الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
دولة جديدة

دولة جديدة






عشر سنوات بالتمام والكمال تمر هذه الأيام أعاود بعدها الكتابة فى  يومية «روزاليوسف» وهى مازالت فى ريعان شبابها وقوة طموحها لتلعب دورا مهما فى الوطن والوسط الصحفى.
مرت الشهور والسنون وتغيرت الاجواء وتبدلت المواقف لكن ظلت يومية «روزاليوسف» على عهدها عصية على الزمن متمسكة بولائها للدولة الوطنية مهما واجهت من تحديات.
منذ نجح الراحل الصديق عبدالله كمال فى إعادة إصدار الجريدة وتحول بها من حلم الى واقع حقيقى وحتى الآن ظلت الصحيفة رغم تبدل المناخ والظروف السياسية مشتبكة مع قضايا الوطن بعنف وشراسة، وأن اختلفت الآراء فى التقييم إلا أن الدافع وطنيا خالصا.
اليوم تعود الصحيفة فى ثوب جديد وانطلاقة جديدة تتواكب بها مع التطورات الحاصلة لتواصل الاشتباك مع قضايا مصيرية وتواجه واحدة من اصعب اللحظات فى تاريخ الوطن.
فى الداخل نواجه معركة التنمية واعادة البناء و استعادة الدولة الوطنية التى حاول البعض تدميرها وإسقاطها وتحويل الوطن إلى خنادق متصارعة بالسلاح والدم.
وفى الخارج نواجه محاولات متزايدة ومتواصلة لتفتيت الاقليم ومخططات اختراق الأمن القومى العربى والذى مازال يقاوم حتى الآن، ومصالح إقليمية تركية وإيرانية فى المنطقة، ومصالح غربية وشرقية تحاول كل منها انتزاع جزء واخضاعه لنفوذها.
وقبل كل ذلك إرهاب دولى منظم يخضع لسيطرة واشراف قوى استخباراتية دولية ومافيا سلاح لا يهدأ ومصالح ونفوذ لجماعات سياسية يعمل بتناغم مع مخططات تفتيت المنطقة وينفذ بكل دقة ما يتلقاه من تعليمات وتوجهات.
فى مصر الآن خطط وتصورات ومشروعات بناء متنوعة ومتعددة هدفها الأساسى النهوض بالوطن واستعادة مكانته اللائقة إقليميا وعالميا، وهى خطط لا تقف عند حدود.
أسس العملية التنموية  تتحدد فى 3 محاور، الأول مشروع قناة السويس الجديدة ، المشروع القومى للطرق ، المشروع القومى للكهرباء والتنقيب عن البترول والغاز لنتحول إلى مركز إقليمى ونسجل مرحلة مختلفة فى تاريخنا الاقتصادى، وفى مشروعات الاستزراع السمكى التى ستلبى احتياجات السوق المحلية وتنتقل بنا مستقبلا إلى مجتمع التصدير.
والثانى  سياسة للإصلاح النقدى والمالى حققت اختراقات سلبية صعبة فى الواقع الاجتماعى لكن مساندة المصريين للقيادة السياسية وتحمل المصاعب كانت الإداة الأبرز فى مواجهة الأزمات المتتالية، كما جاء تبنى الدولة لمشروعات رعاية اجتماعية متعددة ومتنوعة وادوات للمنافسة للحفاظ على توازن الأسواق عامل جوهرى فى تحقيق توازن مهم.
والثالث رؤية اجتماعية للتعامل مع سلبيات مزمنة فى المشهد المصرى تمثل جرحا قبيحا اسمه «العشوائيات» حيث تعاملت الدولة مع رؤية قامت بتنفيذها تتعلق بتوفير الاسكان الاجتماعى لمحدودى ومتوسطى الدخل، وبناء العاصمة الإدارية الجديدة التى ضخت فى شرايين الاقتصاد المصرى دماء جديدة إعادته إلى مساره من جديد.
ولم يغب عن الدولة المصرية الجديدة ان حماية عمليات التنمية بمختلف محاورها، ومواجهة كل المخاطر المحيطة بنا تتطلب تحديث وتطوير قدراتنا العسكرية للتعامل مع متغيرات لم تكن قائمة من قبل، فكانت عملية تحديث التسليح والتدريب وتأهيل قواتنا المسلحة، إلى جانب استعادة دور الشرطة المدنية المصرية فى الحفاظ على الدولة.
نحن أمام دولة مصرية جديدة ذات مواصفات خاصة تتطلب الدعم والمساندة