الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
يا ليلة العيد

يا ليلة العيد






صدحت إذاعات عديدة طوال يوم السبت الماضى بأغنيات بهجة وسرور.. منها يا ليلة العيد.. والليلة عيد.. وأهلا أهلا بالعيد، فأضفت جميعها روح البهجة على المصريين جميعا وأفاضت بأجواء الفرح لتزيل مشاعر التوتر والخوف.
عيد الميلاد المجيد جاء هذا العام مختلفا، أحاطته مشاعر الابتهاج بافتتاح كاتدرائية ميلاد المسيح فى العاصمة الجديدة بمناسبة مرور خمسين عاما على افتتاح الزعيم جمال عبد الناصر لكاتدرائية العباسية، والجديدة جاءت فى توقيت يقطع ألسنة المشككين فى احترام الدولة المصرية لديانات أبنائها.
وزرعت أجواء التوتر بعض مشاعر الخوف من إرهاب مقيت حاول قبل أسبوع أو أكثر قليلا إفساد أجواء البهجة والفرح بالعيد بالاعتداء على كنيسة حلوان، لكن لمأذنة المسجد ودعوات إمام المسجد وخروج الشعب لمساندة الشرطة فى مواجهة الإرهاب كانت أكبر مثال يقدمه المصريون على تماسكهم ووحدتهم وتآلفهم.
أغنيات العيد التى اعتدنا سماعها فى مناسبات محددة خرجت هذا العام عن المألوف وأبهجتنا فى عيد الميلاد المجيد وزرعت فينا روحا مختلفة وأضافت لنا مشاعر جديدة أعتقد أن الاستمرار فيها والتواصل بها سيكرس ويعمق روح التماسك والتوحد.
ربما يقول البعض «هذه أجواء مصطنعة» لرد الانتقادات والهجوم على مصر، وفى الحقيقة هى أجواء جديدة لكنها ليست مصطنعة، إنما هى كاشفة عن وجود روح مختلفة لدى المصريين كانت كامنة وخرجت فى لحظات مناسبة لتعبر عن حقيقة مشاعر هذا الشعب.
المؤكد أن كل من سار فى شوارع القاهرة ليلة العيد اجتاحته مشاعر مختلفة هذا العام، ما بين البث الحى المباشر من كاتدرائية ميلاد المسيح والافتتاح الجزئى للكنيسة الأكبر فى العالم، إلى الترانيم والأناشيد إلى أغانى البهجة والزينات التى أطلقتها بعض المحال التجارية، لتقول للعالم الأجمع إن روح المحبة والسلام سائدة بين المصريين تكره كل من يحاول الإساءة لها.
البث الحى المباشر من محافظات مختلفة وكنائس متعددة ومتنوعة، والبرامج الحوارية التى خصصت أوقاتها لمناقشة المشتركات الروحية بين الأديان كانت أيضا هذا العام مختلفة ومؤثرة بعد أن ابتعدت عن أجواء الهلال والصليب التقليدية وطرحت على المصريين ما رسخ فى وجدانهم لحقب وعهود طويلة ولكنه غاب عن وعيهم وإدراكهم وقت أن زرع أهل الشر بذور الفتنة.
كنت أتمنى أن تُستكمل أجواء البهجة والسرور بعيدا عن مظاهر التأمين المباشر التى شاهدناها جميعا، ورغم أنها رسالة مهمة تثير الخوف والرعب فى نفوس أهل الشر وتسد الطريق عليهم وتمنع ألاعيبهم وتقطع الطريق على من يفكرون فيه وتُجبرهم على التراجع .
أنا واثق أن أهل الشر لن يمتنعوا والإرهابيون لن يتراجعوا وهم يتربصون بنا وبالوطن، ينتظرون لحظة استرخاء أو تهاون لتنفيذ مخططاتهم الدموية التى لن يتراجعوا عنها، وهو ما يقتضى اليقظة الدائمة وليس فى أيام الاحتفالات فقط.
دعونا نواصل أجواء الفرح والبهجة والسرور، وننشد معا دوما.. الليلة عيد .
رب اجعل هذا البلد آمنا .