تقييم الدعاة

لم يكن يتصور أحد أن يأتى يوم ويتم اتخاذ قرار جرىء مثل الذى اتخذه وزير الأوقاف د. محمد مختار جمعة حيث أعلن أنه يتم حاليا تقييم الدعاة وأدائهم وأنه لن يكون هناك أى عمل دعوى لغير المؤهل وإن كان من الدعاة أنفسهم المعينين من سنوات.
كلام وزير الأوقاف أعلنه فى آخر مؤتمر صحفى له الأسبوع الماضى حين أكد أن الوزارة ستقوم بتقييم جميع الدعاة على مستوى الجمهورية للتأكد من كفاءة جميع الائمة المنتسبين لها قائلا: مصرون على تقييم مستوى جميع الدعاة والاطمئنان على مستواهم ولن نسمح بقلة قليلة غير مؤهلة تسىء للدعاة.
الوزير اعتبر أن وجود داعية غير مؤهل وإن كان على قوة الدعوة من سنوات يعتبر تعديا على مجال الدعوة ولذلك كان قراره بأن يتم إعادة تأهيل الداعية غير المؤهل وإن تطلب الأمر استقدام قراء من قيادات القرّاء يحفظونه جزء «عمّ» من القرآن وبعض أمور الفقه ليستطيع إقامة الصلاة وتحويله إلى إمام قبلة يصلى بالناس ولا يخطب الجمعة.
اللافت فى الموضوع أن وزير الأوقاف أكد أنه حال فشل الإمام فى محاولات تأهيله يتم تحويله إلى موظف لأنه عبء على مصر والأزهر وعلى الأوقاف فى مصر والخارج.
على الجانب الآخر تتخذ الأوقاف سياسة الإثابة مع سياسة العقاب حيث سيتم دعم المتميزين الناجحين فى اختبارات تقييم المستوى أو أى اختبار للوزارة عن زملائه غير الناجحين، كما سيتم قصر العمل فى القوافل الدعوية وشركات البترول على الأئمة المتميزين والناجحين فى اختبارات التقييم وقصر العمل كذلك فى مقر الوزارة الجديد بالعاصمة الإدارية الجديدة والأعمال الكبرى على المتميزين.
وفى الحقيقة إن إعطاء مميزات مالية وإدارية للدعاة المتميزين برفع المكافآت وتقليل شروط سنوات الخبرة للسفر يعد حافزاً حقيقياً للدعاة فى أن يطوروا من أنفسهم وأن يخرجوا بالدعوة من حالة الجمود التى نعانى منها إلى حالة من التفاعل مع الناس ومشاكلهم وواقعهم.
وكلمة حق.. فإن تطوير الخطاب الدينى يبدأ بالداعية لأنه هو أساس هذا الخطاب، وبتميزه يمكن أن نحقق ما نرجوه من تجديد فى الدعوة والخطاب الدينى، أما استمرار وجود الضعفاء فى العمل الدعوى فقد يجرنا إلى نتائج لا تحمد عقباها، وأملنا أن يتم اتخاذ هذه السياسة «سياسة التقييم وإعادة التأهيل» فى جميع المجالات كى نستطيع بشكل عملى تحويل مسار الحياة فى مصر إلى نجاح مستمر بعيدا عن المجاملات والوسائط التى لا تأتى إلا بالضعفاء وغير المؤهلين.