الأربعاء 31 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عيد الميلاد المجيد

عيد الميلاد المجيد






■ عشنا فى مصر.. لم أتوقف عند كلمة مسلم أو مسيحى.. اختلطنا.. اندمجنا.. فى حياة مشتركة.
وفى المدرسة بناء المنزل.. المقاول مسلم.. النجار والحداد مسيحى وتناقلنا صفة الالتزام والأمانة وتشاركنا فيها.
وفى الجامعة.. والعمل.. نتقابل فى رمضان وأرسل وأستقبل كلمات كل عام وأنت طيب.. رمضان كريم أيامك سعيدة ومباركة..
وفى أعياد الميلاد وغيرها.. كل من ألتقى به مسلم أو مسيحى أجد نفسى أتبادل كلمات من نوعية «كل عام وأنت طيب.. أسرتك بخير وحياتك سعيدة.. يارب امنحنا ما يرضيك.. خفف عنا.. اغفر لنا وارحمنا»..
■ فى مصر كيميا من مواد نادرة.. أفرزت لنا مواد من نتائجها العيش فى جو أو حضانة سلام ومحبة واحترام..
عشرات السنين من حياتى.. فؤاد الكدوانى مدير عام بهيئة الآثار وزوجته استر ووالدته المريضة تريزة زيارات متكررة.. وفى شبرا شخصيات متعددة ومتنوعة الثقافات.. لم ألتفت ولو مرة أو أتوقف أمام كلمة مسلم أو مسيحى.
حتى عندما تزامل أولادى عمر ونورا ويوسف فى مدارس المانور هاوس مع كارول اسحاق الغرباوى وغيرها.. وبصفتى رئيسا لمجلس الآباء بالمدارس.. كان الصديق اسحاق الغرباوى والد كارول وزوجته غادة أكثرنا غيرة على تقديم المساندة والمساعدة لأى طالب مسلم حتى فى حل مشاكل منطقته السكنية من عدم رصف الطرق والظلم الإدارى للسكان.. يقود الرجل الوساطة مع الحكومة والأحياء لحلول السكان مسلمين أو مسيحيين.
■ بالطبع كان حادث الزاوية الحمراء - أيام الرئيس أنور السادات - بداية وأعتقد أن التطرف الدينى والتعصب بدأ من هنا فى عملية محاولات سرقة حكم مصر وفى ظل السباق لتحقيق هذا الهدف من جانب المتطرفين والمتعصبين والإرهابيين ولأنهم يعلمون بأن المصريين بطبيعة الحال متدينون.. وأكثر شعوب العالم التزاما بالدين والقيم الإنسانية.
وباستخدام طرق الكذب والخداع والتزوير.. صنع الإرهابيون والمتعصبون دينيا حالة القلق والتوتر.
■ بالطبع التطرف يصنع تطرفا وهو ما حدث وعشنا ما يسمى بأحداث الفتنة الطائفية.
تجار الدين والمتطرفون ضربوا الكنائس لجر الاخوة المسيحيين لحرب شوارع وصناعة الفتنة لتشويه صورة الدولة والحكومة.
وتصاعد الخلاف والتوتر.. وبعد ثورة 30/6 كان هناك خيارات أمام الاخوة بضرورة الدفاع عن قيم المحبة والسلام والتعايش والالتحام بالشعب والانحياز لمصلحة البلد بإيجابية خاصة أن لو البلد جرى له أى حاجة لن ينجو أحد.
■ الاخوة المسيحيين والمسلمون المسالمون والآمنون دفعوا ضريبة غالية فى الحرب ضد الإرهاب بعد اقتناعهم بأن الرصاص لا يعرف الديانة ولا يفرق بين من يوجه له.
مواقف رائعة جمعتنا معا بدأت بالآلام مرورا بمشاكل الحياة ثم التفاؤل بالمستقبل.
الاخوة المسيحيون ومن خلال المعاناة التى عاشوها من حرق الكنائس والمكتبات والارواح منذ ثورة 30/6 أيقنوا وتأكدوا أن مصير الأمة المصرية واحد.. وأى خروقات فيها ضرر.. والآن نعيش استثناء بتوحيد الرؤى حول حياتنا كمصريين.. أخطاء.. أحلام والمستقبل.
موقف أكثر من رائع.. البابا تواضروس الثانى يلهم مشاعر المصريين بمواقفه الرائعة وانحيازه لوحدة المصريين وتقبله لضريبة الحياة.
■ والموقف الرائع للرئيس السيسى يلهم المصريين بالوفاء بوعوده ببناء كنيسة العاصمة الإدارية الجديدة والتى افتتحت بمناسبة عيد الميلاد المجيد.
والموقف الرائع للاخوة المسيحيين بالتلاحم مع المسلمين ضد الإرهاب أو تمزيق البلد كشف لنا عن الاطراف الخارجية التى عادة ما تاجرت بآلام المسيحيين.
تأكد للمصريين من المسيحيين بأن للدول الكبرى مصالح فى ضرب الوحدة الوطنية المصرية.. وهذا الموقف جاء بعد صمت العالم على حرق الكنائس وهو موقف جاء من جانبهم تقربا للإخوان والمتطرفين.
عيد الميلاد المجيد خير وبركة للمصريين.
■ ألمح فى بلدى حياة جديدة.. ومستقبلا أفضل يحقق لأولادنا عدالة اجتماعية وتنمية لا يستثنى منها أحد.. شكرا لمن يساهم فى تحقيق الاستقرار والتنمية لبلدى.