
احمد رفعت
الحقراء !
لم يتوقفوا عن اجتهادات بذلوا فيها طاقة غباء هائلة فى تفسير وتأويل المقصود بصفقة القرن رغم أنهم أكثر الداعمين لفكرة ابقاء سيناء تحت الخطر بما يقدمونه من دعم لإعلام المؤامرة على البلد الذى يحملون جنسيته.. وعندما رأوا مصر تبذل جهدًا كبيرًا لترتيب البيت الفلسطينى انتفضوا للدفاع عن مصالح مموليهم الخاسرين فى معركة النفوذ داخل غزة وقد خسروها جميعًا وصاروا خارج اللعبة وخارج غزة كلها.. إلا ان آفاق معركة أخرى اهداها لهم ترامب بإعلانه نقل سفارته إلى القدس الشريف فراحوا يصرخون ويتساءلون اين مصر !! وحدها مصر التى يبحثون عنها !! الإلحاح الدائم فى اذهانهم المريضة بتوريط مصر فى اى نزاع أو صراع هم يعلمون انه سيؤدى بطبيعة الحال إلى وقف التنمية التى تجرى الآن بل وسنخرج منها بأعباء ديون لا قدرة لنا على حملها ونحن فى غنى عنها اصلا!
ومصر التى تعرف أين تقف وتعرف واجباتها والتزاماتها دون توجيه أو تذكرة من أحد تقود بنفسها معركة الدفاع عن المقدسات بمجلس الأمن .. وتتحدى الثور الأمريكى الهائج ويخوض مندوبنا الشجاع عمرو أبو العطا معركة أخرى ضد الغرور الامريكى وكانت المعركة كبيرة بدأت قبل أيام من الجلسة التى رأيناها على الهواء ..إلا أن ذلك لم يعجبهم لانه فى الاصل لم يعجب من يأمرهم ويحركهم فاتهموا البلد الذى يحملون جنسيته ويعيشون على ارضه وتحت سمائه بالالتفاف حول قضية القدس وتعمد عدم اتهام ترامب فى مشروع القرار واننا لو كنا اتهمناه ـ كما يقولون ـ لكان ذلك يمنع أمريكا من التصويت!!
جهل لا مثيل له بميثاق الأمم المتحدة وبالامم المتحدة ذاتها فلا هذا حقيقى ولا ذلك هو تفسير نص المادة 27 ولا تجارب العالم السابقة تقول ذلك.. نحن انفسنا وقف أمامنا الفيتو البريطانى الفرنسى فى العدوان الثلاثى ووقف الفيتو البريطانى أمام الأرجنتين فى حرب جزر فوكلاند ويقف ومنذ سنوات الفيتو الروسى كل حين دفاعًا عن سوريا ضد المؤامرة الأمريكية وبعملائها الإرهابيين !! ومع ذلك لم ينتبهوا لذلك مرة واحدة!
وأخيرًا.. ينتقل المشروع المصرى بصياغته وتوجهه وشحمه ولحمه من مجلس الأمن إلى الجمعية العامة وكان لابد له لمن يحمله إلى الجمعية العامة فكانت تركيا بصفتها رئيس منظمة التعاون الإسلامى وكان اليمن الشقيق باعتباره رئيسًا للمجموعة العربية الآن.. إلا انهم يصطادون فى أى ماء عكر ليحاولوا التقليل من دور مصر فى المعركة الثانية بالجمعية العامة!
هؤلاء الحقراء ممن ينتمون لتيارات وأحزاب غير الإخوان.. هم أحقر من الإخوان..لأنهم ارتضوا وقبلوا ان يكونوا عملاء فى يد أحقر جماعة عرفها التاريخ والتى هى بنفسها ارتضت بالعمالة لأحقر أعداء مصر فى تاريخها كله..على يدهم تأسسوا ومن أموالهم تمولوا وعلى يد الشعب المصرى بإن الله هزيمة الجميع!