
كمال عامر
الرئيس.. وثورة فكرية جديدة
■ منتدى الشباب بشرم الشيخ 2017، محاولة لفتح مسار عالمى جديد لانطلاق الحركة الشبابية للدفع بالاطلاع على الاختلاط بمثيتلها بالعالم.. والوقوف على ما تشهده تلك العملية من تطورات تصب فى النهاية لخدمة الحركة الشبابية وأيضا المجتمع.
منذ أن دخلت رئاسة الجمهورية على خط مساعدة ومساندة الحركة الشبابية المصرية بتنظيم مؤتمرات الشباب فى شرم الشيخ، ثم الصعيد والإسكندرية، وقد لوحظ ضرورة فتح آفاق جديدة للمبدعين، خاصة بعد أن تم بلورة الأهداف والاقتراب من تحقيق ما تسعى إليه الدولة وهو تأهيل القيادات الشابة ممن تتوافر لديها عناصر للتمكين من المناصب.. وأعتقد أن مثل هذه العناصر وبعد التدريب والتجارب التى حصلوا عليها سواء بالمشاركة وبالتعمق فيما تعيشه وتواجهه الدولة من المواقف والأزمات والتنمية فى الحاضر والمستقبل، وأيضا بخلق آفاق جديدة تدفع الشاب بالتفكير المنطقى بحلول واقعية لمشاكلنا وقد جرى النقاش - كتجارب حقيقية - أمام أوسع قاعدة جماهيرية، مما يزيد من ثقة الشاب فى نفسه وبالتالى فيما يقدمه من أفكار بحلول المشاكل عامة.
الشباب المشاركون فى البرنامج الرئاسى لتأهيل لقيادة الدولة نجح فى مرحلته الأولى.. أصبح لدينا مجموعات من الشباب والشابات لديهم خبرة مميزة فى استيعاب الأصوات.. والتعامل معها.
وأعتقد أن دعوة شرائح مجتمعية ورسمية عالمية لحضور منتدى الشباب بشرم الشيخ أكتوبر 2017، يصب فى مصلحة الاطلاع على تجارب الآخرين والتطور فى العمل وأيضا علاقة الدولة بتلك الشرائح ودورها.. وأيضا ما هو المطلوب من تلك الفئة العمرية.
فى العالم ثورة شبابية.. تجديدات تضرب الحكومات.. والشباب يقود الأحزاب والحكومات.. وما زلنا هنا نبحث عن خط السير الذى يمكن من خلاله تحقيق هذه الظواهر لدينا فى مصر.
بالطبع تأخر وصول الشباب فى مصر للتمكين بالمناصب والحقائب الوزارية والقيادات الحزبية جزء منها يعود للمناخ العام واختلاط الأدوار وتداخلها بين الجهات المعنية، وأيضا قصور شخصى من هؤلاء وأعتقد أن تدخل الرئاسة المصرية فى هذا الشأن أمر يرجع إلى الإخفاق لكل صيغ التجارب السابقة وغياب تام لدور الأحزاب، والمعروف أن قيادات العالم فى الأنظمة المستقرة ديمقراطيا هم صناعة أحزاب.. ودورها هنا هو الكشف عن المواهب فى المجالات المختلفة ومنحها الفرصة.
لو دققنا فى المشهد العام نجد أن كل الأطراف فى مصر لا تملك الرغبة ولا الإرادة فى مواصلة مشوار العمل والوصول إلى نهايته والنتائج على الأرض تؤكد أن الأطراف الفاعلة فى هذه العملية كل جهة تعمل لوحدها وأشبه بالجزر المنعزلة كوزارات دون أدنى تنسيق إلا فى الشعارات والتصريحات الإعلامية وعدم النجاح هنا يؤكد أننا لا نعتمد على المظهرية وما زلنا..
وأرى أن دخول رئاسة الجمهورية ورعاية الرئيس السيسى لهذا النوع من التدريب هو بمثابة تغير نوعى فى جهود الرئيس امتد إلى سد الفراغ الذى تشهده الدولة ما بين قيادات ذات خبرة وجيل شاب تائه بين الوزارات والمسئولين ومجموعات سياسية تعانى وتأهيل قيادات بديلة ليس فى تفكيرها.
منتدى الشباب بشرم الشيخ 2017 نقلة فى الفكر.. وزيادة فى مساحة التفكير والتثقيف واختراق الخارج لمعرفة كيف يفكرون؟ وكيف حققوا لبلدانهم النهضة المتنوعة؟
ولأننى مؤمن بأن الحركة الشبابية فى مصر واعدة.. مثل غيرها من الإمكانيات الموجودة فى البلد.. وأؤمن بأن الشباب فى حاجة للانطلاق.. وهى أمور تزيد من ضرورة أن يبذل الشباب المزيد من الجهد لزيادة مساحة الرؤية.. والتفكير بما يتيح لهم رؤية أشمل وأعمق للمجتمع ومشاكله وبالتالى فى عملية البحث عن حلول للانطلاق.
«ابدع وانطلق».. شعار الثورة الجديدة التى يقودها السيسى.. وهى ثورة ناعمة وأراها أخطر وأصعب أنواع التغيير.. لأنها تعتمد على تغير رؤى وأفكار وتصحيح مفاهيم وزيادة استيعاب لما يدور حولنا.. بالطبع الثورات فى السياسة أو الاقتصاد أو فى النظم الاجتماعية.. محدودة ومعروفة ولها بداية ومعروف أو متوقع نهايتها.
تختلف هنا ثورة التغيير فى الأفكار التى تحدث مع شرعية تمثل شباب مصر، وفى محاولة لنشرها برغم أن قواعدها محددة بضرورة أن تكون هناك قواعد لمقومات يمكن التأسيس عليها لدى الشباب.. الدور هنا محدود فى الكشف عن الإبداع.. وكيفية البدء منه للوصول إلى تحقيق الأهداف.
نحن نراقب تجربة جديدة ومهمة فى حياة جيل يمثل 62٪ من المجتمع فرضتها ظروف داخلية وخارجية ملحة تتطلب من الدولة المصرية رعاية وعناية بتلك الشريحة وتقديم كل أنواع المساندة لتحقق ذاتها.. وإلا ندفع الثمن جميعا.. وأعتقد أن شباب مصر سينظم الحوار والنقاش داخل منتدى الشباب وأعتقد أن اختلاط التجارب أمر مهما وتبادل الأفكار والمعلومات يصب فى صالح عالم قوى يعمه الأمن والسلام.. خاصة أن الشباب هم وقود حركة العمل والبناء والتنمية وأيضا الهدم والتطرف.