
ميادة أحمد
بعد الرحيل
رحلت شادية القلوب.. رحلت عن عالمنا ذات الصوت الذى عاش يشدو وسط أصوات أباطرة الغناء فى زمن الفن الأصيل.
رحلت الفنانه الكبيرة شادية بعد مسيرة فنيه قاربت على 40 عاماً قدمت من خلالها حوالى 112 فيلماً و10 مسلسلات إذاعية ومسرحية واحدة هى مسرحية ريا وسكينة التى حققت نجاحا منقطع النظير.
و لم تكن شادية مطربه تأسر القلوب بصوتها الرقيق الدافئ فقط.. وإنما كانت من أبرز نجمات السينما المصرية فهى إحدى المطربات التى نجحت فى مجال التمثيل واستطاعت أن تحقق قاعدة جماهيرية عريضه فى مصر والوطن العربى .
وعندما نسمع اسم شادية يأخذنا الحنين الى أغانى الحب والأمومة والوطن..وحينما نتذكر أفلامها تلوح فى مخيلتنا البنت المدللة والكادحة والفقيرة والغنية وكيف أدت كل هذه الشخصيات ببراعه .. حتى ان الكاتب الكبير نجيب محفوظ قال عنها لقد استطاعت شادية أن تعطى سطور رواياتى لحمًا ودما وشكلا مميزا.
إن شادية استحقت بحق لقب معبودة الجماهير . فقد كانت رمز للعطاء الفنى المتدفق .. وكانت مثالا يحتذى به فى احترام الفنان لذاته وقيمته الفنيه. حتى قرار اعتزالها للفن اختارته فى التوقيت المناسب وهى فى قمة مجدها لتحتفظ بصورتها التى رسخت فى اذهان جمهورها.
ولم تكن شادية الإنسانة أقل روعه من الفنانة.
فقد أجمع كل من عرفها عن قرب على أنها تمتاز بقدرة كبيرة على العطاء والوفاء اﻻنسانى وأنها كانت تمتلك قلبا حنونا للغاية .. وإنها كانت تشيع أجواء من البهجة والراحة من خلال خفة ظلها التى ﻻزمتها طوال حياتها.
لقد أحب الجمهور الفنانة شادية تنسم صوتها وعشق أدائها.. وبعد رحيل الفنانه الكبيرة شادية عن عالمنا بعد عمر يناهز 86 عاما وبعد صراع مع المرض سوف يظل صوتها يشدو داخل وجداننا.. فدائما مايعيش الفنان الحقيقى فى القلوب حتى ولو كان ذلك بعد الرحيل.