الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«دين بسمة»

«دين بسمة»






 

لافرق بين هلال المئذنة وجرس الكنيسة، الكل بات مهددا.
الواقع ،لم نكن يوما غير مهددين «مسجد وكنيسة» فالإرهاب لاينتقى.
ننسى أن مصر فى حالة حرب، نذهب إلى عملنا ، نجلس على المقاهى، نتابع مهرجان القاهرة السينمائى، ندلى بأصواتنا فى انتخابات الأندية، نخطط للسفر فى إجازة نصف العام، نعيش فى أمان حقيقى.
هذا لاينفى أننا فى حالة حرب، وأن الإرهابى لن يرحمنا لو جاءته الفرصة، فلماذا نرحمه نحن ونعطيه الفرصة لعرض وجهة نظره!
لماذا قدمنا بأنفسنا سكاكين جديدة ليغرسها فى عقول أبنائنا وفى صدورهم عندما تحين له اللحظة المناسبة.
التعاطف مع الإرهابى جريمة، الحياد جريمة، الاكتفاء بمصمصة الشفايف، وقول ربنا يستر، جريمة.
305 شهداء، بينهم 27 طفلا و128 مصابا، ذهبوا لصلاة الجمعة فصعدوا إلى الجنة.
305 شهداء لم يؤثروا فى أستاذة بكلية العلوم جامعة القاهرة فراحت تسخر من العملية كلها.
استاذة بالجامعة – لانعرف دين أبوها إيه- لم تهتز للخبر، تعاطفها كان مع الإرهابى مسدل الشعر الذى ملأعيوننا وآذاننا بغث الكلام، ولم يجد من يرده.
الدكتورة بسمة  مصطفى سخرت مما حدث واتهمت الدولة بتدبيره.
 الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، أحالها، إلى التحقيق ووقفها عن العمل لمدة ثلاثة أشهر.
الدكتورة بسمة ليست حالة فردية، هى نموذج  قد يكون الارهابى ذو الشعر المسدل أثر فيهم، والأرجح هم أنفسهم ارهابيون من نوع آخر.
الإرهابى ليس من حمل السلاح فقط، الإرهابى من غرس فى رأسك أفكارا وروج لأفكار إرهابية، وساهم فى تبلد مشاعرنا، وعود أعيننا على الدم والغث.
المرة الأولى التى يتم فيها استهداف مسجد فى مصر، الارهابيون  فجروا عبوة ناسفة فى مسجد قرية الروضة شرق مدينة بئرالعبد، بشمال سيناء  وأطلقوا وابلاً من النيران تجاههم، والدكتورة بسمة ترى ذلك سرابا، وأن الدولة هى التى قتلت مواطنيها.
كم طالب وطالبة بكلية دار العلوم غرست الدكتورة بسمة سمومها فى رأسه على مدار سنوات؟!
كم طالب تتلمذ على يدها وأصبح الآن ارهابيا كبيرا؟!
كم طالبة تخرجت من تحت يديها وتربى لنا الآن ارهابيون جدد!
كم أستاذ فى جامعات مصر على دين الدكتورة بسمة ، يربى لنا الإرهابيين ؟!
الدكتورة بسمة ومن على شاكلتها يمهدون الأرض لما هو قادم ، فالعملية الارهابية  هى الأعنف فى مصر منذ ظهور الجماعات الإرهابية تسعينيات القرن الماضى.
العملية انتقال نوعى فى الأهداف، فهى  أول استهداف مباشر لتجمع يحوى مدنيين، ما يعنى أن التنظيم الإرهابى انتقل إلى مرحلة تكفير عموم الناس وإهدار دمائهم ، إذ كان يزعم فى بيانات سابقة له أنه يكفر عموم المسلمين دون أن يهدر دماءهم بحجة أعذارهم بالجهل.
ومن هنا تأتى خطورة الدكتورة بسمة وأخواتها فمن  المتوقع موجة إرهابية أكثر شراسة من الممكن أن تطولنا جميعاً.
فالدكتورة بسمة ومن على شاكلتها لايرون فى تفجير المساجد جريمة وبالتأكيد لم ينتقل تنظيم داعش الإرهابى إلى تلك المرحلة إلا بعد إعداد عناصر التنظيم- مسلحون ومن على شاكلة الدكتورة بسمة -  فقهياً لتلك المرحلة.
العناصر الإرهابية الأخيرة تسعى بقوة لنشر حالة من الخوف بين  أبناء سيناء فى محاولة لمنع حدوث أى تعاون بين المواطنين وقوات الأمن، وبث رسالة رعب أخرى لكل المصريين فى تكتيك هو شبيه بما حدث فى سوريا والعراق فى بداية ظهور داعش، وبالتأكيد الترويج لهذه الحالة على طريقة الدكتورة بسمة وأخواتها واخوانها سيكون له تأثير كبير فى الروح المعنوية المصرية.
فى المجمل، رغم بشاعة حادث استهداف مسجد الروضة إلا ان تلك العملية مجرد محاولة لإثبات الوجود.
نعم العملية الأخيرة تدخل فى نطاق «حلاوة الروح» واعلان مباشر عن مرحلة التراجع التى تعيشها التنظيمات الارهابية فى سيناء بعد الضربات الأمنية  المتتالية والتى نجحت فى القضاء على قيادات التنظيم، لكن علينا أن ننتبه أكثر لمن هم حولنا ويبثون سمومهم فى رؤس أبنائنا .