الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المقاومة الشعبية والمئذنة

المقاومة الشعبية والمئذنة






ضمن تفاصيل مشهد احداث عملية ارهاب حلوان كانت اللقطة الاولى التى لا اتذكر اننا شاهدناها من قبل فى هذا المجال و اقصد هنا لقطة المواجهة الشعبية ضد الارهاب والاشتباك الاعزل مع ارهابى مُسلح.
اعتقد ايضا انها المرة الاولى التى نشاهد فيها بالصوت والصورة اشتباكًا حيًا مع ارهابى فى الطريق العام و هو يقتل الابرياء ثم و هو يصاب و ايضا و هو يتعرض لهجوم الاهالى الذين كادوا ان يفتكوا به.
مشهد غير مسبوق و ظنى انه سيسجل علامة فارقة فى التعامل مع الأحداث الإرهابية ومع الارهابيين، بالقطع ليس من منطق التحريض والتحفيز على تكراره  إنما من خلفية تفرد مصر بواقعة مذهلة لم نشاهدها ولا اعتقد اننا سنشاهدها فى العالم اجمع .
احسنت  «روزاليوسف» وهى تخط عنوانها الرئيسى  عدد الاحد الماضى «المقاومة الشعبية فى ضهر الشرطة» وله دلالات عديدة لا تغيب عن فطنة القارئ.
تقديرى ان كثيرًا من الدوائر المعنية فى العالم ستدرس بعناية واهتمام مشهد حلوان الجمعة الماضى وكيف ان مواطنين عُزل يحاصرون ارهابيا بفكر وتخطيط من دون تدريب ولا تنسيق حتى تصيبه الشرطة فينقضون عليه وينزعوا عنه سلاحه.
فى العالم كله اول التعليمات والترتيبات عند حدوث عمل إرهابى ان تستتر وتتجنب الظهور لتخلى الساحة للشرطة حتى تستطيع التعامل مع الارهابيين، و ان تلتزم كمواطن بعدم الاصطدام أو الاشتباك مع المعتدين حتى لا يصيبك مكروه ولا ترتفع ارقام الضحايا.
لكن فى حلوان كان الامر مذهلا، ومن خلال الفيديوهات التى انتشرت فى كل مكان رسم الناس بأجهزة المحمول سيناريو الحدث وتتالى وقائعه وهو ما يمكن اعتباره مقاومة على الهواء تعيد للاذهان حرب تحرير الكويت التى نفذتها امريكا على الهواء عبر قناة CNN.
ومن تتابع الاحداث ترصد اشتباك الاهالى باشكال مختلفة بدءًا من استفزاز الإرهابى والقاء الحجارة عليه، ثم استغلال اللحظات الفارقة لرفع الضحايا الى السيارات لنقلهم للمشافى، واستخدام سلاح ضحية لاطلاق الرصاص منه على الارهابى، ثم صراخ الناس بالنداء لمحاصرة الارهابى عبر الالتفاف حوله من كل الشوارع بما يمثل ضغطا نفسيا عنيفا عليه.
وفى واقعة تسقط كل دعاوى وتبريرات التطرف والمتطرفين من كل جانب وتؤكد ان غالبية المصريين لا يعرفون من التطرف الا اللفظ تأتى واقعة المئذنة  واستغاثة إمام المسجد عبر ميكروفون الجامع لدعوة الناس لاغاثة الكنيسة و حمايتها من عدوان الارهاب و انقاذ المترددين عليها .
نحن امام لوحة رُسمت تفاصيلها مونمنمات بالغة الصغر فكونت مشهدا كبيرا عظيما سيدخل التاريخ على عظمة هذا الشعب وايمانه البالغ بالآخر ليرد على دعاوى المشككين فى المصريين.
ما جرت وقائعه فى حلوان رسالة الى كل من يعنيه الامر، نحن هنا فى مواجهة الإرهاب و الارهابيين ، نحن نحارب الارهاب والارهابيين، نحن ندعم  مؤسساتنا فى مواجهة الإرهاب والارهابيين، نحن لن نسمح للإرهاب بالاعتداء على دور العبادة للمسلمين أو المسيحيين ولا لليهود ايضا.
ما حدث ايضا رسالة الى الشرطة.. الشعب فى ضهركم.. احرصوا عليه واعملوا على حمايته .