الأحد 20 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الرئيس والمقاتلون الشجعان!

الرئيس والمقاتلون الشجعان!






ربما كان الوحيد الذى يؤمن تماما بأننا فى حالة حرب حقيقية وشاملة هو الرئيس السيسى نفسه وتتوقف مؤسسات عديدة عند حدود رد الفعل قبلت به وارتضته واستقر أداؤها على ذلك.. لذا، ومع احترامنا لجهود الدكتور طارق شوقى فى وزارة التعليم التى تولاها فى ظروف قاسية وتحتاج فترة طويلة لإصلاحها وإصلاح منظومة التعليم إلا أن ثورة - ثورة - ملموسة فى المناهج لم نرها.. خصوصا فى المتوارث من المواد التى لا تعالج بالشكل الصحيح التعامل مع الآخر.. مهما كان شكل الآخر وكينونته.. وحتى اللحظة لم نشهد ولم تشهد الوزارة أى ثورة - ثورة - لتطهير الوزارة من المتطرفين ممن تعج بهم هيئات تدريس المناهج فى كل محافظات مصر.. وأى مرور أو متابعة لصفحات البريد والشكاوى أو الصفحات المتخصصة فى التعليم  أو حتى الفضائيات لاكتشفنا كم الشكوى من مشاكل يومية مع متطرفين منخرطين فى العملية التعليمية لا يبثون فقط أفكارهم المتطرفة بل أيضا ينعكس سلوكهم العنيف على التلاميذ فى محاولات لإثبات الوجود أو فى تنفيس طبيعى عن عقد مزمنة أو إحساسهم الدائم بوجودهم فى معركة ضد الجميع!
بينما فى باقى المؤسسات تبدو الصورة مشابهة..لا وزارة الثقافة على ما تمنيناه وتوقعناه.. ولا وزارة الشباب.. رغم احترامنا لكل جهد تم الفترة الماضية..فلا وزارة الثقافة اعادت الاعتبار للهيئة العامة لقصور الثقافة وأفرعها بطول مصر وعرضها والتى انتظرنا عودتها إلى قمة نشاطها فى مجالاتها المختلفة من سينما ومسرح وأدب ورسم وفنون تشكيلية ولا وزارة الشباب استطاعت استنهاض طاقات الشباب فى ربوع مصر كما تمنينا أيضا.. بل صحيح فى كلتا الوزارتين أشارت لنشاط هنا وهناك.. إلا أنه ليس النشاط الذى يصل إلى حدود التعبئة العامة لطاقات الشباب والمثقفين فى حربنا الحالية ضد الإرهاب وضد التطرف!
وعلى هذا المعيار يمكن المرور بالتقييم السلبى على مؤسسات عديدة تركت مواجهة الإرهاب لأبطال الجيش والشرطة بينما تركنا ـ بسببهم ـ البيئة الحاضنة للتطرف كما هى فأصبحنا أمام مشهد مؤسف من أبطال يواجهون بشجاعة الإرهابيين والمجرمين بينما البيئة الحاضنة تقدم إرهابيين جددًا كل يوم!
عندما نضيف إلى كل ذلك عدم وجود حسم جذرى لأزمة تنقية التراث المعلقة بلا حل بالأزهر الشريف نكون أمام عبء كبير تتحمله القيادة السياسية ويتحمله معها أبطال الجيش والشرطة.. وهى معادلة لا يمكن استمرارها ولا قبولها من الأساس فى معركة تخص المجتمع كله وتعنى مصر كلها.. وهى معركة لا يجدى معها إلا أن تنتقل درجة المسئولية عند الرئيس السيسى إلى الجميع.. ويبقى مع الوطن ومع الرئيس ومع الشعب المصرى من يقدر على المعركة ومن يستطيع التعامل مع ما يخصه منها بروح المقاتلين الشجعان.. وروح المقاتلين الشجعان فقط!