الإثنين 12 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الشباب.. الاتجاه عربياً أولاً

الشباب.. الاتجاه عربياً أولاً






■ الحركة الشبابية العربية تعانى من الانقسام.. ليس هناك أى تنسيق فيما بينها.. وكل جهود تبذل بشأنها فى البلدان العربية تبقى شأنا داخليا.

فى مصر جهود رئاسية تقودها مؤسسة الرئاسة من أجل تأهيل وتمكين الشباب.. وتابعنا نقطة الانطلاق من شرم الشيخ، حيث احتضنت أول ظهور علنى لتلك الجهود فى المؤتمر الوطنى للشباب.. «ابدع» و«انطلق».. وما زالت الجهود مبذولة فى هذا الشأن، حيث تعمل اللجان بكامل قوتها لتحقيق رؤيتها مع المختارين من الشباب.. وقد شهدت شرم الشيخ أيضا نقطة تحول فى آليات العمل للوصول إلى مزيد من التفتح العقلى بالخروج من الاهتمام بالشأن المصرى إلى قضايا العالم.. وكان المنتدى الدولى لشباب العالم نقطة البدء فى هذا الاتجاه على الأقل يتعلم الشاب فى مصر أن قضايا بلده لم تعد حلولها من داخل الحدود.. لأن العالم أجمع قرية صغيرة ومن ضمن مصوغات التأهيل الإلمام بمشاكل العالم على الأقل للبحث فى توحيد الرؤى وإحداث التفاهم نحو قضايا يعانى الجميع منها.
■ فى السعودية ينتهجون نفس السيناريو وفى الإمارات اهتمام بالشباب بتنظيم المؤتمرات والحوارات وبالطبع فى بلدان أخرى.. لكن الملاحظ أن كل بلد عربى تجربته فى هذا الشأن والتى يحققها بعيدا عن الحركة الشبابية العربية.. وفى ظل وجود عوامل مشتركة مؤثرة أو محفزة أو محبطة تواجه عالمنا العربى وتعطل التنمية بشكل عام ولو حصرناها فى الإرهاب.. التطرف.. الأخطار الخارجة التى تحاصرنا.. تهديدات داخلية من مجموعات ذات ولاء للخارج.. حقوق الإنسان وكيفية التلاعب بهذا الملف من الدوائر الدولية التى تديره!
■ لدى عالمنا العربى أخطار تهدد وحدة الدولة.. تجار فتنة.. وأطماع من دول محيطة.. ودوائر مخابراتية تشعل الحرب بين الدول العربية وداخلها وسيناريوهات تخريب تحت اسم الإرهاب وتعرض أمن الدول العربية للخطر.
بالطبع هذه الملفات عادة ما تجدها مكررة على موائد الحوار الرسمية فى الدول العربية.. بالتالى من باب أولى أن يكون هناك انتباه بالتنسيق بين الحركات الشبابية فى الدول العربية لإيجاد قاعدة انطلاق مشتركة نحو توحيد الرؤى.. وتفهم الواقع والبحث عن حلول لتلك الملفات وتبادل الآراء للوصول إلى نقطة انطلاق مشتركة.
الاتجاه إلى العالم أمر مهم.. والتنسيق بين الحركة الشبابية هنا وهناك مع مثيلتها فى الخارج ضرورة وعلينا كعرب أن ننظر لمحيطنا العربى أولا.. ثم ننطلق نحو الآخرين.
■ بمعنى أدق.. هناك ضرورة على التنسيق عربيا بين الحركات الشبابية داخل العالم العربى لتوحيد التوجه كنقطة انطلاق فيما لو أننا نرغب بالفعل فى استكمال حلقات التأهيل وخلق شاب ملم بمشاكل بلده وعالمه العربى ثم العالم.
إذا على القائمين على الحركات الشبابية فى العالم العربى أن يبدأوا فى إعادة ترتيب الأوراق بالبدء فى التنسيق والاتجاه عربيا.
ليس من المعقول أن تعانى مصر، السعودية، ليبيا، لبنان، العراق وسوريا واليمن من الإرهاب ولا نبحث عن أوراق مشتركة يمكن تبنيها بشأن عملية تجفيف مصادره.. وكيفية المعالجة والبحث عن أبيات لتعطيل منصة التأييد الإعلامى والمعنوى والمالى لهؤلاء المتطرفين وكشف الغطاء الممنوح للإرهابيين أياً كان صاحبه.
