الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«ساويرس» والذين معه!

«ساويرس» والذين معه!






على ظهر الدبابات الأمريكية كان «ساويرس»  أول من دخل أرض العراق عقب الاحتلال الأمريكى لأراضيها، وقتها كانت شركاته قد انطلقت كأحد أغطية الاستعمار عندما أراد المحتل الأمريكى أن يسارع فى فرض بعض مظاهر المدنية تحت مزاعم إعادة الإعمار للتموية على المجتمع الدولى بوجود مظاهر المدنية لتبرير الاحتلال بزعم أن التدخل الأمريكى كان لصالح حياة أفضل للعراقيين.

نجيب ساويرس أحد سماسرة «الاستثمار فى الاستعمار» انطلق للإجهاز على ما تبقى من مظاهر الثروة فى جيوب العراقيين المنهكة، فلم يقدم مصنعا أو مدرسة أو مزرعة، بل سارع فى إنشاء أول شركة للهواتف المحمولة باسم «عراقنا» والتى باعت الخطوط، وقدمت الخدمة للعراقيين بأثمان مرتفعة نسبيا لتحقق أرباحًا مادية طائلة، فضلا عن إنشاء نظام اتصالات تحت سيطرة « السيستم الأمريكى».
عقب تثبيت أركان الاحتلال على أرض العراق استأنف الرجل مباشرة طريقه إلى وطنه منفذا لخطوات دقيقة ومحددة ومرسومة ليسارع فى تمويل أول «قاعدة صحفية أمريكية» على أرض بلاده، تلك الصحيفة التى أدت دورها المكثف كصانع ألعاب الأجهزة الأمريكية التى وجهت ركلاتها المتلاحقة نحو مرمى الوطن بلا هوادة.
تلك الصحيفة التى زارت مقرها وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت آنذاك، لتوجه رسالة للدولة المصرية مفادها: «الصحيفة ومن فيها تحت مظلة الحماية الأمريكية».
«ساويرس» الذى كان يمتلك شركة الاتصالات الشهيرة بعدما حصل على رخصتها بثمن بخس من الدولة ليراكم الثروات من خيرات بلاده بعد أن باع أصولها بأثمان باهظة لم يتأخر عن رد الجميل، عندما كشفت أجهزة الأمن المصرية عن أسماء المتهمين فى قضية تمرير المكالمات إلى إسرائيل بالتعاون والاشتراك مع الجاسوس الأردنى والمحكوم عليهم نهائيا عام ٢٠١٣ وهم:
■ إسكندر نبيل شلبى «رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية لخدمات المحمول موبينيل»
■ محمود جميل «مدير إدارة تصميم الشبكات والجودة بنفس الشركة»
■ طارق معتصم شاهين «مدير إدارة معايير الجودة بنفس الشركة»
■ فادى فريد» مهندس بإدارة مراقبة الجودة بنفس الشركة
هكذا كانت شركته غطاءً لعمل استخباراتى  لبعض موظفيه داخل الدولة المصرية، وقياسا لك أن تتخيل ما حجم الأعمال السفلية التى كانت شركاته غطاءً لها على أرض العراق؟ وهل له أن يخبرنا إذا كان يمتلك أسهما فى شركة الاتصالات الإسرائيلية أم لا؟!. «ساويرس» والذين معه، ممن انتفضوا دفاعا عن الفريق أحمد شفيق ظنا منهم أنه ربما كان سيوفر لهم مناخًا أكثر أمنًا لإعادة استغلال مقدرات وثروات الدولة فى ظل مناخ من الإقطاع السياسى لمراكمة الأموال، هل له أن يخبرنا لماذا نصب كمينا للفريق بمشاركة موظفة البريطانى يسرى فودة على شاشة قناة on tv التى كانت مملوكة له آنذاك، ولحساب مرشح الإخوان المتخابر حاليًا محمد العياط؟!، وهل لكل ذلك علاقة بتخفيض الضرائب عليه وتكليف مبعوث رئاسى باستقباله فى المطار بتكليف من العياط شخصيًا عندما سافر خارج البلاد غاضبًا عقب مطالبة النظام الإخوانى له بدفع ضرائبه؟!.، هل له أن يخبرنا لماذا انفردت القناة التى كان يملكها بتخصيص مكتب لها داخل مبنى الخارجية الأمريكية؟!
