
احمد رفعت
وقائع 48 ساعة انتهت بترشح الرئيس!
كان لابد من انعاش ذاكرة الناس والذكرى تنفع المؤمنين.. كان الناس وقد تراكمت الافتتاحات وفى كل افتتاح انجاز وأكثر حتى اختلطت لديهم الأرقام والاعمال فمحطات الكهرباء مثلا عرف الناس أولها ولم يعرفوا آخرها وكذلك فى المدن الجديدة عرف الناس اولها ولا يعرفون آخرها.. فى الكهرباء يتذكر الناس محطة بنى سويف العملاقة لسبب واحد وهو ربطها بتعريف بسيط لها بأنها «أكبر محطة كهرباء فى العالم» اختصارا لكونها الاكبر بالدورة المختلطة بخار وغاز.. وكذلك المدن الجديدة بدأت بالاسماعيلية الجديدة ومرت بالعاصمة الجديدة والعلمين الجديدة وسمعوا عن رفح الجديدة والجلالة وشرق بورسعيد..لكن المصريين فوجئوا بغرب أسيوط أو مدينة ناصر كما أطلق عليها الرئيس وكذلك غرب قنا وعلى مساحة أكبر وتوشكى الجديدة وغيرها!
كان انعاش الذاكرة ضروريا ليعرف الناس كيف كانوا وكيف أصبحوا.. أين كانوا واين هم الان..كيف كان الانتقال من حال الى حال مريرا وشاقا.. كيف تم كل ذلك؟ الاجابة عند الرئيس.. يقولها بتجرد ويشير الى الشعب المصرى لينتقل بهم إلى الهدف الثانى من مؤتمر «حكاية وطن» وهو تقديم الشكر للشعب المصرى الذى صبر وتحمل وعانى وكان ورغم كل شيءعند حسن ظن الدنيا به!
لكن.. كيف يمكن اختصار 4 سنوات كاملة من التعب والعرق والجهد والدموع والدم فى ثلاثة ايام؟ ما بين حفل افتتاح وختام وبينهما عدة جلسات؟ هنا كان التنظيم الجيد الذى لخص كل القضايا فى هذه الجلسات الخمس مع محاور منضبطة وايقاع سريع يختلف عما سبقه من مؤتمرات كانت مساحة الوقت أكثر اتساعا وتم توزيع المشاركين كل مجموعة على جلسة من الجلسات ليناقش الحضور ويعرف الناس معهم ومنهم ماذا فعل المصريون السنوات الاربع الماضية وكيف واجهوا مؤامرات نجحت عند الاشقاء وتعثرت هنا لتتوقف مخططات كبيرة وشيطانية استهدفت بلا مبالغة العالم كله انطلاقا من فرض النجاح هنا!
كان الرئيس الاكثر حرصا على مخاطبة الناس بما يستطيعون استيعابه خصوصا البسطاء المعنيين أساسا بالمؤتمر وبات السؤال: هل سيعلن الرئيس ترشحه فى ختام المؤتمر؟ وهذا السؤال المنطقى من شعب أصيل جعل لحظات كلمة الرئيس فى الختام تمر طويلة حتى اعتقد الكثيرون ان الرئيس لن يعلن اليوم وراحت الثوانى تمر واحدة بعد أخرى وحبس المصريون انفاسهم بعدما تحدث الرئيس عن الانتخابات وتمنى التوفيق لمن سينتخبه المصريون إلا أن الرئيس اعلنها ليسترد الناس انفاسهم داخل القاعة..ورغم فرحة الحضور فى القاعة وانفعالهم مع الاعلان الا أن الفرحة الحقيقية كانت فى الشوارع رآها من غادروا المؤتمر حيث كانت الشوارع اشبه بالقاهرة عند الحصول على الامم الافريقية والسيارات تعبر عن فرحتها بالطريقة التى يعرفها المصريون ويحفظونها ولما لا وهم من صنعوها..
تحيا مصر..