■ بلداننا العربية تعانى من مشاكل وهموم مشتركة.. ومعظم أسباب التطرف وتعطيل التنمية متشابهة.
ولدينا أيضا تشابه بل وتطابق فى ما نعانيه من تهديدات عالمية ترغب فى تمزيق أراضينا وتكدير السلام والأمن فى المنطقة.. لدينا تشابه فى الهموم التى تهددنا.. والمعاناة التى تواجهنا خلال سيرنا لتحقيق ما يسمى بالتنمية المستدامة.
على الحركات الشبابية فى العالم العربى أن تبحث بنفسها عن أسباب تأخرنا فى إعلان الوحدة بين البلدان العربية؟! ولماذا تعطل بإعلان التكتل الاقتصادى العربي.
على الحركات الشبابية فى العالم العربى أن تبحث أيضا عن سبل الخروج من المأزق الذى يواجهنا برفض كبار العالم لقوتنا.. وبالتالى قيام تلك الجهات بتدبير المؤامرات والمواقف لاستنزاف الموارد والزمن وكيفية معالجة هذا الملف.
■ إنهم لا يريدون لنا الاستقرار.. ولا القوة.. ولا العيش فى سلام.
إنهم مزدوجو المعايير يؤيدون الحرب على الإرهاب فى العلن حماية لحكوماتهم من غضب الشارع ويقدمون كل أنواع المساعدة والمساندة للإرهابيين سرا.. إنهم دوائر الشر فى العالم تحت اسم دول أو مخابرات أو غيرها.. تلك عناوين لوظائف وسياسة دول تتحكم فى خط سير الدول وبالتالى تعمل وبكل الطرق لتقويض ما تحققه.
الشباب هم الحاضر والمستقبل. نعم.. وعلينا لاستكمال عملية التأهيل لهذه الشرعية للتمكين بالعمل والمناصب فى الدول العربية.. علينا هنا أن نضع أمامهم على طاولة الحوار واقعنا العربى للتدقيق فى أحواله.. وليكن هذا الآن كأولوية لتكتمل لديه الصورة أو على الأقل ليعلم أين نقف؟ وإلى أين نذهب؟
■ الاطلاع على مشاكل العالم من جانب الحركات الشبابية العربية خطوة مهمة وملحة ومفيدة ولكن يجب أن نستكمل معها حلقة الاطلاع ومناقشة القضايا التى تشغل عالمنا العربي.. من خلال توحيد الحركات الشبابية فيها لتصل إلى توحيد وجهات النظر والأفكار بشأن الأخطار التى تهدد مجتمعاتنا وتضعف قوتنا.. أمر ضرورى وعلى القائمين على تلك المشاريع الانتباه بضرورة غرس هذا الاهتمام ولفت النظر إليه.. إذا ما كنا نعمل لهم حماية للمستقبل وإلا نكون هنا قد تخطينا نقطة فى غاية الأهمية بشأن عملية التأهيل وعدم الاهتمام بها يضر ويهدد نقطة الانطلاق.
لدى اعتقاد بأن الموجهين للحركات الشبابية فى عالمنا العربى يتعاملون على أن شباب العرب مطلع على واقعه من خلال معايشة يومية لإعلام وحوارات السياسيين وتصريحات وأفكار متشددة منهم تعليقا على كل ما يحدث.. لكن فى نظرى أن نستمع بأنفسنا لما يقوله أصحاب تلك البلدان.. مثلا عما يحدث للبنان.. الموقف فى اليمن.. التهديدات للخليج.. العراق والطائفية.. كيف ننظر لافتتان شباب المغرب العربى بفرنسا.. قضايا ليبيا والخروج من المأزق.. السودان والحروب وجنوب السودان والانقسام.. مصر والإرهاب.. سوريا بين السنة والشيعة.. السعودية والإمارات والبحرين.. دول تقود الاستقرار وترفض التدخل فى شئونها من إيران أو غيرها.
■ أمور يجب أن نستمع من الذين يعيشون فيها بالطبع رسالتهم ستكون أكثر مصداقية.. خاصة أن هناك ضرورة أن نتبادل هنا الرأى حول مشاكل عالمنا العربى وهمومه والتوصل لوجهات نظر مقربة يمكن أن ننطلق بعدها.