الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«كوميكس»

«كوميكس»






المعلومات الخاطئة أو الناقصة تؤدى إلى تشويه فى العملية الفكرية، فيصل الفرد إلى نتائج خاطئة، وإما أن يظل ضحية التصور الخاطئ طوال الوقت أو يصل لمعلومات متضاربة فيصل به إلى حالة من التشوش بين المعلومات، ومع وجود فشل فى فهم الواقع وإدراكه يلجأ كثير من الناس إلى الإيمان بالأفكار الخاطئة بدلًا من البحث وإرهاق الذهن بين معلومات متضاربة.
كثير من الناس لا يبحثون عن الحقيقة قدر بحثهم عن «الكذبة» التى تسعدهم وتشعرهم بالرضا.
الكثيرون يلجأون إلى النكتة، تبسيط الأمور، الانشغال بتوافه الأمور، ومحاولة جرنا معهم لننشغل بالتافه والغث.
حالة التوهان والتشوش المعرفى، تبدو جلية مع كل انجاز تقدمه الدولة المصرية
الإنجازات تصيب البعض بحالة من فقدان التوازن، فيبدأ فى الدفاع عن نفسه أولا، وعن قناعاته حتى لو كانت خاطئة  بكذبة أو تصديق كذبة أو كوميكس على فيس بوك .
محاولات مستميتة لتضليل الآخرين..تشويه السمعة.. إثارة الكراهية.
نموذج حى أمامنا يوميا على الفيس بوك للجيل الرابع من الحروب، الجيل الرابع
الذى سمع عنه العالم فى عام  1989 من قِبل محللين أمريكيين وعرفها د. ماكس ج مانوارينج بأنها  «هى الحرب التى تقوم لإفشال الدولة وزعزعة استقرارها ثم فرض واقع جديد» إفشال الدولة بدون اطلاق رصاصة واحدة.. حضرتك وأنا.. جنود فى هذه الحرب، الكوميكس اللى أنت شايفه لطيف وبتضحك عليه، بيرسخ فى ذهنك فكرة معينة، بيرسخ فى عقلك أشياء مهمة بالنسبة لعدوك، التشويه والسخرية ومحاولة جرنا إلى مناطق خلافية دائما ليست صدفة، هذه حرب مدروسة بعناية شديدة.
حرب الهدف منها استهداف قطاعات محددة فى الدولة .
الهدف منها ليس تحطيم مؤسسة عسكرية و لكن إنهاكها وتآكلها ببطء وفى النهاية ينفذ عدوك ما يريد دون اطلاق رصاصة واحدة.
الهدف أن تصل إلى مرحلة الدولة الفاشلة.. وهى خطة طويلة المدى  تتم  بخطوات يتم تنفيذها ببطء شديد.. وباستخدام مواطنى الدولة نفسها.
يعنى حضرتك وأنت قاعد فى التكييف وبتشرب نسكافيه وبتدخن سيجارتك المستوردة وفاتح اللاب أو الكمبيوتر بتهزر وبتضحك وبتستخف دمك على جيشك أو دولتك، بتشارك فى حرب حقيقية.
حرب الهدف منها تفتيت مؤسسات الدولة بالكامل، وفرض واقع جديد على الأرض لخدمة مصالح العدو.
حرب  ليست نمطية كحروب الأجيال السابقة... شكل الصراع بيتغير.. الاعتماد الأكبر فى هذه الحرب على التقدم التكنولوجى.
وشوية بشوية يتم  تحويل الدولة المستهدفة من حالة الدولة الثابتة الى الحالة الهشة.
ساعتها فقط هتسقط وحدك، عدوك مش هيبقى محتاج حتى يدفعك لتسقط، وحدك ستترنح وتسقط وتنتهى فى هدوء، وغالبا ستكون مبتسمًا لغبائك الشديد.
أساليب هذه الحرب ليس الإرهاب وحده أو التظاهرات والمطالب الفئوية فقط، أساليبها الكوميكس والصفحات التى تستقطبك والتعليقات الساخرة والتى تدخلها أولا من باب «خليهم يتسلوا ويضحكوا».  
 صفحات  تستخدم الحرب النفسية المتطورة ومن خلال الإعلام والتلاعب النفسى ويساعدها  محطات فضائية تكذب وتقوم بتزوير الصور والحقائق.
حرب تستخدم  العملاء والخونة فى الدولة المخترقة وتسلط الأضواء عليهم ويتم  منحهم الجوائز العالمية ليتحركوا بسهولة.
الجوائز العالمية تعطى حصانة للشخص الحاصل عليها ويكون من السهل أن يتحرك داخل المجتمعات وتعطى له أيضا وضعًا أدبيًا.
الحروب المثالية للجيل الرابع تبدأ ولا يشعر بها أحد وتستخدم القوة الذكية التى تعتمد على التنوع الكبير والاستخدام الذكى للقوى الناعمة حتى تسقط الدولة ميتة.
الخلاصة.. حضرتك كمواطن لاعب أساسى ومهم جدا فى هذه الحرب، وعليك أن تختار فى أى جبهة تحارب.