منتدى أطفال العالم فى الأقصر
حين يشارك عدة آلاف من شباب العالم فى تجمع هو الأول من نوعه فى مدينة السلام شرم الشيخ بسيناء، فإن مصر فى الحقيقة صارت محط أنظار كل تلك الدول التى أرسلت شبابها إلينا غير خائفة ولا عابئة وكلها ثقة أن مصر سوف تحمى هذا الشباب وسوف تحافظ عليه، فهذه الدول تعلم أن مدينة شرم الشيخ على مرمى حجر من العلميات التى يقودها الإرهاب الأسود فى شمال سيناء، وهى رسالة حاسمة من تلك الدول أنها تقدر الدور المصرى الكبير فى مكافحة هذا الإرهاب، وبالطبع لن يتوقف الأمر عند الرغبة فى الحديث معا، الذى هو بالطبع بداية الطريق الجاد لحوار مصرى عالمى بين شبابنا وشباب العالم، ومن المؤكد أنه ترك على أرض الواقع مجموعة من التفهمات والقناعات المحبة المستنيرة بين هذا الشباب جميعا، هذه التفهمات سوف تجد صداها بالطبع بين مجموعات أخرى سوف تكون دوائر مختلفة هنا وهناك فى بقاع مختلفة من العالم، لاشك أن النتائج ستكون عظيمة فى المستقبل القريب.
وحين كنت فى أحد البرامج التليفزيونية وكنت ذاهباً يومها لمناقشة كتاب مهم للأطفال تحت عنوان حكايات عربية، سألنى المذيع عن منتدى شباب العالم الذى بدأ ساعة الحوار، وجدتنى أفكر مباشرة فى أطفال العالم، وجدتنى أفكر فى المستقبل القريب/البعيد، وقلت له لماذا لا نقيم منتدى أطفال العالم؟.. رأيت أن البداية من هنا، من أطفال العالم الذين يجب أن يعرفوا الحقيقة جلية واضحة أمامهم وأن مصر دولة كبيرة ومتحضرة وليست مجرد جمل وأهرامات فقط، ولكنها دولة حديثة بها أشياء جديرة بالمشاهدة وحضارة ممتدة عبر العصور والأزمان، بها من كل بقاع العالم بعد أن امتصت كل رحيق الأمم حتى التى غزتها.
ماذا لو دعونا ثلاثة آلاف طفل من كل بقاع الدنيا، ليكونوا سفراء مصر فى كل مكان فى العالم، سوف نضع بذرة ستطرح ثمرة يانعة من المحبة والعشق لهذا الوطن، تخيل ماذا سيقول هذا الطفل لزملائه فى المدرسة عن مصر، تخيلوا مدى تأثير هؤلاء الأطفال الذين سوف يتحدثون كثيرا كل ساعة عن حضارتنا وتاريخنا، أعتقد أنهم سيكونون إعلانا متحركا سيسوق كثيرا لهذا البلد.
وأرى أن تشارك فى دعوة هؤلاء الأطفال كل الوزارات المعنية بالسياحة والثقافة والآثار والشباب والرياضة والتضامن والأوقاف والأزهر والكنيسة والمدارس الخاصة والدولية، والمؤسسات المصرية والعربية العاملة المهتمة بالطفل داخل الوطن، وكذا الشركات التى تنتج كل ما يهم الطفل، فلو كل مدرسة قدمت الدعوة لطفل واحد فقط واستضفته وتحملت تذكرة سفره لجاء إلينا أضعاف هذا العدد، وعلينا أن نكون مستعدين لهذا الحدث بترجمة أدب وفنون الطفل المصرى والعربى ليقدم لهؤلاء الأطفال ليكون رسالة دائمة الرسوخ داخل عقل ووجدان الطفل الزائر لنا.
وأرى أنه حين نفعل ذلك فإننا سنضمن قلوبا بيضاء شفافة لم تفلح السياسة أو غيرها فى غسل مخها طويلا، وسوف نجنى ثمار ذلك فى المستقبل،فمن زار مصر وتربى فيها وتنسم هواءها وشرب من نيلها وزارها سيعود إليها ثانية.
أدعو الرئاسة أن تفكر فى هذا المشروع وتتبناه بعد دراسته، وأن تكون الأقصر هى المحطة التى يصل إليها الأطفال وأن يكون التوقيت أثناء حدث كبير مثل تعامد الشمس مثلا على وجه رمسيس، ومن الممكن أن ندعو شركات إعلانية عالمية كبرى لتتحمل نفقات نقل واستضافة هؤلاء الأطفال من خلال مزايدة عالمية لذلك، أتوقع أن نجد مفاجآت سارة لمنتدى أطفال العالم فى الأقصر، دعونا نحلم بغد أفضل.