الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
انتخابات رئاسية «ساخنة»

انتخابات رئاسية «ساخنة»






بإعلان السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى ترشحه لولاية رئاسية ثانية دخلت الانتخابات مرحلة الجد إذ إنه الأول بين المرشحين الذى لا يحمل صفة « المحتمل « ليس لأنه الرئيس الحالى وإنما لأنه الوحيد الذى يمتلك اشتراطات الترشيح دون احتياج لتحليل أو لرؤى سياسية .
فى نهاية مؤتمر حكاية وطن وقبل الجلسة الختامية بدا أن السيد الرئيس عازم هذه المرة على الترشح وذلك على النقيض تماما مما كان عليه قبل الترشح لولايته الأولى وهو كان على ثقة كبيرة من أن الناس تؤيده حتى لو اختلفت معه فى بعض الجوانب.
ومن ميزات ترشح السيد الرئيس أنك تتفق و تختلف معه، وتستطيع وأنت مطمئن وآمن أن تؤيده انتخابيا لثقتك فى جوانب مهمة وأساسية من برنامجه الرئاسى رغم اختلافك معه فى جوانب أخرى، فالسياسى نقطة خلاف الرأى العام ولا تستطيع تأييد كل أفكاره ومواقفه إلا إذا كان مرشحًا حزبيًا وأنت من مؤيدى برنامج هذا الحزب.
من خلال مناقشات مؤتمر حكاية وطن تتيقن ومن الوهلة الأولى أن السيد الرئيس لا ينتمى إلى حزب أو جماعة سياسية محددة، فمن أفكاره يبدو ميولًا للاشتراكيين ومن بعض السياسات تلمس اتجاها ليبراليا، وفى مواقف أخرى ترصد نزوعا وطنيا متشددًا، و ظنى أنه حريص ألا يكون مرشحًا لاتجاه سياسى محدد وإنما مرشح للأمة يحمل أفكارًا ومواقف متناسقة فى نتائجها رغم تعارضها السياسى.
ولعل مسألة السياسة الاقتصادية تعبير مهم فى هذا المعنى، فسياسة الاصلاح النقدى والمالى تعتمد على التحرير الكامل وما ينتج عنه من أضرار بالطبقات الشعبية والجماعات الاقل قدرة، و يقابل ذلك سياسات للرعاية الاجتماعية و توازن السوق لحماية المتضررين من هذه السياسات، غير مواقفه الحادة الصارمة من الإرهاب والإرهابيين بكل تنوعاتهم، وسياساته الاقليمية والدولية المتميزة.
«حكاية وطن» ليست مؤتمرًا انعقد وانفض، إنما هو رواية حقيقية ترصد ما جرى للوطن فى مرحلة هى وبحق «تاريخية» شهدت فيها البلاد خلال سبع سنوات عواصف ورياح ودوامات سياسية انتخابية وصراعات مباشرة وتدخلات اقليمية ودولية غير مسبوقة، واعتقادى أن «حكاية وطن» ستظل ممتدة لسنوات أخرى، فالأصعب لم يأت بعد.
سيحمل السيسى بغضون الأيام القليلة المقبلة لقب « الرئيس المنتهية ولايته والمرشح لولاية جديدة»، وهو سيخوض مواجهات جادة و حقيقية للحصول على ثقة الناخبين و تأييدهم، و ظنى أن المسألة الأساسية لن تكون فى مشاركة الناخبين وإنما فى فارق التصويت بين المتنافسين إذا ما تمكنوا من الحصول على اشتراطات الترشيح.
المنافسات الانتخابية المقبلة جادة خصوصا بعد توالى أسماء مرشحين لها دلالتها وانتماءاتها وانحيازتها السياسية وليس صحيحا أنها – الانتخابات - محسومة كما يحاول البعض الايهام لإبعاد الناس عن المشاركة وتشجيعهم على العزوف حتى يستخدم ذلك فى عدائه لثورة يونيو، هى منافسات حقيقية وتحتاج إلى عمل شعبى وحشد للأنصار ودعوات للمشاركة.