، دفع السفارة الفرنسية بالقاهرة، لتوجيه التحية للسفيرة مشيرة خطاب، مشيدة بحملتها خلال انتخابات مدير عام منطمة اليونسكو.
وقال السفير الفرنسى ستيفان روماتيه - فى تغريدة على موقع «تويتر»: «تحية لمشيرة خطاب بعد حملة انتخابية راقية ومهنية فى اليونسكو».