الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الوقاية من التطرف

الوقاية من التطرف






لا شك أننا فى حاجة ماسة وملحة إلى بناء سياج فكرى حصين لوقاية شبابنا ومجتمعاتنا وأوطاننا والعالم من الفكر المتطرف.
 ولكى تؤتى استراتيجية مكافحة التطرف أكلها ينبغى أن تقوم على محورين أساس: الأول: تفكيك الفكر المتطرف ودحض أباطيل المتطرفين وتفنيد حججهم والعمل على نشر قيم التسامح ، وتأصيل العيش المشترك، وترسيخ أسس المواطنة المتكافئة، وتعميق روح الانتماء الوطنى،  وبيان مشروعية الدولة الوطنية،  وحتمية الاصطفاف الوطنى للقضاء على الإرهاب والفكر المتطرف.
   أما المحور الثانى والأهم من استراتيجية المواجهة، فيقوم على ثلاث ركائز، الأولى: حسن تدريب وتأهيل العاملين فى الحقل الدعوى من خلال برامج تدريبية للأئمة تدريبًا علميًّا نوعيًّا تراكميًّا مستمرا بمستويات متعددة منها المستوى الخاص بتجديد الخطاب الدينى الذى انتقينا له نخبة من أفضل الأئمة ما بين حاصل على الماجستير أو الدكتوراه مع إجادة عدد غير قليل منهم لإحدى اللغات لأجنبية، وقد أعددنا لهم برنامجًا تدريبيًّا راقيًّا ومتميزًا يتكون من نحو ثمانمائة ساعة تدريبية يدرس فيه هؤلاء الأئمة إلى جانب علوم الدين واللغة وعلوم النفس والاجتماع والجمال، ومفاهيم الأمن القومى، والمدارس الفكرية والفلسفية قديما وحديثًا، إضافة إلى دراسة جادة لإحدى اللغات الأجنبية، وآليات التواصل الإعلامى والإلكترونى.
أما الركيزة الثانية : فتقوم على تفعيل استراتيجية التواصل المباشر والحوار والإقناع والاقتناع، من خلال تكثيف الندوات والدروس واللقاءات الحوارية المفتوحة مع طلاب الجامعات، وطلاب المدارس، والنوادى الرياضية والاجتماعية، والمصانع، وقصور الثقافة، وأن يعود للمسجد دوره الاجتماعى، بحيث يتفاعل السادة الأئمة تفاعلاً مباشرًا مع الناس فى مناسباتهم الاجتماعية، والإسهام فى حل مشاكلهم والرد على استفساراتهم مع العمل الجاد والدءوب المستمر لتصحيح المفاهيم المغلوطة والرد على شبهات المتطرفين فى النجوع والقرى.
وأما الركيزة الثالثة: فتقوم وتبنى على مشروع فكرى ضخم يعمد إلى إعادة نظر شاملة وعامة وغير انتقائية لكل جوانب تراثنا العلمى والفكرى بما يتناسب مع طبيعة العصر ويراعى مستجداته فى ضوء الحفاظ على الثوابت التى لا تقبل ولا نقبل المساس بها، وفى إطار المقاصد العامة للتشريع، وهو ما نعد له ونسأل الله أن يوفقنا وفريق العمل العلمى لإنجازه، أو فتح بابه وكسر حاجز الاقتراب من هذا العمل الضخم، وإطلاق أولى أعماله، فمن سار على الدرب وصل وسنصل بإذن الله تعالى.
 وإذا أردت أن تحمى أبناءك وأهلك وذويك من أن تتخطفهم أيدى الإرهابيين، فيجب عليك أن تراقب سلوك من يعنيك أمره على النحو التالى:
النظر فى أحوال أصحابه وأصدقائه ومرافقيه، ومن يترددون عليه أو يتردد هو عليهم، فإن كانوا محسوبين على أيٍّ من جماعات الإسلام السياسى أو من يُعرفون بالانحراف عن طريق الجادَّة، أو أعمال البلطجة أو المشبوهين، أو وجدته يميل إلى الاجتماعات السرية، أو أخذ الغموض يبدو على تحركاته، فعليك أن تحسن مراقبته حتى تقف على حقيقة أمره ، وأن تنقذه من براثن الإرهاب قبل فوات الأوان .
  وإن وجدت شيئا من الثراء أو السعة غير الطبيعية أو تغيرا فى طريقة الإنفاق الزائد الذى لا يعد طبيعيا، فعليك أن تنقّب وأن تبحث فى مصدر هذه الأموال.
  وإن كان ابنك يتغيب عن البيت تغيبًا غير معهود من قبل ، وبخاصة إذا تضمن غيابه مبيتا أو خروجا فى أوقات غير طبيعية، فعليك أن تعرف أين ذهب؟ ومع من ؟ وماذا يصنع فى غيابه ؟ وفى هذه الأوقات التى يتغيب فيها بطريقة مريبة أو مقلقة.
 وإذا وجدت تغيرًا طارئا ومفاجئا فى سلوكياته وتصرفاته سلبا أو إيجابا ، فعليك أن تبحث فى أسباب هذا التغير.
وإذا وجدت  الولد قد أخذ يكذب ويتمادى  فى الكذب ، فاعلم أن عدوى هذه الجماعات التى تستحل الكذب وتؤمن بأن الغاية تبرر الوسيلة الوسيلة قد انتقلت إليه.
   كما يجب عليك أن تقترب من أبنائك وأن تناقشهم فى الأمور العامة على أن يكون نقاشك هادئا وهادفا واستكشافيا، وأن تعطيه الفرصة الكاملة ليعبر عن رأيه دون قهر أو كبت أو حجر على رأيه، وأن تتحمل منه تحمل الصديق لصديقه أو الخادم لمخدومه حتى تصل من خلال الحوار العاقل معه إلى ما تريد، حرصا عليه، وحبًا له، وأداء لواجبك تجاهه.
 كما يجب عليك أن تكشف لهم عن حقيقة الجماعات والتنظيمات الإرهابية التى لا تؤمن بوطن ولا دولة وطنية، وأنها لا تخدم سوى أعداء الدين والوطن، وأنهم عملاء لمن يمولونهم، خونة لدينهم وأوطانهم، يستخدمهم أعداؤنا لإضعاف أمتنا وتمزيقها وتفتيت كيانها من جهة، وتشويه الوجه الحضارى النقى السمح لديننا الحنيف من جهة أخرى.