الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
دولة الرئيس (1)

دولة الرئيس (1)






«القماشة» السياسية لدولة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى عريضة للغاية  لكثرة ما تحتويه من تفاصيل متعددة وسياسات متنوعة تتيح لك الاتفاق مع الكثير جدا منها كما تفتح الباب للاختلاف حول الكثير منها أيضا.
وظنى ان سبب ذلك يرجع الى المهام الأساسية التى واجهتها الدولة المصرية بعد ثورة 30 يونيو باستعادة المؤسسات الوطنية وانتشال الاقتصاد المصرى من الانهيار الذى تعرض له جراء تطورات أوضاع ما بعد أحداث يناير 2011 وإعادة بناء الجيش المصرى وفقا لرؤية ممتازة تفهم جيدا تطورات المرحلة ومخاطر المخططات الدولية والاقليمية والإرهاب العالمى على المنطقة بشكل عام  وعلى مصر بشكل خاص  الى جانب الجبهة الوطنية العريضة التى تشكلت لإسقاط حكم المرشد وكان منطقيا أن تتباين الرؤى فيما بينها بعد نجاح الثورة.
فى حملة ولايته الاولى للحصول على المقعد الرئاسى لم يقدم الرئيس برنامجا سياسيا محددا قدر ما اكتفى بالحديث عن تلك المهام دون تسميتها رسميا إلا أن ذلك لم يؤثر على انتخابه من الغالبية الكاسحة التى منحته تأييدا أقصى كونه مرشح المرحلة والوحيد القادر على قيادتها حيث انحاز الناس لفقه الأولويات والاحتياجات الأساسية.
قبل أربع سنوات اختار الرئيس مثلثا حدد به مهام ولايته الاولى فى ثلاثة عناصر اساسية هى الأمن والاستقرار والتنمية، على خلفية مواجهة الإرهاب ومحاصرة حالة الفوضى التى كانت سائدة والقضاء عليها، واستعادة مؤسسات الدولة لتتولى مسئولية بناء المستقبل، وطرح مشروعات  كبرى تسهم فى عملية التنمية وتهيئة البيئة القانونية لجذب المزيد من الاستثمارات.
من الصعب أن تتخيل دولة تعيش بلا كهرباء، أو ان تنجح فى جذب الاستثمارات والمستثمرين من دون وجود طاقة كافية من كهرباء وبترول وغاز وجاز وخلافه لتدوير المصانع والأنشطة الاقتصادية ومن دون طرق ذات مواصفات تتيح الحركة الملائمة للاستثمار ومن دون موانئ تمتلك الطاقات الكافية لاعادة تصدير المنتجات ومشروعات كبرى تسد ثغرات استنزاف مواردنا المالية فى الاستيراد.
كنا نعانى من عجز خانق فى الموازنة العامة للدولة وضعف فى الموارد وانهيار كامل فى معدلات التنمية وارتفاعات مزعجة فى نسب البطالة وتزايدت بضراوة اعداد الفقراء وأصبح لدينا مصطلحات من نوعية معدومى الدخل بعد ان كان الحديث عن معدلات الفقر وعن محدودى الدخل.
كانت الدولة المصرية مطالبة بانجازات على المستوى المؤسساتى بانتخاب رئيس للبلاد وبدستور جديد وباستعادة البرلمان وإعادة دور المؤسسات الحكومية، واستعادة دولة  القانون ومواجهة حالة الفوضى فى الشوارع وأعمال البلطجة.
وفى الوقت ذاته وأنت تعمل على تصحيح الأوضاع الاقتصادية ومواجهة العجز الضخم فى تلبية احتياجات الناس كنا نواجه إرهابا على مستويين احدهما فى الداخل يخرب فى البنية الاساسية ويسعى لعرقلة استعادة مؤسسات الدولة وأعمال القانون والثانى على حدودك من كل جانب يسعى إلى استنزافك فى عمليات إرهاب و تفجيرات وقتال متبادل بمعدلات شبه يومية ليعرقل جهودك وخططك لجذب الاستثمارات و يضرب واحدا من اهم مواردك و هى السياحة.
يقينى أن دولة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى حققت انجازات عريضة فى المهام التى حددتها لنفسها، واستطاعت تجاوز عقبات عميقة يمكن رصدها باستعادة صورة الدولة المصرية قبل أربع سنوات وصورتها الآن.
وللحديث بقية