الملياردير الثائر «نجيب ساويرس» الذى لحق بركب ثورة الشباب بعد نزوله من سيارته «الفيرارى» ليصب لعنات غضبه على الشرطة المصرية بجميع الفضائيات، هل له أن يخبرنا عن سبب سعادته وتراقصه فى حفل خطوبة نجل مدير أمن القاهرة قبل يناير ٢٠١١، وهو الذى كان متهما فى قضية قتل المتظاهرين وحصل على البراءة، هل له أن يخبرنا عن سر سعادته وعدم انقطاعه عن الرقص طوال حفل الخطوبة بأحد قصور منيل شيحة؟!
«ساويرس» الذى بدأ فى ضرب قواعد الدولة المصرية مبكرًا هل له أن يخبرنا عن حجم تمويله المعلن للفيلم الهابط «ظاظا رئيس جمهورية» للتسفيه من هيبة المنصب الرفيع قبل ٢٠١١؟!.
هل لكل ذلك علاقة بالبروتوكول الذى وقعه خلال زيارته للدوحة فى غضون شهر يونيو ٢٠١٠؟!. هل يمكن للمهندس نجيب ساويرس أن يخبرنا بتفاصيل مأدبة الغداء التى أقامها للسفير الإسرائيلى إسحاق ليفانون خلال شهر يوليو ٢٠١٠ بمكتبه بأبراج «نايل سيتى» بكورنيش النيل؟!
لماذا لم يهتم بالرد على التقرير الذى نشرتة جريدة « روزنامة جناح «الباكستانية خلال شهر يونيو ٢٠١٠، والذى أشار إلى أن انتشار شبكات شركات الاتصال المملوكة للمذكور بدول العالم هدفه تقوية الاقتصاد الإسرائيلى، لماذا لم يهتم بالرد؟.
وهل لكل ذلك علاقة بحلقة برنامج «إسرائيل من الداخل» التى تم بثها على شاشة قناته يوم ٢٢ نوفمبر ٢٠٠٨ والتى استضاف خلالها طباخًا إسرائيليًا؟
ساويرس الذى ارتدى «تى شيرت» يحمل صورة خارجة تعبر عن «اتساقا فكريا» مع المرشح المحتمل خالد على الذى يتعرض للمحاكمة بسسب استخدامه لنفس الإشارة البذيئة المطبوعة على صدر ساويرس، إنما يمثل نموذج رأس حربة للوبى من رجال الأعمال لا يكف عن «توتير» أعصاب الدولة المصرية، كما يمثل خالد على لوبى من زاعمى الدفاع عن حقوق الإنسان للمشاركة فى الضغط على الدولة، كلاهما يوجه إشاراته البذيئة لوطنة مرتكزا إلى علاقاته وتواصلاته فى البيت الأبيض يستقوى بها على من يشاء وقتما يشاء.
لكن المشكلة لا تكمن فى «ساويرس» وحده بل وفى من حوله ممن عرفت أسعارهم فى أسواق النخاسة السياسية، إليهم نهدى هذا المقال فى انتظار انتفاضتهم دفاعا عن ولى نعمتهم ومشغلهم.

تتراكم الثروات لديهم ويتراكم رصيد الشرف لدينا، وما لدينا أبقى وأغنى لو يعلمون، فى لحظة فارقة كاد أن يضيع الوطن، وكنا نحن ـ ملح الأرض ـ نلتحف بترابه الثمين ونتغطى بسمائه، فلا دولة نملك تأشيرتها، ولا أموال نشترى بها جنسية وموطنًا.. باختصار هى أشياء لا تشترى!

[email protected]