الأحد 20 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فشير وفرقته!

فشير وفرقته!






بينما دموع كل ـ كل ـ ضحايا الارهاب المتفجر فى مصر بشكله الحالى قبل عدة سنوات لم تجف..وبينما دماء ضحايا مسجد الروضة لم تتم رفعها او ازالتها من مكان الحادث.. وبيما المطالب تتصاعد تطاب بالقصاص مرة وبسرعة الفصل فى القضايا من جانب..وبينما مطالب أخرى تدعو الى اللجوء الى المحاكم العسكرية كحل مناسب لسرعة انجاز الاعداد الكبيرة من قضايا الارهاب ولتبرد قلوب جريحة ومكلومة.. بينما كل ذلك يحدث نجد الكاتب عز الدين شكرى فشير يسير فى الاتجاه المعاكس تمامًا ويطالب الرئيس السيسى بالتدخل لوقف أحكام الاعدام فى قضايا الارهاب!! بل يحمله المسئولية باعتباره المسئول عن ذلك ويذكره بصلاحياته الدستورية والقانونية الممنوحة لسيادته وتسمح له بذلك!
فشير لم يفته التشكيك فى المحاكمات الجارية والتى جرت بل يلمح إلى احتماية عدم دقة الاتهامات ذاتها ثم يدهشنا ليصل إلى أبعد مما تخيلنا ويحمل الرئيس السيسى ما أسماه حرمة «الدماء البريئة» التى قد تذهب ظلمًا إن «تقاعس» فيما يطالبه به!
اول سؤال يمكن ان يتبادر الى ذهن أصغر قارئ هو بعيدًا عن الأسئلة التليدية مثل وأين الثأر للشهداء ومن يحصل على حقوق الأيتام والارامل والثكالى هو: هل فشير لا يعرف ان مقاله يصدم عموم المصريين ؟ مسلميهم قبل أقباطهم؟ ام لا يعرف؟ واى قارئ بسيط سيجيب على الفور انه يعرف..اذن لماذا كتب فشير المقال ؟ وعن اى شعب او جماهير أو فئة أو جماعة يعبر يا ترى ؟ وأين ذهبت تحذيرات فشير ورفاقه ـ فى الاتجاه السياسى نفسه ـ من التدخل فى احكام القضاء؟ ولا تغول السلطة التنفيذية على القضائية؟ وهكذا يمكننا ببساطة طرح عشرات الأسئلة وكلها تقريبًا بلا إجابات انما المفاجأة الكبرى ان تكون الفكره ذاتها محل تناول عند اكثر من كاتب بل على مواقع التواصل الاجتماعى وكأن بركات السيد فشير حلت فى غيره وبلغ تأثيره مبلغًا خياليًا تدفع مجموعة من الأفراد إلى الصدام مع الشعب كله!
الآن.. وبعيدًا عن الاسئلة الساخرة الحائرة تفرض الأسئلة الجادة نفسها: لماذا الآن هذا الطرح؟ وما الهدف من محاولة ارباك المشهد فى مصر خصوصًا فى ملف المواجهة مع الارهاب؟ وهل بلغ البعض هذا الحد من التجرؤ للصدام مع دماء الاف الشهداء لهم حق القصاص بالشرع كما بالقانون؟ ولماذا هذا الدفاع المتقدم الذى يتجاوز فكرة انتقاد المحاكم العسكرية إلى ابطال مفعول المحاكم والمحاكمات المدنية ذاتها؟ وكيف تم هذا التناغم بين فشير وآخرين؟ وكيف ولماذا يدعون هكذا الرئيس السيسى الى التنازل عن حقوق كل هؤلاء؟ وكيف تجرأوا لدعوة الرئيس للتنازل عن حقوق هؤلاء ؟ وما علاقة ذلك بسعى الكونجرس لدس أنفه فى الشأن المصرى؟
ما سبق عزيزى القارئ ليست اسئلة ..انما كانت اجابات واضحة وكاشفة عن فشير وفرقته حتى لو انتهت بعلامات الاستفهام!