الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اللعبة

اللعبة






الإحباط فى أبسط تعريفاته  «هو حالة نفسيّة تصيب الشخص نتيجة تعرّضه لمصاعب وضغوطات، يقف أمامها مكتوف الأيدى لا يحرّك ساكناً ولا يستطيع مواجهتها ممّا يصيبه بحالة من القلق، والتوتّر، والانهزام لشعوره بالعجز.
والإلهاء فى أبسط تعريفاته  بحسب كتيب « الأسلحة الصامتة لخوض حرب باردة « للمفكر الفلسطينى الأصل الأمريكى الجنسية  نعوم شومسكى، هى إلهاء الجماهير على الوصول إلى معلومات حول القضايا المهمة عن طريق وسائل الترفيه المختلفة.
الإحباط والإلهاء تجسدا بقوة شديدة فى الفترة الماضية بصور تبدو عفوية تم نشرها على نطاق واسع عبر فيسبوك.
الصور للناشطة إسراء عبدالفتاح بالمايوه.. الصور وجدها الكثيرون فرصة للتدليل على رأيهم فى 25 يناير.
ولم ينتبه الكثيرون إلى أن إسراء نفسها هى التى نشرتها على صفحتها الشخصية، ولم ننتبه إلى توقيت النشر، وأهميته وماذا يمكن أن تفعل مثل تلك الصور فى شباب يعانى حقيقة من عدم وجود فرص عمل، ومن صعوبات كثيرة.
لم ننتبه أن الفيسبوك.. هو الإعلام البديل، الذى يتم استخدامه فى  تصدير الطاقة السلبية للمجتمع، وذلك من خلال نشر بوستات سيئة أو صور تجبرك على التفكير فى تغيير  قناعاتك.
صور النشطاء «قبل و بعد».. أيام العوز و بعدما أصبحوا نشطاء، ومعظمها خارج مصر وعلى الشواطىء العالمية، تهدف لتوصيل رسالة معينة.
هذه الرسالة تقول «شايفين احنا فين وانتوا فين، شايفين احنا بقا معانا فلوس ومشهورين ومستمتعين بحياتنا ازاى، وانتم لسه زى ما انتم»
الرسالة تقول ضمنيا «اعملوا زينا، وانتوا هتلاقوا فلوس كتير وتتفسحوا وتعيشوا حياتكم بدل الفقر اللى انتم عايشين فيه»
خليكم ادفعوا  نص مرتبكم فواتير واقساط.. واحنا بنسافر ونتفسح ونعمل عمليات تجميل ونفوز بأحسن وظايف ونعيش فى افضل  أماكن فى  مصر..
هى دى اللعبة.. والهدف منها إنها تنفذ إلى أعماقك وتخليك تفكر.. «طيب وأنا»؟
الحقيقة لا أدرى لماذا الإصرار على تداول مثل هذه الصور والتعليق عليها ، ولماذا يظن البعض أن نشر هذه الصور دليل على الوطنية، وحب البلد ، لماذا الإصرار على العيش فى الماضى ومطاردة اسراء عبدالفتاح أوغيرها ومتابعة صورهم بهذا الشغف والنهم ؟!
ما الفائدة التى ستعم علينا من القول إن  إسراء  كانت من الناشطات وكانت ترتدى الحجاب، وتغير الحال، وانتقلت من الحجاب إلى المايوه.
دعونا من أن المايوه والحجاب حرية شخصية، وإسراء عبدالفتاح من حقها أن تعيش حياتها كما تريد، ولا أعتقد أن نشر صورتها بالمايوه  سيسىء لها – لاحظ أنها هى من وضعت الصور على صفحتها الشخصية – أيضا لابد أن ننتبه لتوقيت وضع الصور، وعلينا أن نسأل أنفسنا عن العلاقة بين الصور وما كتب عنها من فترة قصيرة فى مقال نشره رئيس منظمة هيومن رايتس .. وقوله إنها أجرت العديد من اللقاءات مع عدد من السياسيين فى أمريكا، فى محاولة لإعادة إنتاجها – إسراء – كفاعلة ومؤثرة فى المجتمع المصرى.
ارجوكم انتبهوا لما يحدث وارجوكم لا تنشروا صور إسراء ولا غيرها ولا تشجعوا على نشرها ،خليك يقظ للى بيحاولوا يدسوه جوا عقلك.